صحافة إسرائيلية

إسرائيل تجدد تهديد عمق غزة إذا تواصلت مسيرة العودة

إسرائيل تخشى من اقتحام الحدود يوم الـ15 من أيار/ مايو القادم- جيتي

قال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، متان تسوري، إن الجيش الإسرائيلي بدأ يصمم سياسة جديدة تجاه مسيرات العودة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، ويطبقها على الأرض، ومفادها أن الإضرار بالجدار سيقابله تفجير في غزة، بهدف إرسال رسائل لحماس مفادها أن اقتراب الفلسطينيين من اقتحام خط الهدنة، ومحاولات اجتيازه، سيواجه بمعاقبتها خارج إطار هذه المسيرات.


ونقل في تقرير مطول ترجمته "عربي21" عن ضباط كبار في الجيش قولهم إن كل الوسائل بأيدينا، ولن نستمر بما وصفوه هذه اللعبة، موضحا أن تقدم المتظاهرين الفلسطينيين نحو الجدار الحدودي أول أمس الجمعة بصورة جريئة أكثر من أيام الجمع السابقة، دفع الجيش لاتخاذ قرار جديد بانتهاج سياسة رد مختلفة عن سابقاتها، بحيث سيتم ضرب أهداف لحماس في قلب قطاع غزة.


وأشار تسوري إلى أن هذه السياسة الجديدة للجيش الإسرائيلي تأتي تحضيرا لاقتراب يوم الخامس عشر من أيار/ مايو القادم، وهو يوم النكبة، حيث تخشى إسرائيل أن تندلع فيه مظاهرات كبيرة، تتخللها محاولات فلسطينية جدية لاقتحام الحدود، ولذلك يريد الجيش جباية أثمان باهظة من الفلسطينيين قبيل الوصول لذلك اليوم، لمحاولة ردعهم عن تنفيذ تهديداتهم تلك.


الخبير العسكري بموقع ويللا أمير بوخبوط قال، إن حماس شرعت بعملية اختبار لاختراق الحدود، في حين وضع الجيش الإسرائيلي الخط الأحمر الذي قد يحدد معالم أحداث الشهر القادم.


وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21" إن المتظاهرين الفلسطينيين الذين باتوا يقتربون كثيرا من خط الهدنة لا يقومون بذلك رغبة باستنزاف الجيش وقواته المنتشرين على طول الحدود فقط، وإنما للبحث عن نقاط الضعف في هذه المنطقة الحساسة، ما دفع الجيش لرفع مستوى تفجيراته في قلب غزة، مرسلا بذلك رسالة واضحة للفلسطينيين بأن مزيدا من العنف باتجاه الحدود سيكون له ثمن باهظ.


وقال بوخبوط، إن عمليات القصف أول أمس في غزة جاءت كرسالة جس نبض للفلسطينيين، بأن هذه الهجمات الجوية قد تتسع رقعتها في المستقبل في حال تم تجاوز ما وصفها الجيش بالخطوط الحمر.


وأوضح أن ضباطا كبارا في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي مقتنعون بأن حماس تحضر لهم مفاجأة في مظاهرات يوم النكبة أواسط أيار/مايو، من خلال توافد آلاف المتظاهرين الفلسطينيين باتجاه الحدود.

 

اقرأ أيضا: مستشرق يكشف مشاكل إسرائيل بمواجهة مسيرة العودة بغزة

ولفت إلى أن الجيش يأخذ بالحسبان أن يتم تنفيذ عملية عسكرية فلسطينية خلال هذه المظاهرات، قائلا: "إن هذه العمليات المتوقعة لا تعني بالضرورة اجتياز الحدود لمسافات طويلة في العمق الإسرائيلي، وإنما محاولة المس بالجنود والمستوطنين القريبين من خط الهدنة مباشرة".


أما الناطق العسكري السابق باسم الجيش الإسرائيلي آفي بنياهو قال لصحيفة معاريف، أن شهر أيار/ مايو الذي يقترب منا كثيرا، يصطحب معه أسبابا عديدة لقلق إسرائيل، لاسيما أن المسيرات التي يواصل الفلسطينيون تنظيمها باتت تترافق مع ما وصفه بـ"الإرهاب الزراعي" حيث يتم إحراق الحقول الزراعية الخاصة بالمستوطنين اليهود في منطقة غلاف غزة.


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن هذه الحرائق التي يقوم بها الفلسطينيون رغم خطورتها، لا تحظى بمتابعة جماهيرية ولا سياسية ولا إعلامية في إسرائيل، مع أنها تتسبب بخسائر وأضرار كبيرة اقتصادية ومعنوية لأصحابها.


وأوضح أن خطورة هذه الحرائق التي يشعلها المتظاهرون الفلسطينيون تنبع من محاولة جهات أخرى معادية تقليدها ومحاكاتها، ما يجعل من معالجتها والتعامل معها واجبا قوميا عاجلا، ويتطلب تعاونا من قبل وزارات الزراعة والقضاء والدفاع والأمن الداخلي، مع المستشار القانوني للحكومة، فضلا عن الجيش والشاباك والشرطة.


ومن المقرر أن تعقد في الأيام القادمة لجنة الداخلية في الكنيست اجتماعا طارئا بناء على طلب عضو الكنيست إيتان بروشي، لاتخاذ خطوات سريعة وعاجلة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، قبل أن يصبح الأمر متأخرا.