سياسة دولية

جنرال إسرائيلي يحذر من المصالحة الفلسطينية ويقترح لإفشالها

ميليشتاين: يظهر الطرفان (فتح وحماس) جدية أكبر للمصالحة من الماضي بل وبلورا تفاهمات تعكس أهدافا مشتركة- تويتر

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة تفشي وباء كورونا لدى الاحتلال الإسرائيلي، قدر جنرال إسرائيلي، أنه من الحيوي توجيه الجهد حاليا لاستقرار الساحة الفلسطينية، قبل أن تتطور من جهتها تهديدات سلبية على الوضع العام في "إسرائيل" نتيجة تحقيق المصالحة الفلسطينية.


ضائقة تاريخية

 

 وذكر ميخائيل ميلشتاين رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية" التابع لمركز موشيه دايان بجامعة "تل أبيب" العبرية، في مقال نشر بـ"معهد السياسة والاستراتيجية"، أنه "سجلت في الأسابيع الأخيرة، يقظة في خطاب المصالحة الفلسطينية الداخلية بين السلطة الفلسطينية (فتح) وحماس".

 

ولفت إلى أن "جولة المحادثات الحالية بين السلطة وحماس تنطوي على فارقين هامين مقارنة بالمباحثات والاتفاقات السابقة، الأول؛ ينطوي في الرعاية التركية للمحادثات، وإحساس المهانة القاسي لدى عباس في ضوء سلوك العالم العربي في الوقت الحالي، الأمر الذي يدفعه نحو تركيا وقطر".


وأما الفارق الثاني، فهو أن "خيوط إدارة ملف المصالحة، منحت لجبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح؛ الذي يعمل بنشاط لتحقيق المصالحة عمليا، في ضوء تطلعاته لخلافة أبو مازن، واعتباره أن المصالحة، ملف مركزي بواسطته يمكنه أن يثبت مكانته كزعيم وطني، وبحسب فهمه، يمكنه أن يحقق هذا الهدف بعد إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة يقف هو على رأسها".


حاسم حصري

 

وأضاف: "يظهر الطرفان جدية أكبر من الماضي، بل وبلورا تفاهمات تعكس أهدافا مشتركة، في ظل تجاوز الخلافات التي أدت في الماضي لفشل اتصالات المصالحة، حيث أعلن الاتفاق؛ عن إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس، المقاومة الشعبية وسيلة الكفاح المركزية ضد إسرائيل في الوقت الحالي، مع تأكيد حماس أنها لن تترك المقاومة المسلحة، وأن تقود منظمة التحرير المعركة السياسية، مع إجراء الانتخابات".


تحديات للاحتلال

 

وفي ضوء هذا الواقع، بحسب الجنرال، "قد تنشأ عدة تحديات سلبية من ناحية إسرائيل، الأول؛ دخول عناصر حماس إلى مؤسسة السلطة في الضفة، ولا سيما الوزارات، وفي المستقبل في جهاز الأمن، ويمكن لهؤلاء أن يشكلوا "رأس جسر" يتسع في المستقبل، في ظل تثبيت قدرات ومكانة حماس الجماهيرية في الضفة".


الثاني؛ "تخفيض كبير للضغط الذي تعمل عليه السلطة ضد حماس في الضفة؛ سواء في البعد المدني أو العسكري، وأما التحدي الثالث فهو محاولة دفع الانتخابات إلى الأمام في ظل تجاوز العوائق التي تضعها إسرائيل في وجهها في الضفة؛ ومنع وجودها في القدس، ويمكن أن يحل من خلال التصويت الموجه أو من خارج نطاق القدس؛ يتم تنفيذ عملية التصويت، بمشاركة حماس، رغم خطوات ضدها من جانب إسرائيل، وعلى رأسها اعتقال كبار قادتها".


وبين أن التحدي الرابع، يتعلق بتوجه الفلسطينيين نحو "إقامة حكومة وحدة، يشارك بها ممثلون عن حماس من الضفة"، موضحا أن الخامس، يتعلق بإمكانية، أن "تكرر حماس النموذج الذي تحقق بعد اتفاق القاهرة في 2017، وبموجبه تسمح للسلطة بأن تبدي تواجدا رمزيا، وتحقق ظاهرا تغييرات تجميلية في إدارة الحكم في المنطقة، دون تقويض لمكانة حماس في القطاع، فما بالك بالتنازل عن سيطرتها العسكرية فيه".


وأكد أن "جولة المصالحة الحالية، تنطوي على تهديد محدود من ناحية إسرائيل في المدى القريب، ولكن مع احتمال الضرر الاستراتيجي الجسيم على مدى الزمن، ولا سيما حال تعمقت الأزمة بين إسرائيل والسلطة".


تهديدات سلبية

 

ونبه أن "لإسرائيل مصلحة في منع هذه السيناريوهات، والوسيلة المركزية لهذا الغرض يجب أن تكون استئناف التنسيق والاتصال الرسمي بينها وبين السلطة، منعا للنتائج السلبية من مسيرة المصالحة".


وأضاف: "لإحباط السيناريوهات إشكاليات أخرى، وعلى رأسها، ضعف متواصل للحكم الفلسطيني، نشوء احتجاج جماهيري يضعضع مكانة السلطة من الداخل واستقرار الساحة الفلسطينية قبيل سيناريو "اليوم التالي" لعباس، وبالطبع مواصلة منع تولد تهديدات أمنية، وعلى رأسها عمليات وخطوات شعبية واسعة".


وفي إطار مساعدة السلطة التي تعاني من أضرار بسبب كورونا "والقطعية مع إسرائيل"، يمكن "تعميق نفوذ دول الخليج وعلى رأسها؛ الإمارات والسعودية، في الساحة الفلسطينية، في ظل تطلع كثيرين في القيادة الفلسطينية للنزول عن الشجرة، في ضوء خوفهم من تقويض مكانة السلطة، بحيث تركز وسائل الإقناع الخارجية على عباس، الذي يواصل التمسك بخط استراتيجي جامد".

 

وأفاد الجنرال، أنه "كلما تأخرت تل أبيب في جهودها لحل الأزمة مع السلطة، سيزداد احتمال الضرر، في كل ما يتعلق بتحقيق المصالحة والمرابح التي قد تجنيها حماس، ورغم تركيز إسرائيل الواسع على مشاكل كورونا والأزمة السياسية العميقة في الداخل، من الحيوي توجيه الاهتمام والجهد في الوقت الحالي لاستقرار الساحة الفلسطينية، قبل أن تتطور من جهتها تهديدات سلبية على وضع إسرائيل العام".

 

اقرأ أيضا: صائب عريقات يطرح رؤيته لمواجهة "صفقة القرن".. وهذه تفاصيلها