سياسة دولية

نصر أذري وغليان في أرمينيا.. هذه تفاصيل اتفاق قره باغ (شاهد)

قوات تركية ستشارك بحفظ السلام في قره باغ- الأناضول

أعلن قادة كل من أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فجر الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب في إقليم قره باغ، بعد نحو شهر ونصف من المعارك، وسط احتفالات في باكو بـ"النصر"، وغليان في يريفان، قد يطيح برئيس الوزراء، نيكول باشينيان.

 

ووصف باشينيان الاتفاق بأنه "مؤلم"، دون تفاصيل تذكر، فيما أوضح الرئيس الأذري إلهام علييف أنه يقضي بانسحاب القوات الأرمنية حتى نهاية الشهر الجاري، وتسليم العديد من المحافظات المحتلة منذ نحو ثلاثة عقود، فضلا عن تلك التي تم تحريرها خلال المعارك.

 

وفي حديث لـ"عربي21"، قال رئيس تحرير وكالة "ترند" الأذرية للأنباء، روفيز حافظ أوغلو، إن بلاده ستستعيد السيادة تدريجيا على أراضيها في قره باغ والمناطق المحيطة بها، مع انتشار لقوات حفظ سلام روسية، بمشاركة تركية.

 

ورجح حافظ أوغلو أن انتشار تلك القوات سيكون تحديدا في خانكندي، عاصمة قره باغ، وبعض المناطق الحساسة، ولا سيما لاتشين، وخاصة في الممر الواقع فيها، والفاصل بين أرمينيا وقره باغ، بعرض خمسة كيلومترات.

 

وأضاف: "جميع المدن الأخرى ستكون تحت السيطرة الكاملة للقوات الأذرية، لأن الأرمن سينسحبون بشكل كامل تدريجيا حتى نهاية هذا الشهر".

 

وبشأن مدينة شوشة، الأكثر أهمية استراتيجيا في قره باغ، والتي تمكنت أذربيجان من السيطرة عليها بشكل كامل خلال الساعات الماضية، قال حافظ أوغلو: "شوشة انتهى أمرها ولن تضم أي قوات حفظ سلام فهي قلب قره باغ ولن تكون فيها إلا القوات الأذرية".

 

أهم بنود الاتفاق

وتابع بأن أهم بنود الاتفاق تتعلق بعودة النازحين الأذر إلى أراضيهم، مقدرا عددهم بنحو مليون شخص، ما سيعزز سيادة باكو على أراضيها بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وتداولت منصات متخصصة ما قالت إنها الخريطة المتوقعة لترتيب الانسحاب الأرمني وانتشار قوات حفظ السلام.

 

 

وتناقلت وسائل إعلام وحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لتوجه قوات روسية إلى قره باغ، فيما نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء عن وزارة الدفاع أن ألفي عنصر يتوجهون إلى المنطقة في هذا الإطار.

 

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، بالفعل توجه قوات حفظ سلام تابعة لها للانتشار في مناطق التماس، موضحة أنها تتألف من 1960 جنديا، و90 مدرعة، و380 مركبة.

وأوضحت الدفاع الروسية أن قوات حفظ السلام التابعة لها، ستنشئ نقاط مراقبة على طول خط التماس في قره باغ وممر لاتشين، لمراقبة التزام الطرفين الأذربيجاني والأرميني بوقف إطلاق النار.

 

 

احتفالات في باكو وفوضى في يريفان

 

وتشهد العاصمة الأذرية باكو احتفالات بالإعلان عن الاتفاق، مقابل غليان في يريفان، حيث اقتحم المئات مقار حكومية وحطموها، تعبيرا عن الغضب إزاء الهزيمة التاريخية.

 

ونشر باشينيان، الذي يعتقد أنه مختبئ في مكان مجهول، سلسلة تدوينات على "فيسبوك"، فجر الثلاثاء، عبر فيها عن استيائه إزاء استغلال "فوضويين" لتواجد رجال الأمن على الجبهات، بحسبه.

 

وفي تلميح إلى نفيه حدوث انقلاب عسكري عليه، قال باشينيان إن "الحكومة والجيش الأرمني متحدان ومرتبطان بأخوة عسكرية قوية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا: أذربيجان ستتوقف عند "شوشة".. ومقترح تركي لحوار مع روسيا

 

 

 

علييف: باشينيان وقع على الاستسلام رغما عنه

 

وفي خطاب للشعب الأذري، عقب توقيع الاتفاق، قال علييف إن باشينيان أجبر على الاستسلام وتوقيع الاتفاق، الذي بدأ سريانه منتصف الليل.

