كتب

دراسة علمية لمكونات الأصولية الإنجيلية في البرازيل

التيار الإنجيلي في البرازيل.. قراءة في النشأة والأصول والنتائج- (عربي21)

الكتاب: "الأصولية الإنجيلية: الهوية والهاوية"
الكاتبة: لمياء ولعلو
ترجمة لحسن العبسي
الناشر: المركز الثقافي للكتاب
الطبعة الأولى: 2020
عدد الصفحات: 216

مقدمة:

ربما كان التساؤل مثيرا عن جدوى بحث المشهد الديني في دولة تنتمي إلى فضاء أمريكا اللاتينية (البرازيل) معروفة بطبيعتها الكاثوليكية الراسخة، لكن التحولات التي يعرفها هذا المشهد، والتراجع الذي تعرفه الكاثوليكية في هذه الدولة، لفائدة بروز تيار إنجيلي، يخترق المجال، ويدك الحصون التي كانت الكاثوليكية تتمتع فيها بزخم كبير، وسوسيولوجيا هذا التحول، تجعل الموضوع ليس فقط شأنا مسيحيا، ولا حتى شأنا يخص البيئة السياسية في البرازيل، بل إنه يطرح أسئلة عميقة حول التحولات الدينية التي تطرأ على المجتمعات، ومستقبل التيار الإنجيلي، الذي اخترق عددا من الدول، بما في ذلك الدول العظمي (الولايات المتحدة الأمريكية)، والأطروحات التي يقوم عليها، والاستراتيجيات التي يتبناها في تبرير انتشاره، والحلول محل النفوذ الكاثوليكي، أو حتى محل بعض موجهات البروتستانتية في كثير من الدول.

ولأن البرازيل تمثل مركز ثقل الكاثوليكية في العالم، حيث لا تزال تتمتع بحضور قوي ومحوري في الحياة الاجتماعية وحتى السياسية، فإن الاختراق الذي يشكله التيار الإنجيلي، يستدعي رصدا وتحليلا، لا يقتصر فقط على الأبعاد الدينية أو السياسية، وإنما يستدعي اعتبارات أخرى مركزية، تتعلق بالتركيبة الاجتماعية والثقافية للمجتمع، والتحولات التي حصلت على هذا المستوى، والفرص التي استثمرها الإنجيليون لبناء نفوذهم، وتأصيل شرعيتهم الجديدة، كتيار يحمل عقيدة بديلة للكاثوليكية في البرازيل.

في هذا السياق يندرج جهود الأستاذة لمياء ولعلو ـ باحثة مغربية ـ التي قضت عشر سنوات في البرازيل (مجال البحث)، ترصد الظاهرة بجميع حيثياتها ومظاهرها، وتحاول تتبع وتحليل تحولات المشهد الديني في البرازيل، ومبررات انتشار التيار الإنجيلي، والفئات الاجتماعية التي تنحاز له (سوسيولوجيا الظاهرة) والدوافع التي تدعوهم لترك الكاثوليكية واعتناق الإنجيلية، والاستراتيجيات التي يقوم بها هذا التيار في عملية الاختراق واكتساح المجال الديني، والأدوار الاجتماعية والسياسية التي يضطلع بها.
 
تحولات الديمغرافيا الدينية في البرازيل

تستعين الأستاذة لمياء ولعلو بمصادر إحصائية دقيقة، فضلا عن دراسات علمية، لرصد المعطيات الإحصائية الخاصة بالمشهد الديني في البرازيل، فقد سجل إحصاء 2010، الذي أجرته هيئة الإحصاء البرازيلية (تجريه كل عشر سنوات) تراجعا كبيرا للمسيحية الكاثوليكية، حيث انتقلت من 74 في المائة إلى 64 في المائة من مجموع الساكنة، وذلك خلال عقد واحد فقط. 

والمثير للانتباه، أن هذا التراجع ليس طارئا ولا جديدا، بل صار على نسق مطرد، ففي سنة 1970 كان 92 في المائة من البرازيليين كاثوليك، بما يعني أن الكاثوليكية تراجعت في البرازيل خلال أربعين سنة ب 28 نقطة.

الرابح الأكبر من هذا التحول، لم يكن سوى التيار الإنجيلي، الذي انتقل خلال ثلاثين سنة، من 6 في المائة إلى 22 بالمائة، حيث بلغ سنة 2010، حوالي 43 مليون برازيلي.

 

تلاحظ أن الهجرة الداخلية نحو المدن في البرازيل ليست أمرا طارئا ولا جديدا، فقد كانت ظاهرة مألوفة في الستينيات والسبعينيات، أي في عهد الرئيس لولا سيلفا، فقد غادرت الملايين من البرازيليين الشمال الفقير للاستقرار بالمدن الكبيرة للجنوب الشرقي، لكن ذلك لم يجعل الكاثوليكية تتراجع،

 



وتستند لمياء ولعلو إلى بعض الباحثين الديمغرافيين في البرازيل، لتؤكد بأنه من مجموع 100 شخص في البرازيل، يتخلى 72 عن الكاثوليكية ممن يلتحقون بالتيار الإنجيلي، في حين، يصير 18 منهم بدون ديانة.

