مقابلات

الجماعة الإسلامية بلبنان: النصر حليف المقاومة.. ولسنا جزءا من أي محور

محمد طقوش كشف أن "قوات الفجر" قامت ببعض العمليات ضد "إسرائيل" دون الإعلان عنها حتى الآن- عربي21
قال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الشيخ محمد طقوش، إن "الأوضاع الميدانية سواءً في غزة أو لبنان تتجه إلى النصر الذي سيكون حليف المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "الجماعة الإسلامية ليست جزءا من أي محور، ولكن هذا لا ينفي إمكانية التعاون مع مَن يتفق مع وجهة نظرنا في أي ملف من الملفات".

وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، أوضح أن فتح جبهة جنوب لبنان ضد إسرائيل "جاء ردّا على اعتداءات العدو المتكررة، ولنا أن نتذكر أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا تزال مُحتلة. ثم هو بالوقت ذاته جزء من الواجب الشرعي والإنساني لمساندة الشعب الفلسطيني".

وأشار طقوش إلى أن "أي حراك يشغل الإسرائيلي ويشتت قوته ويربكه مطلوب في أي ساحة من الساحات، وجبهة جنوب لبنان أربكت الإسرائيلي وشغلته بشكل بات ملاحظا، فضلا عن أنها استنزفته ميدانيا أيضا".

وذكر طقوش أن "قوات الفجر" الجناح العسكري التابع للجماعة الإسلامية في لبنان، قامت ببعض العمليات ضد إسرائيل دون إعلان عنها حتى الآن، مؤكدا أنهم وضعوا خطط تحاكي كل السيناريوهات المفترضة في حال توسعت الحرب الجارية ودخل لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل.

وفي ما يأتي نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف ترى الأوضاع الحالية في غزة بعد مرور 65 يوما على العدوان الإسرائيلي؟


غزّة، شعبا ومقاومة، لقنّوا الاحتلال الإسرائيلي درسا لن ينساه، وسطّروا أروع أنواع الانتصارات من خلال بسالة المجاهدين في الميدان، وصمود الغزاويين على الرغم من حرب الإبادة الجماعية التي مارسها العدو الصهيوني بحقهم. غزة مدرسة في التضحية والصمود والبطولة والرجولة وهي تقاتل وتدافع عن الأمة ومقدساتها.

كيف تقيم موقف الحكومة اللبنانية من مجمل الأوضاع المتصاعدة في غزة والتوترات التي تحدث جنوب لبنان؟

لبنان، حكومة وشعبا، أيّد حق الشعب الفلسطيني في ردّ العدوان وأعلن تضامنه معه، والموقف الحكومي حيال ما يجري على الجبهة الجنوبية يؤكّد ويشدّد دائما على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية ويحمّل العدو المسؤولية، بموازاة الحديث عن التزام لبنان بالقرار 1701.

ونحن في سياق دفاعنا عن أهلنا في القرى الجنوبية، ومساندة أهلنا في غزة حريصون كلّ الحرص على أن يكون الجمهور اللبناني شريكنا في هذا العمل بما يعزز مناعة لبنان بوجه الاعتداءات الإسرائيلية.

ما مدى تأثير وفاعلية فتح جبهة جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي؟

فتح الجبهة الجنوبية جاء ردّا على اعتداءات العدو المتكررة، ولنا أن نتذكر أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا تزال مُحتلة. ثم هو بالوقت ذاته جزء من الواجب الشرعي والإنساني لمساندة الشعب الفلسطيني الذي يُسحق بآلة التدمير الإسرائيلية على مرأى من العالم.

كما أن أي حراك يشغل الإسرائيلي ويشتت قوته ويربكه مطلوب في أي ساحة من الساحات، وجبهة جنوب لبنان أربكت الإسرائيلي وشغلته بشكل بات ملاحظا، فضلا عن أنها استنزفته ميدانيا أيضا.

ما أبعاد التنسيق بين "قوات الفجر" وحزب الله في لبنان أو فصائل المقاومة الفلسطينية بشأن توجيه ضربات للاحتلال الإسرائيلي؟

قوات الفجر شاركت في مواجهة العدوان الصهيوني من خلال جبهة جنوب لبنان. وهذه الجبهة فيها قوى وفصائل مقاومة أخرى وكلّها تعمل للهدف ذاته، وهو الدفاع عن القرى الجنوبية ومساندة الشعب الفلسطيني، والميدان يفرض بكل تأكيد التنسيق الميداني بين هذه القوى لتحقيق الهدف.

وهل هذا يعني أنكم بتّم جزءا من محور معيّن في المنطقة؟

 كلا. نحن لسنا جزءا من أي محور؛ فنحن نمارس قناعتنا ومواقفنا تخرج من صلب هذه القناعات؛ فالجماعة الإسلامية منذ تأسيسها لا تقبل بأن تضع نفسها في محور من المحاور، بل هي حرة مستقلّة، ولكن هذا لا ينفي إمكانية التعاون مع مَن يتفق مع وجهة نظرنا في أي ملف من الملفات.

هل من المحتمل أن تقوم "قوات الفجر" بتصعيد ضرباتها ضد إسرائيل مستقبلا؟

هذا الأمر مرتبط بظروف الميدان، والإخوة المسؤولون عنه هم الذين يقدّرون هذه الظروف.

