صحافة دولية

تفاصيل اجتماع ترامب الابن مع مبعوث الرياض وأبوظبي

تناول التقرير درجة احتمالية أن يكون الروس تلاعبوا بالانتخابات وعلى العلاقات المظنونة بين روسيا وحملة ترامب- جيتي

نشر موقع "slate" الأمريكي تحليلا مطولا للكاتب إسحق تشوتينر، حول تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي نشرته الأحد حول اجتماع ثان عقده دونالد ترامب الابن في برج ترامب (ترامبتاور)، والذي جذب اهتمام فريق التحقيق الذي يقوده روبرت مولر.

 

وتناول التقرير الذي ترجمته "عربي21" درجة احتمالية أن يكون الروس تلاعبوا بالانتخابات وعلى العلاقات المظنونة بين روسيا وحملة ترامب.

 

وفيما يلي التقرير كاملا:


نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأحد أن اجتماعا ثانيا عقده دونالد ترامب الابن في برج ترامب (ترامبتاور) قد جذب اهتمام فريق التحقيق الذي يقوده روبرت مولر.

 

شارك في هذا الاجتماع، الذي عقد أيضاً في شهر آب/ أغسطس ، عدد من الأشخاص هم: إريك برينس، الذي كان في يوم من الأيام رئيسا لشركة بلاكووتر والمستشار المؤتمن داخل عالم ترامب، وجورج نادر، "مبعوث وليي عهد كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجويل زامل، الإسرائيلي الذي ادعى أنه على علم بكيفية التلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي، وكان يدير شركة تقوم بمثل هذه الأمور، ويعمل فيها ضباط مخابرات إسرائيليون سابقون.

 

(الشخصان الأولان شاركا فيما بعد في اجتماع آخر جذب الكثير من الاهتمام عقد في سيشيلز، حضره إضافة إليهما أحد حلفاء فلاديمير بوتين) وبحسب ما أوردته نيويورك تايمز، "كان الاجتماع قد عقد أساسا لعرض المساعدة على فريق ترامب"، حيث عرض زامل استخدام المهارات التي تتوفر لدى شركته لمساعدة ترامب، بينما أوضح جورج نادر أن داعميه الخليجيين يرغبون في رؤية المرشح ترامب يفوز بالرئاسة. ليس واضحا ما الذي آل إليه المقترح، وما إذا كان ذا علاقة على الإطلاق ببقية التحقيق الذي يقوم به فريق مولر.

 

إلا أنه، وكما نقلت النيويورك تايمز، لا يقتصر تحقيق مولر على البحث في الدور الذي لعبه نادر مع الإمارات العربية المتحدة، وما يمكن أن تكون قد قدمته من مساعدة لحملة ترامب، وإنما يبحث أيضا في دوره في "الشركات التابعة للسيد زامل، والتي لها ارتباطات بروسيا".

كان تقرير النيويورك تايمز قد شارك في إعداده كل من مارك مازيتي ودافيد كيركباتريك، بالتعاون مع رونين بيرغمان، أحد كتاب المجلة التي تصدر عن النيويورك تايمز، ومؤلف كتاب حول عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل، وعنوانه: Kill First: The Secret History of Israel’s Targeted Assassinations

خلال مكالمة هاتفية جرت مؤخرا مع بيرغمان، ناقشنا كيف ينبغي علينا فهم تقرير النيويورك تايمز، وما إذا كان ثمة المزيد، وكذلك تحالفات إسرائيل المتغيرة في الشرق الأوسط.

إسحق تشوتينر: ما هي أهمية هذه القصة؟

رونين بيرغمان: أعتقد أن أهمية هذه القصة تكمن في تسليط الضوء على واحدة من أهم المواضيع التي تشغل بال روبرت مولر، وهو الموضوع الذي شغل المدعين من وزارة العدل والمحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) خلال الشهور الأربعة الماضية منذ كانون الثاني/ يناير، وهو موضوع لا يقتصر على احتمالية أن يكون الروس تلاعبوا بالانتخابات وعلى العلاقات المظنونة بين روسيا وحملة ترامب، ولكن أيضا موضوع يثير الريبة في أن بلدانا أخرى قد تكون عرضت المساعدة على أشخاص مقربين من ترامب أو على حملة ترامب الانتخابية نفسها.

