سياسة دولية

أرمينيا تدفع الحرب نحو منعطف جديد.. وتقدم أذري لافت

حافظ أوغلو اعتبر تصريحات يريفان إعلان حرب مباشرة وواضحة بعد عقود من التستر بغطاء "الانفصاليين"- الدفاع الأذرية

تدخل الحرب في "قره باغ" منعطفا جديدا إثر إطلاق رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، مساء الأربعاء، دعوة غير مسبوقة بحشد مواطني البلاد والزج بهم في المعركة، وسط حديث أذري عن انتصارات كبيرة في المعركة، لا تنكرها يريفان.

 

وكان باشينيان قد قال في كلمة للشعب الأرمني، إن على بلاده الإقرار بغياب أي فرصة لحل دبلوماسي "حاليا، ولفترة طويلة قادمة"، داعيا "مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية إلى تنظيم وحدات متطوعين"، رغم نفي يريفان المتكرر لأي تورط مباشر في الحرب.

 

وفي حديث لـ"عربي21"، قال رئيس تحرير وكالة "ترند" الأذرية للأنباء، روفيز حافظ أوغلو، إن ذلك التصريح هو بمثابة إعلان حرب مباشرة ومعلنة من أرمينيا على أذربيجان، بعد ثلاثة عقود من الاكتفاء بالحديث عن "دعم غير مباشر لانفصاليين من أصول أرمنية" في قره باغ.

 

وأكد حافظ أوغلو أن باشينيان أدان بذلك بلاده باحتلال الأراضي الأذرية، وهو الوصف الذي تطلقه باكو، وكذلك المجتمع الدولي، للوضع القائم في قره باغ والمناطق المحيطة بها.

 

وشدد حافظ أوغلو على أن أذربيجان أعربت مرارا عن استعدادها للسلام، وشددت في هذا الإطار على ضرورة انسحاب أرمينيا بشكل كامل من المنطقة، لكن رفض أرمينيا "لم يترك لنا خيارا سوى المضي بتحرير أراضينا بالقوة".

 

أكثر من رُبع مساحة "قره باغ"

 

وأضاف أن الجيش الأذري تمكن من تحرير نحو 25 إلى 30 بالمئة من أراضي قره باغ والمناطق المحيطة بها، منذ اندلاع الحرب الجديدة في 27 أيلول/ سبتمبر الجاري.

 

وشدد حافظ أوغلو على تصميم باكو تحرير كامل المنطقة، مع منح سكانها من ذوي الأصول الأرمنية حقوقهم كاملة، لافتا في هذا الإطار إلى وجود بيانات رسمية بسكان المنطقة الأصليين، سواء من ذوي الأصول الأرمنية أو الأذرية، فضلا عن هؤلاء الذي وطّنتهم يريفان في المنطقة خلال السنوات الماضية.

 

وتابع: "تدعو باكو، باستمرار، ذوي الأصول الأرمنية من سكان قره باغ إلى العودة إلى ديارهم، وفي العاصمة الأذرية نفسها يقطن نحو 200 ألف شخص من أصول أرمنية".

 

أذربيجان تستعيد كامل حدودها مع إيرن

 

وأعلن الرئيس الأذري إلهام علييف، الخميس، تحرير قوات بلاده بلدة و20 قرية في قره باغ.


وفي تغريدة عبر تويتر، قال علييف إن "الجيش الأذري البطل، حرر قرى؛ ملا ولي، ويوقاري رفدينلي، وأشاغي رفدينلي بمحافظة فضولي، وقرى سيريك، وشخلار، ومستلي بايلي، ودرزيلي بمحافظة جبرائيل".


وأكد علييف تحرير قوات بلاده قرى؛ قوللو قشلاق، وملاط كشين، وكند زنغيلان، وغنليك، وولي قولو بايلي، وقره درا، وتشوبه درا، وتارتار، وتيري، وأميرهانلي، وقار قولو، وبارتاز، ودللكلي بمحافظة زنغيلان، بجانب تحرير بلدة آغبند من الاحتلال الأرميني.


وأشار علييف إلى "سيطرة الجيش الأذري على كامل الأجزاء المحتلة من الأراضي الأذري على الحدود مع إيران، مع تحرير بلدة آغبند".

 

وتظهر أحدث خرائط منصة "كلاش ريبورت" التركية تمكن الجيش الأذرية من تحقيق اختراق كبير في قلب قره باغ، نحو عاصمة الإقليم، خانكندي، فضلا عن تحرير مناطق واسعة جنوب وشمال المنطقة المحتلة.

 

 

اقرأ أيضا: محلل روسي: وقف حرب "قره باغ" بيد أنقرة.. وموسكو سترد

 

وقالت وزارة الدفاع الأذرية، في بيان، الخميس، إن العمليات استمرت بدرجات متفاوتة طوال الليلة في مناطق أغديرة، وأغدام، وفضولي، وجبرائيل، وزنغيلان، وغوبادلي.

وأضافت أن الجيش الأرمني اضطر للانسحاب من بعض المرتفعات والمواقع في منطقة غوبادلي، بعدما تكبد خسائر كبيرة.

وأشارت إلى وقوع إصابات كبيرة في فوج المدفعية الأرمني في منطقة خوجاوند، وأنه لم يتسن نقل المصابين بسبب النقص الواضح في عدد السيارات، وإغلاق بعض الطرقات. 

 

صواريخ باليستية

 

وأكد حافظ أوغلو أن القوات الأرمنية استهدفت بصواريخ باليستية أراضي أذرية، صباح الخميس، في تصعيد كبير غداة تصريحات باشينيان.

 

وكانت وزارة الدفاع الأذرية قد قالت، في بيان، إن القوات الأرمنية أطلقت صباح الخميس ثلاثة صواريخ باليستية على مدينة سيزن، وصاروخين على مدينة غيبيلي، وصاروخا على مدينة كوردمير.


وأضافت أن الصواريخ استهدفت المدنيين، لكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا.


ولم يتضح على الفور طراز تلك الصواريخ أو قدراتها التدميرية، لكن يريفان، التي كانت لعقود حليفا استراتيجيا لموسكو، تمتلك ترسانة عسكرية روسية.

 

وحول تدمير أذربيجان لتلك الترسانة الروسية، أكد حافظ أوغلو أن قوات بلاده تمكنت من تدمير أربعة منظومات أس300 دفاعية لدى أرمينيا.

 

وإجابة على سؤال عن ما إذا كان ذلك من شأنه إزعاج موسكو، قال: "روسيا دولة مهمة في المنطقة ونحترم دورها، وهي تفهم أن أرمينيا حاليا غيرت سياستها والتزاماتها الإقليمية وتوجهت غربا، وما لقاءات رئيسها (أرمين سركيسيان) في بروكسل مؤخرا، ولا سيما مع حلف الناتو إلا دليل على ذلك".

 

 

 

وشدد حافظ أوغلو على أن أرمينيا باتت وحيدة في الساحة مع فقدانها للشرعية الدولية وللحلفاء التقليديين أو الجدد، مشيرا إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أكد لـ"سركيسيان"، الأربعاء، أن الناتو ليس طرفا في النزاع.

 

ورفضت وزارة الخارجية الأرمنية الإدلاء بتصريح لـ"عربي21" لتوضيح موقف يريفان، والتعليق على التصريحات الأذرية.

 

والخميس أيضا، أعلنت وزارة الدفاع الأذرية إسقاط طائرة مسيرة عائدة لسلاح الجو الأرمني في جمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم التابعة لأذربيجان، كانت تجري طلعة استكشافية في أجواء مدينتي شيرور وسيديرك.