صحافة إسرائيلية

موقع عبري: ترامب متقلب.. 4 مبادئ شكلت سياسته الخارجية

لفت الموقع الإسرائيلي إلى أن المحاولات الحثيثة لفك رموز سياسة ترامب الخارجية باءت بالفشل- جيتي

قال تقرير إسرائيلي، إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل الرؤساء السابقين، كانت مفهومة وقابلة للتنبؤ، لأنها مشتقة من استراتيجية محددة، وتعتمد على عمل موظفي الوكالات الحكومية ذات الصلة، لكن الرئيس دونالد ترامب أضعف هذه الوكالات، وجعل تأثيرها على صنع القرار ضئيلا.


ولفت التقرير الذي نشره موقع "زمن" العبري، وترجمته "عربي21"، إلى أن المحاولات الحثيثة لفك رموز سياسة ترامب الخارجية، باءت بالفشل، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي يعتمد على أهوائه الشخصية، التي تتغير مع كل صباح.


وذكر الموقع أنه خلال ولاية ترامب، يشعر معظم الخبراء بالخسارة في محاولاتهم لفهم السياسة والتنبؤ بها، مستدركا: "رغم كل ذلك، فإن هناك إرشادات يمكن استخلاصها من خلال قرارات ترامب السابقة، لرسم سياسته الخارجية".


وتابع: "لكن هذه المبادئ لا تضمن أيضا التنبؤ الكامل بتحركات ترامب، ولكنها على الأقل توفر مستوى معينا من القراءة السياسية"، مستعرضا أربعة مبادئ شكلت سياسة ترامب الخارجية حتى الآن.


1. النرجسية


لفت التقرير إلى أن قرارات ترامب تعتمد على "النرجسية"، رابطا بذلك محاولاته تحقيق "صفقة القرن" بين الفلسطينيين والإسرائيلية، دون "إدراك لطبيعة الصراع بين الجانبين"، إلى جانب عقده "القمة الوهمية" مع زعيم كوريا الشمالية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يعلن "بدء حوار مع السعودية" بشأن التطبيع مع إسرائيل


وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن معاملة ترامب مع القادة الدوليين، تنطلق من هذا المبدأ، مستشهدا بمعاملته "الباردة" مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، منوها في الوقت ذاته إلى أن ترامب يميل إلى التواصل مع النرجسيين مثله، على غرار الرئيسين البرازيلي والروسي.


2. عكس أوباما


وتطرق التقرير إلى مبدأ ثانٍ يشكل سياسة ترامب الخارجية، أسماه "عكس أوباما"، موضحا أنه بالفعل يحاول ترامب تقديم نفسه على أنه عكس الرئيس السابق باراك أوباما.


وقدّر أن إلغاء المشاركة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، الذي صاغه أوباما، يعتمد على هذا المبدأ، لافتا إلى أن ترامب ألغى أيضا مبادرة توصل إليها أوباما للشراكة عبر المحيط الهادئ، رغم أنها تتماشى مع سياسة ترامب الخاصة بعزل الصين في المنطقة.


3. "أمريكا أولا وقبل كل شيء"


أكد التقرير الإسرائيلي أن "هذا النهج هو في الأساس امتداد للنرجسية الشخصية وللنرجسية الوطنية، وتجنب ترامب الاتجاه الأمريكي التقليدي للعمل من خلال المنظمات الدولية وتعزيز التحالفات، لأنها تتطلب تنازلات في مواجهة مصالح الدول الأخرى".


وبيّن أن "مفهوم أمريكا أولا وقبل كل شيء، يختلف اختلافا جذريا عن مفهوم الاستثنائية، التي كانت في صميم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، التي شهدت دورا دوليا لواشنطن في تعزيز قيمها حول العالم"، مضيفا أن "ترامب يرى أن النهج التقليدي مضيعة للموارد".

 

اقرأ أيضا: WP: كتاب يكشف تعامل ترامب مع كورونا وعلاقته العاطفية بـ"كيم"


ورأى أن قرارات ترامب تستند إلى مسألة الاستفادة الأمريكية على المستوى الاقتصادي، من خلال علاقاتها مع الدول، وليس لمسألة قيادتها لعالم حر، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي امتنع عن قيادة العمل الدولي للتعامل مع أزمة كورونا، وحاول إلقاء اللواء على الصين.


وأردف: "بل انسحب من منظمة الصحة العالمية، وهذا معاكس لطريقة إدارة أوباما وتمكنها في القضاء فيروس "إيبولا" حتى قبل وصوله إلى الولايات المتحدة، من خلال قيادة جهد دولي".


4. إرضاء القاعدة


وأشار التقرير إلى أن المبدأ الرابع لترامب يركز على "إرضاء القاعدة"، وخاصة اليمين الإنجيلي، ويحاول إرضاء مصالحهم اللاهوتية على الساحة الدولية، ليس بسبب ارتباطه بقيمهم، ولكن بسبب الانتهازية السياسية، منوها إلى أن الأمر مرتبط أيضا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان السيادة الإسرائيلية على الجولان.


ولفت التقرير إلى أن توقيت نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، هدف إلى مساعدة مرشح جمهوري إنجلي خاص انتخابات خاصة في ولاية ألاباما لمجلس الشيوخ.


وفسر التقرير تكاثر التعيينات وإقالات المسؤولين الرئيسيين في سياق السياسة الخارجية، بوجود حالة تناقض في المبادئ التي يوجهها ترامب، موضحا أن ترامب دعم في اتجاه خطة نتنياهو للضم، لكنه واجه بعد ذلك تناقضا في نيته ضخ مبالغ كبيرة من المال بالولايات المتحدة، من خلال بيع الأسلحة إلى دول الخليج، ومن ثم تخلى في النهاية عن الضم مقابل مصالح اقتصادية.