ملفات وتقارير

تنظيم الدولة يضغط على شمال بغداد وخلافات حول مشاركة الحشد

عزز التنظيم مواقعها في شمال بغداد ويضغط على مناطقها - أرشيفية
تشهد مناطق شمال بغداد، منذ أشهر، معارك مهمة من الناحية الإستراتيجية بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات الجيش والشرطة، إضافة إلى ما تبقى من صحوات العشائر من جهة أخرى.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال أبو محمد، وهو أحد قادة صحوة منطقة التاجي شمال بغداد، ويقود العديد من المقاتلين الذين يشكلون آخر ما تبقى من مقاتلي صحوات شمال بغداد، إن تنظيم الدولة يشن هجمات متكررة على المراكز والمعسكرات الحكومية، ويبدو أكثر قوة مما كان عليه عام 2007، حيث أن غالب عناصر التنظيم من أبناء مناطق شمال بغداد، وهم يعرفون مناطقهم جيدا كما يعرفون عناصر الشرطة والصحوات.
 
وأضاف أبو محمد: "تمكن التنظيم من السيطرة على عدة معسكرات شمال بغداد، ولعل الحملة ابتدأت لصالحه صيف عام 2013 حين قاد عملية سماها قهر الطواغيت، مقتحما بها سجني التاجي شمال بغداد، وأبو غريب غرب بغداد".
 
من جهته، وفي حديث خاص لـ"عربي21"، يقول عبد الله التميمي، وهو من قيادات القوة العشائرية الموالية للحكومة في شمال بغداد: "نحن دفعنا أثمانا باهظة في مقاتلة التنظيم".

ويضيف: "الجيش يؤدي دوره، لكن الأمر فوق طاقته وطاقتنا، فالجيش لم يعد كما كان قويا، ولن نسمح بدخول قوات الحشد، لكن ربما نسمح بدخول بعض المقاتلين من الحشد لإسنادنا، لكن دخول الحشد  بقيادته ككيان مستقل أمر غير مقبول من أهل المنطقة، وسينقلبون ضدنا إذا حدث هذا الأمر.
 
ويوضح التميمي أنهم اضطروا "للتراجع مؤخرا في معظم الجبهات أمام ضربات التنظيم، وقد خسرنا مناطق اللاين، وداود الحسن، والبوشهاب، لصالح التنظيم، والقتال الآن يدور في مناطق قرب منشأة المثنى التي استهدفها التنظيم أكثر من مرة، وأصبح ينتشر من مناطقنا في الطارمية، والتاجي، وحتى جنوب سامراء شمالا، وذراع دجلة غربا، بقاطع واحد وقيادة واحدة".

 ويتابع حديثه قائلا: "نملك الإسناد المدفعي القوي، ونحن في وضع الدفاع ولا نستطيع التوغل والتقدم تجاه مناطق التنظيم، حيث سيصبح ظهرنا مكشوفا ومعلوماتنا الإستخباراتية تؤكد أن التنظيم قد هيأ خلاياه النائمة حتى تملأ مكاننا فنصبح بين كماشتين".
 
وعن حجم الدعم الحكومي، قال التميمي: إن "الحكومة أرسلت لنا دعما قبل خمسة أشهر تمثل بالذخيرة وعدة عجلات، وطلبت منا تهيئة الأمر لدخول الحشد الشعبي، ورفضنا الأمر".
 
ويضيف التميمي: "تأثرت مناطقنا بشكل سلبي وازداد الضغط علينا بعد تقدم التنظيم في منطقة ناظم الثرثار، وبسط سيطرته على النباعي، حيث تمكن التنظيم من ربط مناطقنا عن طريق ذراع دجلة والكرمة وصولا إلى الفلوجة، أحد أبرز معاقله. ويتبع التنظيم استراتيحية عسكرية مرهقة بالنسبة لنا".

وختم التميمي كلامه بالقول :"الحكومة الآن تعتمد على الحشد الشعبي وقوات الصحوات والعشائر بشكل أساسي، ورغم أننا فقدنا العديد من المعسكرات شمال بغداد،  لكن ما زلنا نسيطر على مناطقنا، إلا أن السيارات المفخخة تمثل هاجسا كبيرا لخطوط الصد، ونحن نحاول الصمود ومنع التنظيم من الاقتراب من بغداد".