النتيجة التي خلصت إليها الباحثة، أن الكاثوليكية تعاني من فقدان مركز ثقلها في البرازيل، وأنها أضحت تمثل مجرد أغلبية في المجتمع البرازيلي، مما يطرح أسئلة عميقة حول أسباب هذا التراجع والأفول.

ترجع الباحثة لمياء ولعلو سبب إقامة الملتقى الدولي للشباب من قبل المسيحية الكاثوليكية، في ريو دي جانيرو، على شاطئ كوكابانا، والذي ضم حوالي 9 مليون شباب، جاؤوا من مختلف بقاع العالم، بهواجس الكاثوليكية من فقدان مركز ثقلها في البرازيل. فالبرازيل تمثل أكبر بلد مسيحي كاثوليكي في العالم، فقد حرص البابا فرانسوا خلال حضوره لهذا الملتقى، أن يستعيد العافية للكاثوليكية، التي تعرضت لضربة قوية من قبل التيار الإنجيلي، الذي بدأ يستقطب أنصارها، ويمد نفوذه لمعاقلها في البلاد.
  
وتفيد بعض الاستطلاعات المبنية على عينات محدودة، كالتي أجريت سنة 2016، عن تحول كبير في المشهد الديني، وتراجع كبير للكاثوليكية، ووصول التيار الإنجيلي لنسبة 50 في المائة وحصول التكافؤ بين الكاثوليكية والإنجيلية.

سوسيولوجيا التحولات الدينية في البرازيل

تستعين الباحثة أيضا بالمعطيات الإحصائية لترسم خارطة النفوذ المسيحي في البرازيل، وتستعين بها في تفسير تحولات المشهد الديني.

تقدم هذه الخارطة معطيات جد مهمة عن مناطق تواجد الكاثوليك، فهم متمركزون بكثرة في المناطق القروية، التي تعرف تراجعا سكانيا، وأغلب معتنقي الكاثوليكية من المسنين، وأكثرهم من الرجال، في حين تختار النساء التيار الإنجيلي.

تتركز الكاثوليكية في مناطق الشمال المحافظة، وبعض مناطق الجنوب، وما يميز هذه الجغرافية أنها إما منطقة غنية، أو فقيرة جدا، وأن ما يجمع بين الغنية والفقيرة، هو أنها مناطق تتمتع بساكنة أصيلة (قديمة) حيث العائلة والمجتمع لا يزالان مهيكلين، بينما يتركز الإنجيليون في ضواحي المدن، وأغلبهم من النازحين المهاجرين، الذين نزحوا إليها خلال ثلاثين سنة الأخيرة، أي في الوقت الذي دخلت فيه الدولة الأزمة، مما عسر شروط اندماجهم في المحيط الاجتماعي الجديد.

تناقش لمياء ولعلو هذه السوسيولوجيا، وتلاحظ أن الهجرة الداخلية نحو المدن في البرازيل ليست أمرا طارئا ولا جديدا، فقد كانت ظاهرة مألوفة في الستينيات والسبعينيات، أي في عهد الرئيس لولا سيلفا، فقد غادرت الملايين من البرازيليين الشمال الفقير للاستقرار بالمدن الكبيرة للجنوب الشرقي، لكن ذلك لم يجعل الكاثوليكية تتراجع، فقد كانت الدولة تعيش مرحلة نمو صاعد، وكانت الكاثوليكية تقود بدور اجتماعي، ييسر شروط اندماج النازحين في النسيج الاجتماعي، بخلاف مرحلة الثمانينيات والتسعينيات، فقد تغيرت المعادلة تماما، بسبب الأزمة الاقتصادية، التي حولت الضواحي إلى أحزمة فقر، حيث ازداد عدد سكان ساوباولو خلال العشرين سنة الأخيرة، بحوالي مليوني نسمة من المهاجرين، وأصبحت هذه الضواحي رمزا لغياب الدولة، وغياب الكنيسة الكاثوليكية، مما وفر الأرضية المناسبة لبروز الإنجيليين واكتساحهم للمكان.

