صحافة إسرائيلية

تقييم إسرائيلي مبكر لنتائج قمة بينيت-بوتين في موسكو

تزامنت مباحثات بينيت وبوتين مع زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني محمد بكري إلى موسكو- جيتي

تركت زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى موسكو، ولقاؤه الأول بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، آثارا سياسية داخلية وخارجية في الساحة الإسرائيلية، سواء على صعيد أول لقاء قمة يجمعهما، ومدى قدرة بينيت على إقناع مضيفه الروسي بشخصيته، وقدرته على موازاة تأثير سلفه بنيامين نتنياهو، أو النتائج المترتبة على الزيارة، من حيث استمرار حرية العمل العسكرية لجيش الاحتلال في الأراضي والأجواء السورية.


لذلك؛ تزايدت التقديرات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة حول حجم ما لعبته شخصية بينيت، وصورته في الكرملين، من دور في قرارات الروس بالامتناع عن تزويد دول في الشرق الأوسط بأنواع معينة من الأسلحة، و"التسامح" مع استمرار العدوان الإسرائيلي في سوريا. 


آريئيل بولشتاين، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر أن "الاجتماع الأول بين بينيت وبوتين اكتسب أهمية تتجاوز بكثير الاستنتاجات الفورية التي ربما تم التوصل إليها، أو فشلت في إنجازها، فقد أظهر بوتين دفئًا تجاه ضيفه، لكنه أخفى خلفها نظرة فاحصة له، لأننا أمام زعيم يترأس روسيا لأكثر من 20 عامًا، وشاهد تقريبا معظم زعماء العالم خلال هذه الفترة، لذلك فهو سيحاول التعرف على ملامح نظيره الجديد، لاسيما أنه الأقل خبرة بالنسبة له".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "زيارة بينيت إلى موسكو أعادت إلى أذهان الروس زيارات نتنياهو المتكررة السابقة إليها، بوصفه رئيس حكومة غير عادي، ويكتسب تقريبا الخصائص الشخصية ذاتها المنسوبة إلى بوتين، من حيث استغلاله للفرص التاريخية، وخلال فترة حكمه الطويلة، صاغت إسرائيل وروسيا قواعد عمل متبادلة على الأرض، خاصة في سوريا، لاسيما بعد دخول روسيا العسكري إلى جانب الأسد، وقد تم هذا التوافق الروسي الإسرائيلي في الغرف المغلقة". 


لم يكتف الروس بهذه القواعد، وفضلوا عدم المخاطرة بالانحراف عنها، ومن أجل تجنب مزيد من الشكوك مع إسرائيل، عرفت الأخيرة بقيادة نتنياهو كيف تقوم بإيماءاتها الخاصة تجاه موسكو، بحيث كان الثمن دائمًا مقبولًا عليهما، رغم أن موسكو أشارت مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة إلى أنها غير راضية عن السلوك العسكري الإسرائيلي داخل سوريا، وفي الوقت ذاته عبرت عن امتعاضها من تزايد تورط المليشيات المسلحة التابعة لإيران في الأراضي السورية أيضاً.


على صعيد متصل، تزامنت مباحثات بينيت وبوتين مع زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني محمد بكري إلى موسكو، بسبب اهتمام طهران بشراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية المتقدمة، خاصة طائرات الهليكوبتر، ومن طرازات: MiG-35 ،Sukhoi-30 ،Sukhoi-35 ،Mill-M-28 ،K-52، وفوق كل شيء اقتناء أحدث مقاتلة من الجيل الخامس المعروفة باسم Sukhoi-57 .


ترى الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن إمداد موسكو لإيران بهذه الأسلحة المتطورة، ليس سوى وسيلة من وسائل التفاوض التي يديرها بوتين مع القوى العظمى حول العالم، لمزيد من التفاهمات حول البرنامج النووي الإيراني، وفي المحصلة فقد وجد بينيت أمامه مفاوضا من نوع جديد، عنيد وصعب وصاحب خبرة، وبالتالي فإذا نجح في الحفاظ على التفاهمات التي حققها نتنياهو، فسيكون ذلك بالنسبة له إنجاز كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي، وإلا فستكون له انتكاسة مبكرة.

 

وفي سياق متصل، جانبه قال وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين أن أول لقاء بين رئيس وزراء الدولة العبرية نفتالي بينيت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين توج بالتوصل إلى "اتفاقات عملية" بشأن سوريا وإيران.


وقال إلكين الذي رافق بينيت بصفة مترجم ومستشار خلال المحادثات التي جرت في مدينة سوتشي الروسية الجمعة، في مقابلة حول نتائج القمة لصحف عبرية: "هناك نتائج فعلية، وبطبيعة الحال لا نشرح أي شيء عن فحوى مثل هذه اللقاءات، ما يتيح ضمان فعاليتها، لكن تم إحراز بعض النتائج هناك دون أدنى شك، وتم التوصل إلى اتفاقات عملية بشأن برنامج إيران النووي والوضع في سوريا".

وبشأن الملف السوري، أكد الوزير أن الاتفاقات المبرمة بين بوتين وبينيت تقضي بمواصلة العمل بالاتفاقية التي أبرمتها موسكو مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.

وأشار الوزير إلى أن الاجتماع بين بوتين وبينيت استغرق خمس ساعات بدلا عن ساعتين كما كان من المقرر أصلا، قائلا: "جرت هناك مناقشات مفصلة ومتعددة النواحي جدا، وبطبيعة الحال لا أستطيع شرح التفاصيل، لكن العلاقات الشخصية التي تمت إقامتها مهمة للغاية. إنه أول لقاء بين بوتين وبينيت و"الكيمياء" التي ظهرت بينهما مهمة جدا، لأن هذه العلاقات تتيح التواصل على نحو طبيعي في المستقبل عندا يقتضي الأمر ذلك".

ووفقا لتصريحات إلكين، عقد اللقاء في أجواء دافئة، ودعا الرئيس الروسي بعد انتهاء المحادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مقر إقامته في سوتشي، لافتا إلى أنه لا يدعو زعماء أجانب عادة لزيارته.