صحافة إسرائيلية

كيف قرأ خبراء إسرائيليون المواجهة الأولى بين ترامب وبايدن؟

أجمع الخبراء على الحدة المبالغ فيها للمناظرة مقارنة بالسنوات الماضية- جيتي

قرأ خبراء إسرائيليون المواجهة الأولى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه جو بايدن، في المناظرة الرئاسية التي جرت قبل أيام..

 

وقال كاتب إسرائيلي إن "المواجهة الأولى بين الرجلين، تعتبر الأقل تأثيرا وحماسا، مما قد يتخيله المرء قياسا بمناظرات رئاسية سابقة".

 

وأوضح خبير الشؤون الدولية عراد نير، في تقرير نشرته القناة 12 العبرية وترجمته "عربي21"، أن ترامب لم يتردد في التعريض ببايدن، إلا أن الأخير حاول تجاهله، ورغم أنه تلعثم، وأحيانًا تعثر، لكنه ارتقى لمستوى التوقعات، وخفف من مخاوف مستشاريه".


وأضاف عراد نير أن "بايدن تمكن من تلبية التوقعات القليلة لديه قبل أن يصعد للمسرح، صحيح أنه لم ينجح بإخفاء كبر سنه، لكنه دحض المزاعم التي وجهت إليه، ولم تثر في المواجهة الرئاسية، حول تعاطيه للمخدرات، ومعاناته من مشاكل في الإدراك، تلعثم من وقت لآخر، وتعثر بكلمة هنا وهناك، وربما تحدث ببطء وبهدوء".


وأوضح أن "ترامب هو ترامب، أعرب عن ازدرائه للعلماء، ووعد بلقاح ضد كورونا في الأسابيع المقبلة، واستعصى على طلب صريح لإدانة البيض الذين يدعمون تفوق عرقهم دون غيرهم".


بدورها، قالت يونيت ليفي مذيعة الأخبار بالقناة 12، إنه "فيما يعكف بايدن على الظهور بمظهر رئاسي، دون الدخول بمعارك طينية، فإن ترامب يصوره ضعيفا معتوها، ويجتهد لإخراجه عن السيطرة، مع أن الفجوة في استطلاعات الرأي بينهما تصل إلأى 7%: 43% لترامب، و50% لبايدن. وهي الفجوة الثابتة منذ آذار/ مارس، رغم أحداث كورونا، والأزمة الاقتصادية واحتجاجات السود، لكن الفجوة لم تتسع لصالح بايدن، ولم تضق لصالح ترامب".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "المعلقين والمحللين الاستراتيجيين في الأوساط الأمريكية يشدون شعرهم من هذه النتائج، فكيف يمكن أن تكون كذلك بعد تجاوز عدد ضحايا كورونا الـ200 ألف، وسلسلة فضائح ترامب، ولكن لعل بايدن ليس الأكثر إثارة، وربما سنه المتقدم، ساهم في عدم تضييق الفجوة، رغم أن الأسابيع الماضية لم تكن جيدة لترامب". 


وأوضحت أن "ما هدد فرص ترامب صدور كتاب الصحفي بوب وودوارد، وتسجيل أثبت أنه فهم خطر كورونا، لكنه كذب على الناس، كي لا يحدث الذعر؛ وكشف جيف غولدبيرغ محرر صحيفة "أتلانتيك"، أن ترامب وصف الجنود الذين سقطوا في الحرب بـ"الخاسرين"؛ وهجوم أوليفيا تروي، كبير مستشاري نائبه مايك بينس، الذي ادعى أنه غير لائق للعمل؛ وتحقيق نيويورك تايمز عن تهربه لسنوات من دفع الضرائب".


كارولين غليك الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم" قالت إن "اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة يكشف أن مستوى الشك بين المرشحين يحطم الأرقام القياسية، لاسيما أن الديمقراطيين يخشون أن يرفض ترامب إخلاء البيت الأبيض إذا خسر، لأنه يمهد الطريق لرد فعل متطرف في حال فوزه، أما الشكوك المتبادلة فهي تحطم السجلات الانتخابية السابقة".


وأضافت في مقالها الذي ترجمته "عربي21" أن "المواجهة الرئاسية الأخيرة جاءت أكثر وحشية وقبحًا من أي مواجهة في السنوات الستين الماضية، تحدث المرشحان بوقاحة غير متسامحة مع بعضهما، مع العلم أنه في أوائل آب/ أغسطس، أجرى كبار أعضاء الحزب الديمقراطي محاكاة للانتخابات المقبلة، وفي جميع السيناريوهات التي تم فحصها، خرجت نتيجة واحدة، مرت بهدوء، وتمثلت بانتصار كبير لبايدن".


وأكدت أن "رسالة المحاكاة جاءت واضحة: إما التصويت لبايدن، أو أن أمريكا ستشتعل، وفي أحد السيناريوهات أرسل الجيش قوات للبيت الأبيض لطرد ترامب قسراً، بل إن كبار المسؤولين الديمقراطيين يتحدثون عن احتمال إعادة انتخاب ترامب كسيناريو غير شرعي بشكل صارخ، حتى إن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تتحدث عنه كمجرم لا شرعية له على الإطلاق".


وأشارت إلى أن "النقاش السائد في الولايات المتحدة اليوم يتركز في ما إذا كان سيقبل ترامب نتائج الانتخابات، في حال خسارته، وسيغادر البيت الأبيض بهدوء، فيما وقع أعضاء سابقون في الحزب الديمقراطي بيانات في الأشهر الأخيرة، تحذر وتهدد، قادة قوات الأمن الأمريكية بأنهم لن يسمحوا لترامب بسرقة السلطة، وبالتالي فإن ادعاء الديمقراطيين بأن ترامب سيرفض قبول الخسارة يمثل إشكالية كبيرة على عدة مستويات".