صحافة إسرائيلية

مسؤول اسرائيلي سابق: الكثافة السكانية الفلسطينية تهددنا

هاليفي: الخطر الديموغرافي يتطلب لفت الأنظار من قبل قادة اسرائيل- صحافة اسرائيلية

أجرت القناة الإسرائيلية السابعة التابعة للمستوطنين، حوارا مطولا مع "أفرايم هاليفي" الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، ودار الحديث عن أهم عمليات الجهاز في الماضي، ومعظمها ما زال طي الكتمان، وعن التهديدات المستقبلية على إسرائيل، وكيف يمكن التعامل معها.


هاليفي أعرب في الحوار الذي ترجمته "عربي21" عن تقديره بأن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة أمام روسيا، يتم التأسيس لها حاليا في سوريا، مما يتطلب منها التفاهم مع الروس كي لا تصل لهذه المرحلة، لأنه لو وقعت هذه المواجهة فمن الأهمية بمكان أن تخرج منها وأيديها هي العليا. 


وأضاف: من المتوقع أن تصطدم قوات روسية وإسرائيلية في سوريا، وتخوضان مواجهة عسكرية، فروسيا أتت إلى سوريا كي تبقى فيها فترة طويلة من الزمن، من خلال بنائها لقواعد عسكرية لها، تصلح للعمل عشرات السنين، ولا أظن أنها ستقبل بهزيمة شريكتها الإستراتيجية في المنطقة وهي إيران. 


وأكد هاليفي الذي ترأس الموساد بين عامي 1998-2002، أن الإيرانيين يريدون أن يكونوا بيضة القبان في المنطقة، مما يتطلب منهم أن يكونوا على تماس مع الحدود الإسرائيلية، وفي حال تم ذلك فإن ميزان القوى الاستراتيجي سيطرأ عليه اهتزاز كبير، مما يجعل إسرائيل تبذل جهودا كبيرة لمنع الإيرانيين من الاقتراب من حدودها، لأنهم يفعلون ذلك بغطاء روسي، ومع ذلك فإن هذا التواجد لا يعني أن إسرائيل تعيش تحت خطر وجودي.

 

وقال هاليفي، الذي يعد من أكبر المهتمين في إسرائيل بتنظيم عمليات الهجرات اليهودية إليها، أن التهديد الوجودي على إسرائيل يكمن في تراجع أعداد اليهود، وتزايد أعداد العرب والفلسطينيين بين النهر والبحر، وليس البرنامج النووي الإيراني، وقد صرحت بهذا الخطر قبل سنوات أمام عدد من رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلف الغرف المغلقة. 


كما أن النقاش الذي شهدته لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست مؤخرا حول ما قدمه مساعد رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية من معطيات رقمية أظهرت بأن أعداد المسلمين اليوم بين البحر المتوسط والأردن أعلى من أعداد اليهود، هي معطيات أعلنها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي، وكلاهما أرقامهما دقيقة وعلمية. 


وأضاف: صحيح أن أعداد المواليد لدى المسلمين تراجعت عما كانت في سنوات وعقود سابقة، لكن في المقابل فإن أعداد الوفيات تراجعت لديهم بصورة ملحوظة، مما يقدم معطيات ليست في صالح اليهود على الإطلاق، وهذا هو التهديد الوجودي الحقيقي على إسرائيل، لأننا لم ننهي بعد حرب الاستقلال الخاصة بنا.


وأكد هاليفي، وهو السفير الإسرائيلي الأسبق في الاتحاد الأوروبي، أن المسألة الديموغرافية الإحصائية حرجة جدا بالنسبة لإسرائيل، لأنها تخص مستقبلها، رغم تفوقها العسكري، لكن في حال تراجعت أعداد اليهود فإن قوتنا العسكرية لن تكون كافية لوحدها لحفظ بقائنا الوطني على هذه الأرض، واصفا ذلك بالتراجيديا الكبيرة بالنسبة لنا.


واستدرك قائلا: صحيح أنها لن تكون تراجيديا بحجم وخطورة الكارثة والمحرقة، لكننا بشكل واضح ذاهبون لأن نتحول إلى أقلية من جيل لأخر بصورة متسارعة، في ظل انفصال الكثير من يهود الأجيال الصاعدة عن اليهودية، لاسيما في الولايات المتحدة. 


وختم بالقول: هذه الخطر الديموغرافي يتطلب لفت الأنظار من قبل قادة الدولة، فالمسألة تخص مستقبل الشعب اليهودي، وهو سؤال ليس ترفيا، وإنما وجوديا، متهما الحكومات الإسرائيلية السابقة بعدم الانتباه لهذه المسألة، وترحيلها للأجيال القادمة.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: هل يشكل العرب تهديدا ديموغرافيا لإسرائيل؟