سياسة عربية

هيكل يطالب السيسي برؤية واضحة لحكم مصر

رجح مراقبون أن تكون العلاقات بين هيكل والسيسي تمر بمرحلة من الفتور - أرشيفية
رجح مراقبون أن تكون العلاقات بين هيكل والسيسي تمر بمرحلة من الفتور - أرشيفية
دعا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى امتلاك  "رؤية واضحة"، هو ونظامه، حتى تخرج مصر من نفق الأزمات التى أحاطت بها.
 
وقال هيكل: "لن نتقدم، ولن تستطيع مصر تحقيق عائد من مشروعات كبرى، دون أن تكون هناك "رؤية واضحة"، على حد تعبيره.
 
وفي حوار امتد ساعتين مع عدد من المحتفلين من التيار الناصري بيوم ميلاده الحادي والتسعين الثلاثاء، شدد هيكل -المعروف بأنه "عراب الانقلاب" العسكري- على ضرورة وجود رؤية أو مشروع متكامل واضح للمستقبل، وفق قوله.
 
ورجح مراقبون أن تكون العلاقات بين هيكل والسيسي تمر بمرحلة من الفتور والتنافر بعد سفر هيكل الشهرين الأخيرين بعيدا عن مصر، وهو ما عاتبه عليه السيسي، كما أن هيكل يكثر من تأكيد أنه ليس مستشارا للسيسي، الأمر الذي أثار حفيظة هذا الأخير.
 
وقالت صحيفة "الشروق" الصادرة الأربعاء إن "هيكل" لم يدخل كعادته في تفاصيل كل أزمة من الأزمات التى طرحها الحضور للنقاش خلال الاحتفال بيوم مولده الثلاثاء، لكنه أجمل إجابته فى نهايته، قائلا (وهو يقصد السيسي): "عليك –أولا- أن تقف، وتقرر ما رؤيتك؟ وما مشروعك؟ وما القوى السياسية والمجتمعية التي تستطيع أن تنفذ وتدعم هذا المشروع؟
 
وتابع هيكل: "نحن مجتمع يستيقظ لكنه لم يمت، فالميت لا يعود للحياة من جديد"، وتساءل: تجلى الأمر فماذا انتم فاعلون؟
 
وأضافت "الشروق" أنه عندما تحدث الحضور عن تداعيات الاختراق الذى حدث للمجتمع المصرى خلال العقود الاربعة الماضية، ذكر هيكل الحضور بلقاء جمع الرئيس (الراحل) أنور السادات بهنرى كسينجر وزير الخارجية الأمريكى فى 9 يناير عام 1974، إذ سأل السادات كسينجر عن مستقبل العلاقة بين مصر وإسرائيل، فرد الأخير بالقول: "اطمئن.. لقد اتخذت قرارا بأن العدو ليس إسرائيل لكنه الاتحاد السوفييتى، كما أنني لست خليفة لعبدالناصر إنما خليفة لرمسيس الثاني"!
 
وأكد هيكل -بحسب "الشروق"- أن الشعور السائد لدى القيادة السياسية الإسرائيلية فى ذلك الحين هو أن ما حدث فى أكتوبر 1973 لا ينبغي أن يتكرر، مشيرا إلى أن التجريف الذي حدث للمجتمع المصري منذ ذلك اليوم طال كل الدول العربية.
 
وتابع: في بعض الجلسات في هذا التوقيت كانت هناك طلبات مباشرة وواضحة حتى يسمح للتيار الإسلامي بالعمل السياسي، ودعم تجربة القطاع الخاص.
 
وطغت أزمة الإعلام والصحافة في مصر على الحوار بعد أن تحدث يحيى قلاش عن ضرورة فتح نقاش عام عن إنفاذ مواد الدستور المنظمة للإعلام، واقترح أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام أن تتبنى مؤسسته مؤتمرا عن أزمة الصحافة والإعلام، على أن يكون تحت رعاية هيكل.
 
هيكل علق بالقول: "إذا كان هناك خلل أساسى فهو فى حركة المجتمع، وليس فى الإعلام فقط، فوظيفتنا كصحفيين أن نرصد، ونتابع الحدث، وما يحدث أن برامج "التوك شو" تتحول مساء كل يوم إلى برلمان وحكومة ورئيس.. إذ تقضى بأحكام قاطعة متجاوزة دورها فى التغطية، والمتابعة"، على حد قوله.
 
وأضاف: "هناك تغول لرأس المال امتد للساحة الإعلامية، والدولة قبلت به".
 
ويُذكر أن هيكل وُلد فى 23 سبتمبر عام 1923 بمحافظة القاهرة، وقد مرت الذكرى الـحادية والتسعون لمولده أمس الثلاثاء وكان بدأ عمله الصحفي محررا في جريدة "الجازيت"، ثم "آخر ساعة"، ثم انتقل لاحقا رئيسا لتحرير "الأهرام"، وفي خلال هذه الرحلة صادق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، واعتقله محمد أنور السادات، وأفرج عنه مبارك، وتعامل معه الإخوان في عهد الرئيس محمد مرسي بشكل محايد،  قبل أن يتحول إلى عراب للانقلاب، وبوق للسيسي، ومستشار سري له، يأخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة.
التعليقات (0)