 

وهذا الجزء من التحقيق لم يجر فقط داخل الولايات المتحدة، وإنما في إسرائيل أيضا. غرد الرئيس لتوه قائلا إن التقرير (الذي نشرته النيويورك تايمز) طويل وممل. وأنا أعتقد أنه كان قصيرا جدا؛ لأن ثمة تفاصيل كثيرة أخرى حول جوانب الاستجوابات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي. هناك تفاصيل إضافية حول بعض الشخصيات الرئيسية.

هل توجد تفاصيل مثيرة للاهتمام؟

نعم، هناك، ولكني لا أستطيع البوح بها، لأنني أفترض أننا سنستمر في تغطية الموضوع، ولن يكون ذلك (التقرير) هو الأخير. على أي حال، تصف هذه التفاصيل كيف جرى التحقيق ليس فقط داخل الولايات المتحدة، وإنما في إسرائيل أيضا، وكيف أن المحققين اهتموا كذلك بشكل كبير بما قد يكون قد حدث في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات العربية المتحدة.

ماذا عن الوكالات الإسرائيلية

لا، قلت إن المحققين الأمريكيين لم يعملوا فقط داخل الولايات المتحدة، وإنما داخل إسرائيل أيضا. ولا علم لي بوجود تحقيق إسرائيلي في الموضوع.

 

ما كتبناه في التقرير هو أنه كان يوجد جهد مشترك من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل للحصول على محتويات أجهزة الحاسوب التابعة لإحدى الشركات التي تخضع حاليا للتصفية. ولأن ذلك حدث في إسرائيل، فلا بد أن يحدث بمساعدة الشرطة الإسرائيلية.

هل تعلم ما إذا كانت الشرطة الإسرائيلية على استعداد تام للقيام بذلك؟ من الواضح أن ترامب ونتنياهو قريبان جدا من بعضهما البعض

لا أعلم، ولكن أعرف أنه في نهاية المطاف تمكن الفريق الأمريكي، بحسب ما يتوفر لدي من معلومات، من الحصول على الأقل على جزء مما كانوا يسعون للحصول عليه من هذه الكمبيوترات.

ذكرت في البداية أن ذلك لا يتعلق بتدخل روسيا في الحملة الانتخابية، ولكنك تقول في التقرير أيضا إن المال الروسي قد يكون له دور في بعض هذه الكيانات التي لدولة الإمارات العربية المتحدة علاقة بها. ألا يوجد ما يشير إلى أن ذلك يتعلق فعلا بروسيا؟

ما ذكرناه هو أنهم ينظرون في إمكانية وجود علاقات بين بعض الناس المذكورين وروسيا. وأهم شخصية في ذلك الجزء هو جورج نادر. وحسبما فهمنا من مصادرنا، فإن لنادر دورا كبيرا في تنظيم الاجتماع الذي عقد في سيشيلز، وواحد من الأسئلة الرئيسية التي يطرحها فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالطبع، هو هل كان من باب المصادفة المحضة أن يكون هؤلاء الأشخاص أنفسهم قد تواجدوا في الوقت ذاته في سيشيلز؟

ما مدى ما يجري حاليا من تعاون وثيق في المجال الأمني وفي قضايا أخرى بين الحكومة الإسرائيلية الحالية وحكومتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؟

لم يزل هذا الموضوع يحاط بسرية تامة منذ وقت طويل داخل إسرائيل. وأعتقد أن التخوف الرئيسي من وجهة النظر الإسرائيلية أن نشر معلومات بهذا الشأن يمكن أن يسبب حرجا كبيرا لهذه الدول.

 

فبينما هم على استعداد للتنسيق سرا مع إسرائيل، إلا أنهم لا يريدون نشر ذلك؛ لئلا يطلع الجمهور في بلدانهم عليه، ولئلا يؤثر على المزاج العام في العالم العربي.

في الواقع، أول من اهتم كثيرا بضرورة إقامة هذه العلاقة السرية كان مائيرداغان، رئيس الموساد الأسطوري، وذلك في العقد الماضي. ثم سار على خطاه من جاء من بعده، وأقصد تامير باردو ويوسي كوهين.