 

ووصف علييف الاتفاق بأنه بمثابة "خسارة" أرمينيا للمعركة في قره باغ، قائلا: "توقيع باشينيان على الاتفاق لم يكن بإرادته بل بفضل القبضة الحديدية لأذربيجان".

 

وقال: "لقد قلت إننا سنطردهم من أراضينا طرد الكلاب، وقد فعلنا".


وأوضح أن الاتفاق ينص على تسليم ثلاث محافظات تحتلها أرمينيا لبلاده، وهي "كلبجار" حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، و"أغدام" حتى الـ20 من الشهر نفسه، و"لاتشين" حتى 1 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

 

وأضاف أن "تحرير أذربيجان 300 منطقة سكنية منذ 27 أيلول/ سبتمبر قصم ظهر الجيش الأرميني".

 

كما لفت إلى أن الاتفاق ينص على نشر قوات روسية ترتبط بمركز سلام تشارك فيه تركيا، وذلك لمدة خمس سنوات، قابلة للتمديد في حال عدم اعتراض الأطراف الموقعة.

وقال: "نحن نضع صيغة جديدة تتعلق بمناطق التماس في المنطقة".

 

ونعت علييف رئيس الوزراء الأرمني بـ"الجبان" لأنه لم يوقع الاتفاق أمام عدسات وسائل الإعلام.

 

وتوجه علييف بالشكر لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وشدد على أهمية دور روسيا في تسوية الصراع في قره باغ.

 

 

باشينيان: اتفاق مؤلم

 

وكان باشينيان، قد أعلن في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن بلاده وقّعت اتفاقا، وصفه بـ"المؤلم"، لإنهاء الحرب في قره باغ مع أذربيجان، بوساطة روسية.

 

وأوضح باشينيان، عبر "فيسبوك": "لقد اتخذت هذا القرار نتيجة لتحليل عميق للوضع العسكري، وتقدير الأشخاص الذين لديهم أفضل سيطرة على الوضع".

 

وأضاف أن ما تم التوصل إليه ليس هزيمة، لكنه ليس انتصارا، مشددا على ضرورة أن يشكل ما جرى فرصة لإعادة الوحدة الوطنية في البلاد.

 

كما لفت إلى أنه سيوجه خطابا خلال أيام؛ لتوضيح تفاصيل أخرى، وختم بيانه بالقول: "أرتساخ (الاسم الأرمني غير المعترف به لقره باغ المحتلة) صامدة. عاشت أرمينيا. عاشت أرتساخ"، في إصرار على عدم التسليم بحق أذربيجان، المكفول أمميا، بالسيادة على المنطقة.

 

اقرأ أيضا: الجيش الأذري على أبواب "شوشة" الاستراتيجية.. هذه أهميتها (شاهد)
 

 

 

وجاء إعلان باشينيان عن الاتفاق على إنهاء الحرب غداة إلحاق الجيش الأذري هزيمة مدوية بالانفصاليين الأرمن في قره باغ، المدعومين بشكل مباشر ومعلن من يريفان.

 

وتمكن الجيش الأذري من تحرير مدينة شوشة، ثاني أكبر مدينة في قره باغ، وما حولها، والبوابة الرئيسية لعاصمة الإقليم، خانكندي، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، كونها تقع على خطوط الإمداد للقوات الأرمنية.

 

 

"هذه خيانة".. سكرتير الأمن القومي في قره باغ يعلن استقالته

وأعلن صامويل بابايان، سكرتير مجلس الأمن القومي في "قره باغ" غير المعترف بها، الثلاثاء، عن استقالته من منصبه احتجاجا على الاتفاق.

 

وكتب بابايان عبر "فيسبوك": "ردا على ذلك واحتجاجا على مثل هذه الأعمال الإجرامية، أعلن أنني أتخلى عن أعلى وسام "بطل أرتساخ (التسمية الأرمنية لقره باغ)" وأنهي صلاحياتي كأمين لمجلس الأمن القومي (في قره باغ)".


واعتبر بابايان موافقة زعيمي أرمينيا وإقليم قره باغ على الاتفاق "قرارا انفراديا"، معتبرا أن كلامهما لا يتفق مع الوقائع على الأرض.


وذكر بابايان الليلة الماضية أنه "سارع إلى البرلمان لوضع حد لهذه العملية الخيانية، لكن بموافقة رئيس قره باغ تم نشر البيان (حول وقف إطلاق النار". 

