سياسة دولية

سريلانكا تقرر حرق جثامين 19 مسلما توفوا بكورونا

أعلنت الشرطة أن خمسة جثامين أحرقت أمس الأربعاء- جيتي

نشر موقع "الجزيرة" الإنجليزية تقريرا،ترجمته"عربي21"، قال فيه إن سريلانكا قالت إنها ستحرق جثث 19 من ضحايا فيروس كورونا المسلمين، متجاوزة اعتراضات العائلات على هذه السياسة الإجبارية.


وتشهد جزيرة سريلانكا ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 منذ تشرين أول/ أكتوبر، مع زيادة عدد الإصابات بأكثر من ثمانية أضعاف منذ ذلك الحين إلى أكثر من 29300 و 142 حالة وفاة.


وتطالب العائلات بجثث ضحايا فيروس كورونا ثم حرقها - وهي ممارسة محظورة بموجب الشريعة الإسلامية - تحت إشراف صارم من السلطات الصحية.


لكن عائلات 19 مسلما توفوا جراء الإصابة بالفيروس رفضت تسلم الجثث من مشرحة في العاصمة كولومبو، مما أدى إلى إصدار مرسوم بالمضي قدما في حرق الجثث من قبل المدعي العام دابولا دي ليفيرا.


وقالت المتحدثة باسم دي ليفيرا يوم الأربعاء: "يمكن حرق جثث ضحايا كوفيد -19 الذين لم تتسلم أسرهم جثثهم بموجب لوائح الحجر الصحي"، مضيفة أنه سيتم حرق الجثث هذا الأسبوع، وقالت الشرطة إن خمسة أحرقوا يوم الأربعاء.

 

وطعن المسلمون في هذه السياسة، حيث قدم 12 التماسا من الأقليات وجماعات المجتمع المدني في المحكمة العليا.


لكن المحكمة العليا رفضت الالتماسات الأسبوع الماضي، دون إبداء الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار.


وقالت رحاب مهامور، مساعدة الأبحاث في منظمة العفو الدولية، لقناة الجزيرة من كولومبو، إن حرق جثث المسلمين ضد معتقداتهم الدينية "غير عادل".


وأضافت مهامور: "من الواضح أن التوجيهات الدولية تنص على أنه يمكن دفن جثث ضحايا كوفيد-19 أو حرق جثثهم، وستستغل سريلانكا الجائحة لزيادة تهميش المجتمع المسلم".

 

اقرأأيضا : بنغلاديش تنقل لاجئي الروهينغا لجزيرة "أعاصير وفيضانات"


وقال مجلس مسلمي سريلانكا إن غالبية ضحايا فيروس كورونا في البلاد هم من المسلمين.


وأضاف متحدث باسم المجلس أن أفراد المجتمع يخشون طلب المساعدة الطبية إذا ثبتت إصابتهم بـكوفيد-19، لأنهم لا يريدون أن تحرق جثثهم.


وقال حلمي أحمد، نائب رئيس المجلس، لقناة الجزيرة من كولومبو: "من المؤسف للغاية أن المدعي العام اتخذ هذا القرار التعسفي.. في معظم الحالات، تخضع الأسرة المباشرة للحجر الصحي ولا تتاح لها فرصة حتى للتعرف على هوية هذه الجثث"، وأضاف "لم يتم إجراء أي تشريح للجثث ويمكن أن يتسبب ذلك في تعقيدات قانونية".


وحثت منظمة التعاون الإسلامي الشهر الماضي سريلانكا على السماح للمسلمين بدفن أفراد عائلاتهم "تماشيا مع معتقداتهم والتزاماتهم الدينية".


وجعلت سريلانكا حرق جثث كوفيد-19 إلزاميا في نيسان/أبريل وسط مخاوف نشرها الرهبان البوذيين المؤثرين -الذين يدعمون الرئيس جوتابايا راجاباكسا- من أن دفن الجثث يمكن أن يلوث المياه الجوفية وينشر المرض، وتنص منظمة الصحة العالمية على السماح بدفن الجثث وحرقها.

 

وأصبحت طريقة التخلص من الجثة نقطة نقاش رئيسية في البلاد، حيث يتهم قسم من وسائل الإعلام ببث "هستيريا معادية للمسلمين" وتوجيه أصابع الاتهام إلى المسلمين لانتشار الفيروس.


وفي أعقاب الهجمات المميتة في نيسان/أبريل 2019 التي أودت بحياة أكثر من 250 شخصا في الكنائس والفنادق في جميع أنحاء سريلانكا، واجه المسلمون عداءا متزايدا من الأغلبية السنهالية.


واتهمت منظمة إسلامية غير معروفة بإطلاق أسوأ هجوم تشهده سريلانكا منذ الحرب الأهلية بين القوات الحكومية والمقاتلين الانفصاليين التاميل.


ويبلغ عدد سكان سريلانكا حوالي 21 مليون نسمة، منهم 10% من المسلمين.

اقرأأيضا:
 سريلانكا تعتزم حظر ذبح الأبقار لاسترضاء البوذيين 


 

وفي سياق متصل، هرع الآلاف في سريلانكا إلى قرية صغيرة للحصول على شراب، زعم رجل دين أنه يمكن أن يمنع الإصابة بفيروس كورونا ومعالجة المصابين به.

 

وزعم كاربنتر داميكا باندارا خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون الوطني الأسبوع الماضي، أن ما يسمى بالعلاج قد كشفه له أحد الآلهة. لكن الأطباء في الجزيرة قالوا إنه لا يوجد أساس علمي للشراب ولا يوجد علاج معروف لكوفيد-19 في الوقت الراهن.