لا بد أيضا من الإشارة إلى ذاك العدو الذي أصبح يمثل قاسما مشتركا لدى كل من يبحث عن عدو، بغض النظر عما سيفعله بهذا العدو!.. وأعني به "الإرهاب". أصبح الإرهاب العدو ذا الملامح الكونية العريضة الذي أصبح يدندن به الجميع أجمعون، سواء داخل الحدود أم خارج الحدود..
لقد ترك غبطة البابا شنودة الثالث ميراثا كنسيا هائلا تتداخل فيه الدنيا بالدين، على نحو لم يكن موجودا قبلا في تاريخ الكرازة المرقسية، وبعد تنحيه بتسع سنوات ما زال الضباب والغيوم تلف وتحوم حول الحالة القبطية من داخلها قبل خارجها..
يقول إنجيل يوحنا إن باراباس كان لصاً، ويقول إنجيل لوقا إنه كان قاتلا وينشر الفتنة بين الناس. وهكذا سار النموذج عبر تاريخ العلاقة بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين الشرعية والفوضى؛ مع المسيح الذي يمثل العدل والحق والخير والجمال والسلام والتسامح، أم مع باراباس..
فكرة التيار الأساسي تعد بوجه من الوجوه امتداداً لحركة "المشروع الوطني العام"، الذي تمت بلورته عن طريق "الاستخلاص" من الواقع الحي للحركة السياسية والثقافية القائمة في المجتمع
البروز الواضح للإسلاميين بكل فصائلهم جعل الكاتب يهتم بتتبع الموضوع وأرض الموضوع كما يقولون، فيقول إنه من المهم توضيح أن الإسلام عامل حساس ومعيار هام للغاية، وساعد بشكل كبير في تشكيل مصر والشرق الأوسط الحديث..
أكبر أكذوبة في التاريخ السلطوي لـ"الدولة"، وهي الأكذوبة التي جاءت في البيان الشيوعي الشهير من أن الدولة ما هي إلا "لجنة تنفيذية لإدارة الشؤون الجمعية للشعب، وهي بهذه الصفة انعكاس مباشر لمصالح هذا الشعب"..
ستتفق مع حفيد المهدي الكبير ما شاء لك أن تتفق، وستختلف معه ما شاء لك أن تختلف.. لكنك أمام سيرة ضخمة لزعيم ولد ليكون كذلك! فنشأ وتربى وتعلم وكبر، فكان بالفعل كذلك..
كان انتخاب ترامب أبرز نموذج على ذلك، وما يحمله مجيئه من تهديد الديمقراطية الأمريكية من الداخل ومن الخارج (التدخلات الروسية)، ذاك الرجل الذي ينظر إلى خصومه ليسوا كمنافسين في السياسة وإنما كأعداء.. كما فعل تقريبا مع كل خصومه..
التركيز على الإسلام يعكس في الحقيقة وجود حاجة مرضية في أوساط الطبقات المتوسطة والعليا لتوجيه سهام الكره في اتجاه ما.. (الاسلام)، كراهية الأجانب التي كانت حكرا في الماضي على الشرائح الشعبية، صارت الآن شعار النخبة والطبقات الميسورة التي تبحث عن كبش فداء من خلال الإسلام.
على الإسرائيليين ألا ينسوا أبدا أنهم يشكلون "المتغير التابع" في جميع هذه العلاقات، ذلك المتغير الذي تتقلب حظوظه صعودا وهبوطا استنادا إلى الأحداث التي هي خارج سيطرته إلى حدٍ كبير
لم يكن هذا هو الهجوم الأول من ماكرون على المسلمين لكنه بالفعل الأشرس والأوقح، إذ لم تعد المشكلة في تطبيقات وممارسات خاطئة (كما يذهب ماكرون)، بل في خلل متأصل يجعل من الإسلام ماكينة إنتاج تاريخية ضخمة للتشدد والتطرف..
الفترة القادمة ستشهد تطبيقات واسعة لفكرة "حروب الوعي" هذه، والتي ستحاول إسرائيل فيها المحافظة على تماسك اللُحمة الاجتماعية والسياسية الإسرائيلية "المهددة بنيويا بدرجة كبيرة" من جانب، ومن جانب آخر التحرك الواسع والنشيط داخل الخريطة..