ملفات وتقارير

معهد واشنطن: على أوباما التعرف على الأمير محمد بن سلمان

معهد واشنطن: محمد بن سلمان الابن المفضل لدى العاهل السعودي ـ واس
معهد واشنطن: محمد بن سلمان الابن المفضل لدى العاهل السعودي ـ واس
حث "معهد واشنطن" الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الاستماع والتعرف إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اجتماع القمة الأمريكية الخليجية الذي سينعقد الأربعاء في واشنطن.

وقال المعهد في ورقة تقدير موقف حول القمة الأمريكية الخليجية، اطلعت عليها "عربي21" إنه سيكون من الحكمة بالنسبة للرئيس أوباما التحقق من خطط محمد بن سلمان المتعلقة بالسياسة الإقليمية، وتعميق التعاون معه في سوريا والحملة ضد تنظيم الدولة، ومواجهة التطرف، مشيرًا إلى أن الأمير هو الابن المفضل للملك السعودي فضلا عن كونه يشغل منصب وزير الدفاع.

وأشار المعهد في ورقته إلى أن القمة ستتناول التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في أعقاب المعالم التي أُعلنت مؤخرا عن صفقة نووية مع إيران. 

ونوه إلى أن غياب ملكي السعودية والبحرين، يعكس عدم رضا الملك سلمان من نتائج المناقشات التي جرت الأسبوع الماضي بين الولايات المتحدة ومسؤولين من دول الخليج، في الرياض وباريس. 

وبحسب معهد واشنطن، فإن معظم قادة دول مجلس التعاون الخليجي يشعرون بالقلق على وجه الخصوص، من أن تخفيف العقوبات والنهاية المفترضة لحالة العزلة الإيرانية سوف تشجع طهران على زيادة دعمها للجماعات الشيعية المسلحة في الدول العربية، ما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وأشار المعهد إلى أن الملك سلمان أيضاً أعرب عن قلقه من أن إبرام اتفاق مع طهران دون إجراء عمليات تفتيش كافية لضمان وقف التطور النووي الإيراني، من شأنه أن يؤدي إلى خطر اندلاع سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وتتفاقم هذه المخاوف من جراء التصور القائم بأن واشنطن تسعى إلى التقارب مع طهران بينما تتحول بعيدا عن حلفائها السنة في الخليج الأمر الذي يؤدي إلى حدوث المزيد من التشابك الإقليمي.

وأضاف المعهد في تقريره بالقول: "في هذا السياق، قد يرغب قادة دول مجلس التعاون الخليجي رؤية مخرجات فعلية أكثر من مجرد سماعهم كلمات خلال اجتماعات كامب ديفيد. ومن وجهة نظرهم فقد يكون السيناريو الأفضل هو قيام الولايات المتحدة بوضع خطط جديدة تتمثل باعتماد مبادرة حازمة ضد التدخل الإيراني، وخاصة في سوريا. وقد يقطع ذلك شوطاً طويلاً نحو إقناعهم بأن أمريكا جادة في احتواء النفوذ الإيراني. كما أنهم أكدوا أيضا رغبتهم في التوقيع على اتفاقيات دفاع خطية مع واشنطن، فضلاً عن الحصول على أسلحة توفر لهم تفوقا نوعيا على إيران".

وأشارت ورقة تقدير الموقف إلى أن هناك فجوة كبيرة بين هذه القائمة من الأمنيات التي ترغب دول مجلس التعاون الخليجي في الحصول عليها، وبين تلك التي يكون البيت الأبيض على استعداد لمنحها في الواقع في اجتماعات كامب ديفيد.

ونوهت الورقة إلى أن إدارة أوباما معنية ببناء علاقات أمنية، قوية بالفعل، في مجالات التعاون والتدريب ومبيعات الأسلحة، ولكن من غير المرجح أن تعرض ترتيبات دفاعية جوهرية جديدة أو تبادر في إجراء تغيير كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه التدخل الإيراني. 

وقدم المعهد مجموعة من النصائح لإدارة أوباما لتحقيق الفائدة القصوى لأمريكا من القمة. وقال إنه يجب على واشنطن الاستفادة من الاجتماعات المتوقع أن تستمر عشر ساعات  لدفع التحالف الاستراتيجي قدما، والسعي نحو بذل جهود تضم عدة محاور رئيسة بالإضافة إلى ترتيبات عسكرية جديدة.

المحور الأول، أنه يجب على الرئيس أوباما أن يعطي مصداقية كاملة في اللغة واللهجة إلى وجهات النظر القائمة في الخليج حول وجود تهديد مباشر من طهران. ويجب عليه بهذا الصدد أن يبلغ القادة الخليجيين بتفهمه لقلقهم العميق حول الاتفاق الأمريكي مع طهران.

وأضاف المعهد في المحور الثاني، أنه يجب على الرئيس الأمريكي أن يكون منفتحا أمام أفكار مبدعة حول كيفية توسيع التعاون ضد التهديدات غير التقليدية مثل الهجمات الإلكترونية. وهذا من شأنه أن يسلط الضوء على فهمه الدقيق للتهديد الإيراني، وقد يرحب قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالمخرجات الفعلية القابلة للقياس الكمّي لمواجهة التهديد الإيراني داخل حدودهم.

وأما بالنسبة للمحور الأخير، فقال معهد واشنطن إنه يجب على الرئيس أوباما أن يروّج لأفكار واضحة حول مكان وتوقيت الاتصالات في المستقبل. 

وختم المعهد ورقة تقدير الموقف بالتأكيد على أن بناء العلاقات الأمريكية مع دول الخليج أمرٌ ضروريٌ لطمأنة هؤلاء الحلفاء، لذلك فإنه يجب على واشنطن تحويل أي إحباطات تتعلق بقمة كامب ديفيد، لكي تكون قوة دافعة نحو تخطيط فرصا إضافية لرسم سبيل للتقدم معاً. مشددا على أن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي هي أقوى وأكثر أهمية من أي انقطاع ذي علاقة بسياسات محددة.
التعليقات (0)