سياسة عربية

"فلسطينيو الخارج" جمع أحبة مشتتين فرقتهم عشرات السنين (شاهد)

شكل المؤتمر لوحة فلسطينية مزركشة تناغمت فيها الفروقات الجغرافية رغم آلاف الأميال، وتوافقت فيها الرؤى رغم تعدد البيئات واللغات-أرشيفية
شكل المؤتمر لوحة فلسطينية مزركشة تناغمت فيها الفروقات الجغرافية رغم آلاف الأميال، وتوافقت فيها الرؤى رغم تعدد البيئات واللغات-أرشيفية
لم يمنح المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول الشتات الفلسطيني المشارك منصة لإثبات ذاته وصوته وحضوره وحسب، بل شكل ملتقى فريدا جميع الأحبة والأصدقاء وشتات عشرات العوائل الفلسطينية التي فرقتها الجغرافيا وما كانت لتلتقي لولا فكرة وغاية المؤتمر.

مؤتمر أتاح الفرصة للقيا الأحبة تحت سقف واحد، كخطوة أولى نحو لقيا كامل الجذور المشتتة لملايين العوائل على ثرى الوطن المحتل.

فمن تابع عناق الأصدقاء لأصدقائهم، والأمهات لأبنائهم وبناتهم، والكهول لأحفادهم، يدرك أن ما جرى ليس تظاهرة فلسطينية عابرة افتتحت بالسلام الوطني الفلسطيني واختتمت ببيان نظري جامد، بل يدرك أن ما جرى كان بروفة وطنية فلسطينية حقيقية للعودة، مارس فيها المؤتمرون حقيقة حلم اللقاء بعد التحرير وكيف سيلتقي الأخ بأخيه والعائلة بفروعها الغائبة.

ودفعت الكثير من لحظات اللقاء المؤثرة والعناق العائلي العميق المصاحب للبكاء والدموع، بالكثيرين للتفاعل وتصوير اللحظات التي غصت بها قاعات وجنبات المؤتمر، فأينما حللت وجدت لوحات لقاء اجتماعية عميقة جمعت تحت سقف الحنين محبين وإخوة ،  فرقتهم سنون الغربة عن الوطن، وجمعتهم كلمة الشتات.

وشكل التقاء زهاء 7 آلاف فلسطيني قدموا من أكثر من 50 دولة مثلت القارات الخمس، اجتمعوا فيها لأيام معدودة تحت سقف وهم وعلم واحد، لوحة فلسطينية مزركشة تناغمت فيها الفروقات الجغرافية رغم آلاف الأميال، وتوافقت فيها الرؤى رغم تعدد البيئات واللغات والأديان، على حق العودة وتقرير المصير والمشاركة في صناعة المشروع الوطني دون إقصاء لأحد.

اقرأ أيضا: فلسطيني: لدي 52 ولدا وحفيدا أهديهم جميعا للوطن (شاهد)

مؤتمر جمع لهجات فلسطين جميعها، عاداتها وتقاليدها، أخبار من قدم منها من الداخل محملا بالتحايا والهدايا وعطر الزعتر والزيتون، ليلتقي بمن تتوق عيناه لثرى الوطن الجميل بعد سنوات غربة أو منع من العودة أو الدخول.

كانت فلسطين حاضرة بألوان ديمغرافيتها، بشمالها وجنوبها ووسطها بغورها وقطاع غزتها المحاصر وبأهل قدسها وأقصاها، بداخلها وشتاتها بكهولها وشبابها، غلف ذلك كله بلوحة وطنية شاملة ألغيت فيها حواجز الجغرافيا والإيدلوجيا والدين، مجتمعة تحت مشروع العمل الجماعي لفلسطين كل فلسطين.



التعليقات (0)