في العوامل العميقة لاختراق التيار الإنجيلي للمجتمع البرازيلي

السؤال المقارن الذي طرحته الباحثة لمياء ولعلو مهم للغاية لفهم تحولات المشهد الديني في البرازيل، فإذا كان البعض يفسر نشوء التيار الإنجيلي وتوسعه في الضواحي، أي في أحزمة الفقر، فلماذا تم ذلك في العقود الأخيرة، ولم يتم قبل ذلك، أي في مرحلة الستينيات والسبعينيات؟

صحيح أن هناك متغيرا أساسيا مهما يتعلق بوضعية الاقتصاد، بين دولة صاعدة تحقق نسبا مهمة في النمو في الستينيات والسبعينيات، وبين دولة تعيش أزمة اقتصادية كبيرة ما بعد ذلك، لكن، هل الأمر يتعلق فقط بهذا التحول الاقتصادي؟ وتأثيره على التركيبة الاجتماعية الموجودة في الضواحي التي تعاني من الفقر؟ أم له علاقة بعوامل أخرى، قد يرتبط بعضها بتراجع الأدوار الاجتماعية التي كانت تقوم بها الكاثوليكية في البرازيل؟

تسترجع الباحثة موضوع علاقة الدين بالسياسة في البرازيل، من خلال نموذج الدين التحرري، أي اللقاء والشراكة التي تمت بين الدين والسياسة في البرازيل، فصار الدين (المسيحية الكاثوليكية) بمقتضى ذلك ذا وظائف اجتماعية تحررية، وتعتبر أن تراجع الوظيفة الاجتماعية للكاثوليكية، كان له تأثير كبير على الانزياحات الدينية التي وقعت في المجتمع البرازيلي لصالح التيار الإنجيلي. 

 

على طول صفحات الكتاب، لم تنشئ الكاتبة أي مقارنة بين الأصوليات، لاسيما التي تستقر في العالم العربي، وبين التي تعرفها البرازيل، بل فضلت ألا تغادر محرابها العلمي، الذي ألزمها بالوفاء لموضوع البحث، دون الانتقال إلى المقارنة بوضيعات أخرى.

 



فمنذ أن دخلت البابوية في صراع مع الشيوعية في عهد جون بول الثاني، تغيرت البنية الأسقفية في الكنيسة الكاثوليكية في البرازيل، فتم تعويض رجال الدين الفاعلين في الميدان الاجتماعي بآخرين محافظين، كما تم تقليص كل الأسقفيات ذات الطابع التقدمي والتحرري، وذلك للحد من تأثيرها في القواعد، وتضاءلت الفعاليات الدينية الموجهة لمساعدة الفقراء، ونتج عن ذلك تراجع في الأداء الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، مما خلق حالة فراغ لهذه المؤسسة بالضواحي، انضافت إلى فراغ الدولة، مما جعل التيار الإنجيلي يستثمر كل ذلك، ليبرر وجوده، ويقوم بدور ملأ هذا الفراغ، ويوظف واقع الفقر والتمييز الذي تعاني منه هذه الضواحي، والفئات التي تستقر بها (المهاجرون والنازحون)، ويوفر بيئة بديلة بفعاليات اجتماعية، تقدم السند لهذه الفئات، وتوفر لهم ملاذا آمنا في منطقة تعج بالجرائم واستقواء تجار المخدرات.

تنتصر الباحثة لهذا التفسير، وترى أن تراجع الكاثوليكية عن القيام بأدوارها الاجتماعية لاسيما في الضواحي، يدفع التيار الإنجيلي إلى ملأ الفراغ، فتواجد رجل دين مهموم بمساعدة التائهين الحيارى أو الغارقين في المشاكل الاجتماعية، صار يشكل مصدر جدب لسكان هذه المناطق.

وتلفت الباحثة الاهتمام لعامل آخر متصل، يرتبط بطبيعة المناطق التي يستقر بها النازحون المهاجرون، فهي مناطق تغيب فيها الدولة، وينعدم فيها الأمن، وهي أشبه ما تكون بمناطق نفوذ العصابات وتجار المخدرات، وهي خالية تماما من ساحات اللقاءات الاجتماعية، فلا وجود لساحات عمومية، ولا لأمكنة للعب أطفال، أو مسارح ولا فضاءات ثقافية أو ترفيهية، مما يعزز طابع العزلة والانكماش والخوف على الأبناء.

هذه الطبيعة التي تغيب فيها الدولة، ويغيب فيها الأمن، وتغيب فيها المؤسسة المسيحية الكاثوليكية بأدوارها الاجتماعية التقليدية، يجعل التيار الإنجيلي يملأ الفراغ، ويجعل من مراكز العبادة، الفضاءات الوحيدة للتلاقي في هذه المناطق، تستثمرها الأمهات، لاحتضان الأطفال، والرهان الاستراتيجي على تنشئتهم دينيا، واستثمار الاحتفالية والغناء والرقص لخلق حالة من الإشباع لدى المقبلين على هذه الفضاءات.