إلى متى ستواصل "قوات الفجر" عملياتها ضد إسرائيل؟ وهل هناك عمليات تقومون بها ضد إسرائيل دون إعلان؟

كما أشرت سابقا، هذا العمل مرتبط بظروف الميدان، ونعم كان هناك بعض العمليات التي قمنا بها ولم نعلن عنها.

كيف تقارن بين تواجد وتأثير وتسليح "قوات الفجر" اليوم مقارنة بوضعها عام 2006؟

نحن مقاومة لنا تاريخنا في مقاومة العدو الصهيوني ويعود إلى بدايات الاجتياح في العام 1982. ولأهلنا من أبناء قرى العرقوب إلى الآن مزارع وأراض مُحتلة في شبعا وكفرشوبا من حقّنا أن نعمل على تحريرها، ولذلك نحن في حالة مراكمة للخبرة والقوة وما يتصل بالعمل المقاوم.

هل وضعت الجماعة الإسلامية سيناريوهات في حال توسعت الحرب الجارية ودخل لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل؟

هذا الأمر في عهدة الإخوة العاملين في الجناح العسكري، وبالتأكيد تمّ وضع خطط تحاكي كل السيناريوهات المفترضة.

هل يمكن أن تتحول الجماعة الإسلامية إلى حركة مقاومة بالكامل مع مرور الوقت أم إن هذا مستحيل؟

الجماعة حركة إصلاحية شاملة، والمقاومة بحكم الاحتلال وأطماع العدو الصهيوني واعتداءاته جزء من اهتمامها، وبالتالي فإن الظروف هي التي تُبرز الاهتمام بمجال معيّن من دون إهمال المجالات الأخرى.

لو تحدثنا عن الجهود الأخرى التي تقوم بها الجماعة الإسلامية كحشد الرأي العام والدعم الإغاثي والإعلامي وما إلى ذلك..

هذا المجال نتحرك به قبل العدوان على غزة وبعده. عندنا مؤسسات متخصّصة بهذه العناوين. فـ "هيئة نصرة الأقصى" في الجماعة مؤسسة متخصّصة في موضوعي العمل الإغاثي والتوعوي، ومنابرنا الإعلامية تعتبر القضية الفلسطينية من أولوياتها. وأيضا شاركنا وانخرطنا في مؤسسات عملت وتعمل على إعادة إعمار غزة، وهكذا. كما أننا نظّمنا العديد من الفعاليات في بيروت والمناطق من قبيل حشد الرأي العام والتوعية وما سوى ذلك.

هناك حراك دولي مكثف باتجاه لبنان، ومبعوثون دوليون قدموا لإيصال رسائل تهديد إلى لبنان بأن إسرائيل ستجعل بيروت كغزة في حال لم يُعد تفعيل القرار 1701، وتعمل إسرائيل على تعديل هذا القرار ليصبح تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. فهل من الممكن تنفيذ مثل هذه القرارات؟

نحن نعتبر أن أرضنا ما زالت مُحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومن حقّنا العمل لاستعادتها وتحريرها. ونحن نرى أن اعتداءات العدو الصهيوني على أرضنا ومزارعينا لا تتوقف، ومن حقّنا، بل من واجبنا، الدفاع عنهم في ظل غياب استراتيجية دفاعية وطنية. ونرى أن العدو هو المُطالب بوقف عدوانه والانسحاب من أرضنا، وليس توجيه التهديدات للبنان بهدف إخضاعه.

البعض ينتقد تصرفات المقاومة اللبنانية ودخولها في مواجهات مع إسرائيل ويقول إن لبنان لا علاقة له بحرب غزة.. ما تعقيبكم؟

لبنان يدافع عن أرضه وأبنائه وأهله. ولبنان يعمل لتحرير أرضه المحتلة. ولبنان يرفض الأطماع الإسرائيلية بمياهه ونفطه وغازه، ولبنان معني بمساندة غزة لأن تمكّن العدو الإسرائيلي –لا سمح الله- من غزة سيغريه بمزيد من الضغط على لبنان والطمع بثروته.

مسؤولون إسرائيليون هدّدوا، في تصريحات سابقة، بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري" في حال دخول المقاومة اللبنانية في حرب مباشرة وشاملة مع الاحتلال، كيف استقبلتم تلك التهديدات؟

يمكن أن تكون موجّهة لطمأنة الداخل الإسرائيلي أكثر مما هي لتهديد لبنان.

هل هناك أي تواجد إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية سواء عبر الموساد أو غيره من الأجهزة الإسرائيلية؟

هناك احتلال مباشر لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من بلدة الغجر. وبالمناسبة هذه ليست مزارع صغيرة كما يعتقد البعض، بل هي مساحة واسعة أقام عليها العدو العديد من المواقع العسكرية.

أمّا بخصوص شبكات التجسس فقد كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية العديد منها وأعلنت عن ذلك فضلا عن أنّها أحبطت بعض محاولات التخريب لهذه الأجهزة.

إلى أين تتجه الأوضاع الميدانية سواءً في غزة أو لبنان؟

إلى النصر إن شاء الله.