 

بوتين: سنحافظ على مصالح البلدين

 

وبدوره، قال بوتين في تصريح بثته وسائل إعلام روسية: "في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر وقع رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا باشينيان ورئيس روسيا الاتحادية إعلانا ينص على وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء كل العمليات العسكرية في منطقة النزاع في قره باغ، وذلك اعتبارا من منتصف ليل العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر بتوقيت موسكو".

 

وأكد بوتين أن قوات طرفي الصراع ستقف عند حدودها الحالية، فيما ستنتشر قوات حفظ السلام على خطوط التماس وفي لاتشين، الممر الرابط بين أرمينيا وقره باغ، دون توضيح تسليم الأرمن لمحافظات أذرية.

 

وشدد الرئيس الروسي على أن الاتفاق سيحفظ المصالح العليا للبلدين، ويشمل فتح آفاق اقتصادية، ويؤسس لسلام طويل المدى في المنطقة.

 

كما لفت إلى أنه يتضمن تبادل الأسرى وجثث الضحايا وإعادة النازحين واللاجئين.

 

 

تركيا تعلق

 

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنهم سيواصلون المباحثات حول كيفية مراقبة ومتابعة الاتفاق المتعلق بـ"قره باغ" بين أذربيجان وأرمينيا.

وأفاد تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره القرغيزي رسلان قزاقباييف، الثلاثاء، أنهم سيقفون إلى جانب أذربيجان دائما.

وأضاف: "تحرير "قره باغ" بعد 30 عاما نجاح وانتصار عظيم لأذربيجان".

وذكر تشاووش أوغلو أن ثلاث محاولات لوقف إطلاق النار قد جرت من قبل، مشيرا إلى أن أذربيجان أبدت في كل مرة تأييدها للحل السياسي بعد وقف إطلاق النار، ولكن أرمينيا كانت تخرق الاتفاق كل مرة.

واستطرد: "وهذا يعني أن أرمينيا أرادت الحرب واستمرار المعارك، ولكنها دفعت الثمن غاليا، فجيش أذربيجان القوي استعاد أراضيه المحتلة من أرمينيا المحتلة منطقة تلو الأخرى، واُضطرت أرمينيا وباشينيان (رئيس وزراء أرمينيا) للاستسلام في النهاية".

 

وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده ستظل إلى جانب أذربيجان حتى استعادة جميع أراضيها المحتلة.

 

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع عبر "تويتر"، الثلاثاء، تعليقًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أذربيجان وأرمينيا، والذي ينص على استعادة الأولى السيطرة على 3 محافظات.


وقال أكار: "سنظل مع أشقائنا الأذربيجانيين على قلب رجل واحد حتى استعادة جميع الأراضي المحتلة".


وهنأ الوزير أذربيجان قائلا: "نهنئ انتصار أشقائنا الأذربيجانيين الذين انهوا بكفاحهم العادل الصراع في قره باغ". 


وأضاف أن باكو استعادت أراضيها المحتلة منذ 30 عاما بكفاحها وعزمها، وأنهت الهجمات الأرمينية الهمجية ضد المدنيين.


وشدد على استمرار وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان خلال عملية الوفاء بشروط الاتفاق من وقف إطلاق النار، وإعادة جميع الأراضي المحتلة إلى أذربيجان، وتوفير الهدوء والسلام في المنطقة.

 

حرب الأسابيع الست

 

وكان تقرير لـ"عربي21"، نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قد توقع أن يكون لتحرير شوشة دور كبير في إنهاء الحرب لصالح أذربيجان، بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية، ووقوفها على أبواب عاصمة الإقليم، خانكندي، وقطعها لطريق إمدادات الأرمن عبر لاتشين.

 

وأعلن علييف تحرير شوشة الأحد، 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، مع إتمام الحرب أسبوعها السادس، فيما بثت وزارة الدفاع الأذرية، الاثنين، مشاهد من داخل المدينة.

 

 

ولعبت الطائرات المسيرة، بما فيها التركية الصنع "بيرقدار"، دورا حاسما في المعركة، واستنزفت القوات الأرمنية وتمكنت من تدمير دفاعاتها وتحقيق تقدم آمن للقوات الأذرية، وهو ما تواصل حتى الساعات الأخيرة للحرب.

 

 

 

— Azerbaijan MOD (@wwwmodgovaz) November 9, 2020