 

ودون أن أدخل في أي تفاصيل محددة، دعني أقول لك إن كثيرا من النجاحات التي تنسب إلى الموساد، تلك التي نشرت، وكثير جدا مما لم ينشر بعد، إنما تمت بفضل التعاون بين المخابرات الإسرائيلية وأجهزة المخابرات في البلدان السنية المعتدلة في الشرق الأوسط.

ليست حتى بذلك الاعتدال

أقصد بلدا يمكن أن يعتبر من وجهة النظر الإسرائيلية بلدا سنيا معتدلا. وعندما أقول من وجهة النظر الإسرائيلية فإنما أقصد الاعتدال من حيث النظرة إلى إسرائيل. أدرك أنه توجد دوائر أخرى للسياسة، بما في ذلك السياسة المحلية، حيث لا يمكن اعتبار بلد كالسعودية معتدلا، لكني أتكلم هنا عن وجهة النظر الإسرائيلية أو عن طريقة التفكير الإسرائيلية.

الشخصية الأخرى في تقريركم هو جويل زامل، خبير السوشال ميديا. لقد ذكرت في التقرير أن شركته توظف عددا من الضباط السابقين في المخابرات الإسرائيلية، وأنها متخصصة في جمع المعلومات وتشكيل الرأي العام من خلال السوشال ميديا. هل لديك فكرة عن مدى علاقة شركته بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية؟

لا، ليس بإمكاني الإجابة عن هذا السؤال. أنت بحاجة لأن توجه هذا السؤال إلى السيد زامل. حقيقة أن بعض موظفي الشركة هم ضباط مخابرات إسرائيلية سابقين، وكونهم خبراء في هذا المجال أمر معهود في مثل هذه الشركات في إسرائيل، ويوجد الكثيرون منهم. هذا فقط نموذج.

 

من الطبيعي أن تزدهر مثل هذه الشركات في السوق الإسرائيلية؛ لأنه يوجد أناس كثيرون من العاملين السابقين في المخابرات الإسرائيلية ممن تتوفر لديهم المعرفة والخبرة، ويبحثون عن وظيفة قريبة من مجال خبرتهم.

 

هذا لا يعني أن كل ما تقوم به هذه الشركات يتم بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، أو أنه يتم بموافقتها أو مشاركتها.

هل تغير شيء في غزة بعد أسبوع مريع؟

تشكل انطباع لدى المخابرات الإسرائيلية بأن حماس، على الأقل في الوقت الحالي، لا تريد التصعيد الشامل. وهم حريصون على الحد من انتشار النار وإبقاء ألسنة اللهب على ارتفاع معين، على ألا تكون مرتفعة جدا؛ لأن لديهم انطباعا بأنه لو تبين أن هذه ستكون سلسلة جديدة من المظاهرات، وسيكون فيها أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الفلسطينيين، فلن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في هذا الوضع، وستحاول تغيير التوازن من خلال ضرب أهداف لحماس داخل غزة. وهذا أمر ستجد حماس نفسها مضطرة للرد عليه، وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد كامل.

حسبما ترى إسرائيل من خلال فهمها لحركة حماس، فإنها تعتقد بأن حماس لا تبحث عن تصعيد شامل، وأنها إنما تسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية، وإنهاء الأزمة الإنسانية داخل غزة.

 

وهم يحاولون تحسين الظروف. ويسعون لتخفيف الضغوط. يحاولون القيام بكل ما من شأنه أن يساعدهم على إدارة الأزمة، التي ألجأتهم لأن تكون ظهورهم إلى الحائط. لا يرغبون في نشوب حرب شاملة.

لا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ولا حركة حماس، طبقا لهذا الفهم، يريدان حربا شاملة. ولكن المشكلة هي أنك عندما تحاول احتواء مثل هذا الوضع ولديك بعض المظاهرات، فلا يمكنك التكهن بما يمكن أن يحصل. ليس بإمكانك حساب كل شيء، وقد يؤدي ذلك إلى مواجهة أوسع مما يكونون قد خططوا له.