اليسر والمواءمة مع الحداثة تفسر شعبية التيار الإنجيلي

من الملاحظات المقارنة التي أثارتها الباحثة هو الفرق الكبير بين مراكز العبادة التي يوفرها التيار الإنجيلي وبين الكنيسة الكاثوليكية ومختلف مراكز العبادة التابعة لها، فبينما يرتسم في ذاكرة المؤسسات الكنسية الكاثوليكية الطابع العمراني الكلاسيكي، الذي يجلب قطعا ثمينة لترصيعها في الزجاج أو الخشب أو الجدران، بحيث تبهر صور البذخ مخيال المتعبد، وتشده إلى التاريخ القديم، تنحاز مراكز العبادة الإنجيلية إلى البساطة والتواؤم مع الحداثة، وعدم وجود أي مظهر من مظاهر البذخ، وترتب على ذلك نتيجة مهمة، استقتها من استقرائها لرواد مراكز هذين التيارين، وهي مفارقة نخبوية الكنيسة الكاثوليكية وشعبية التيار الإنجيلي، الذي أضحى يخترق الجماهير الشعبية، حتى غصت مراكز العبادة بالمتعبدين والملتحقين الجدد، في حين ازداد الهجر الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية.

وبالإضافة إلى هذه الطبيعة الشعبية التي ميزت التيار الإنجيلي، ركزت الباحثة على أسلوبها أو استراتيجيتها في الاختراق، وتماهيها مع الحداثة، وقدرتها على تحديث الموجة البروتستانتية، ونقلها من لاهوت التحرير إلى لاهوت التنمية والازدهار، وقدرتها الرهيبة على التسويق الديني، وتحويل التدين إلى تدين شعبي بعمق اجتماعي متجدر، والحضور المتجذر للموسيقي في التدين الإنجيلي، والرهان على الإعلام كقوة ضاربة في استراتيجية الاختراق والتوسع، ورهان مركزي على دور المرأة.

هل تتشابه الأصوليات؟

الواقع أن الباحثة حاولت التركيز على التحول في المشهد الديني في البرازيل، وقدمت مقاربة تفسيرية مهمة لنشأة واختراق التيار الإنجيلي للمجال البرازيلي الذي مثل مركز ثقل عالمي للكنيسة الكاثوليكية، وحاولت استدعاء آراء الباحثين والانثروبولوجيين وعلماء السياسة، فضلا عن رصد معطيات المؤسسات الإحصائية، وتقديم معطيات عيانية، حصلتها من معيشها اليومي في البرازيل خلال فترة وجودها في مجال البحث (10 سنوات)، لكنها أبدا، وعلى طول صفحات الكتاب، لم تنشئ أي مقارنة بين الأصوليات، لاسيما التي تستقر في العالم العربي، وبين التي تعرفها البرازيل، بل فضلت ألا تغادر محرابها العلمي، الذي ألزمها بالوفاء لموضوع البحث، دون الانتقال إلى المقارنة بوضيعات أخرى. 

غير أن مترجم الكتاب، الأستاذ لحسن العبسي، الذي بالمناسبة قدم ترجمة أنيقة بلغة عربية جميلة، اختار في مقدمة الكتاب، أن يجعل من مادة الكتاب وخلاصاته، مقتربا تفسيريا لقراءة الظاهرة الأصولية في العالم العربي، بما يعزز من عاملية الوضع الاجتماعي، وغياب الدولة، وغياب المؤسسات الدينية، والفراغ الذي يعم المكان، وتستثمره الحركات الإسلامية، لتبرر وجودها وتبنى شرعيتها، وتتوسع  وتمتد وتخترق المجتمعات العربية.

والحال، إن توسل هذه الأطروحة في تفسير الظاهرة الأصولية في العالم العربي غير جديد، وسبق أن توجهت إليه انتقادات كثيرة بينت المفارقات الصارخة، وعدم صمود نتائج الدراسات التي سايرت هذا المنهج، لكن، المثير للملاحظة النقدية أكثر، هو أن محاولة إيجاد نمط حاكم للأصولية، ومحاولة قراءته بنفس الشروط، في بيئات مختلفة، وفي أديان مختلفة، ربما يطرح إشكالات عميقة.

الواقع، أنه يمكن الإفادة من المقترب التفسيري الذي لجأت إليه الباحثة في تفسير بعض الظواهر الجزئية، أو تفسير أشكال من ممارسة بعض التنظيمات التي تركز على أحزمة الفقر، لكن، تعميم هذا المقترب، لدراسة مختلف الأصوليات في العالم العربي، ومحاولة بناء نموذج حاكم لتفسير الأصوليات مع الخلاف في مفهوم الأصولية نفسها وشروط انطباقها على تنظيمات دون أخرى، وأخذا بعين الاعتبار الاختلافات المركزية التي تخص طبيعة الدين، وظيفته الاجتماعية ودوره في الفضاء العام، كل ذلك يجعل من هذه التعميمات أمرا محفوفا بالمخاطر.