سياسة عربية

أهالي عالقين مصريين في غزة يحذرون من تركهم للموت (وثائق)

ناشدت عائلات مصرية عالقة في غزة سلطات بلادها لتسهيل عودتهم إلى وطنهم - جيتي
ناشدت عائلات مصرية عالقة في غزة سلطات بلادها لتسهيل عودتهم إلى وطنهم - جيتي
اشتكى مواطنون مصريون من أن ذويهم عالقون في قطاع غزة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ولم يتمكنوا من المغادرة رغم أن المسافة التي تفصل بينهم وبين العودة إلى أوطانهم عبر معبر رفح الحدودي لا تتجاوز عدة كيلومترات.

وتعاني مصر حالها حال عشرات الدول حول العالم من أزمة محاصرة مواطنيها في العديد من مدن قطاع غزة مع استمرار الغارات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة كافة منذ بدء ما يسمى بعملية "السيوف الحديدية"، في أعقاب عملية طوفان الأقصى.

وبدأت السلطات المصرية بالتنسيق مع سلطات الاحتلال في إعداد قوائم المغادرة من قطاع غزة المحاصر والتي ضمت أسماء مصريين وأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة من الفلسطينيين مقابل خروج مصابين ودخول بعض المساعدات الإنسانية التي تتكدس بالمئات على الجانب المصري من معبر رفح.

وأعرب ذوو المصريين العالقين في قطاع غزة عن استغرابهم من استمرار تواجد أسرهم هناك رغم مرور قرابة 6 أسابيع على اندلاع الحرب، دون أن تساعد السلطات المصرية في توفير ممر آمن لهم وخروجهم بما يتناسب مع أعدادهم الكبيرة.

ومنذ الأيام الأولى من الحرب ناشدت عائلات مصرية عالقة في غزة سلطات بلادها لتسهيل عودتهم إلى وطنهم، واستنكر ناشطون عدم تطرق المسؤولين لأوضاع الجالية المصرية في غزة في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

وحتى هذه اللحظة لم تصدر السلطات المصرية أي بيان حول أعداد المصريين الذين يرغبون في مغادرة قطاع غزة، أو الذين غادروا بالفعل، وبحسب مواقع إعلامية مصرية محلية، فإن عدد الجالية المصرية في غزة يقدر بنحو 40 ألف شخص.

غضب بين ذوي المصريين العالقين
يقول المحامي المصري عبد الرحمن محمد لـ"عربي21": "زوجتي وأبنائي الاثنين عدي 4 سنوات ومريم سنة ونصف لهم شهادات ميلاد مصرية وجوازات سفر مصرية وزوجتي فلسطينية وبصدد الحصول على الجنسية، علقوا في غزة التي زاروها يوم 3 سبتمبر الماضي وكان مقرر رجعوهم إلى مصر طبقا لكشوفات المسافرين يوم 10/10 وبسبب غلق المعبر لم يتمكنوا من الرجوع لبلدهم، وقد انقطع الاتصال بهم منذ نحو أسبوعين بسبب عدم وجود كهرباء أو شبكات اتصال أو إنترنت، وقد أصيب ابني خلال قصف المنزل الذي كانوا ينزلون به".

مضيفا لـ"عربي21": "علمت بعد ذلك أنه لابد من تسجيل أسمائهم في السفارة المصرية في رام الله والسفارة لا ترد على أحد نهائيا بأي شكل، خصصت رقم واتس فقط لإرسال البيانات ولا يرد عليك أحد و إفادتك إذا كان تم تسجيلهم أم لا، وسجلتهم أيضا في الجالية المصرية فة فلسطين، وسجلتهم أيضا في الخارجية المصرية وأيضا في وزارة الهجرة المصرية، وتقدمت بشكوى على منظومة الشكاوي الموحدة لرئاسة مجلس الوزراء المصري وتم الرد على الشكوى من الخارجية المصرية أنهم يحاولون إخراج المصريين من هناك تباعا".

وأعرب عن استنكاره من تمكين خروج الأجانب على حساب المصريين "ما يشعرنا بالحسرة أن عدد كبير جدا من الأجانب يخرجون يوميا من المعبر في المقابل لا يخرج من المصريين سوى 100 شخص كل يومين، ولا نعلم من المسؤول حتى الآن عن إعداد كشوفات المسافرين المصريين، ولا توجد أي جهة رسمية نهائيا حتى الآن خرجت تطمئن العالقين المصريين هناك أو محاولة إخراجهم كما حدث في أوكرانيا والسودان"، مشيرا إلى أن "أعداد المصريين في قطاع غزة يتراوح ما بين 35 ألف إلى 50 ألف مصري حاصلين على الجنسية المصرية أو متزوجين من مصريين".

كان الأولى، بحسب محمد، بالحكومة المصرية أن تسمح بدخول المصريين ممن هو ثابت أنه مصري هو وزوجته وأولاده دون الحاجة إلى الرجوع إلى السفارة المصرية في رام الله حيث أن التواصل مع السفارة في غاية الصعوبة في ظل عدم وجود اتصالات وإنترنت في القطاع، فمن غير المعقول إطلاقا أن يكون بينك وبين بلدك بوابة واحدة ولا يسمح لك بالرجوع إليها وخصوصا وأنه لا توجد أي دولة في العالم يقوم مواطنها بتقديم طلب للحصول على تصريح للرجوع إلى وطنه وحاليا يسمح بدخول الجوازات الأجنبية بأعداد كبيرة".

ووصف المحامي المصري الموقف بأنه "غير في غاية الغموض، حتى الآن لا يوجد أي مسؤول في المعبر أو السفارة أو في أي جهة رسمية مصرية يقول لنا متى يسمح بدخول المصريين إلى وطنهم، أشعر بالذعر على حياة أسرتي، أولادي وزوجتي يعيشون الآن في مدرسة للنازحين في منطقة الصفطاوي في الشمال بغزة يعيشون ظروف في غاية الصعوبة يشربون ماء البحر ولا يوجد خبز نهائيا لديهم ومعظم المحلات فرغت من البضائع وعندما تم قصف منزلهم نجاهم الله وخرجوا بدون أي ملابس غير التي عليهم ولا يوجد لديهم أي أغطية".
‌‌
دعوات لمغادرة المصريين دون كشوفات
أسامة عاطف محمد محمد عبد القادر لبد، محاسب مصري، 34 سنة، هو ووالده وشقيقه وزوجته وجدته لوالده وأعمامه وعماته، موجودون على الجانب الفلسطيني، واكتسبوا الجنسية من خلال جدتهم المصرية ويتنقلون بين مصر وقطاع غزة، فقد زوجته بعد قصف منزل بجوار منزلها في دير البلح وسط القطاع ودخلت في غيبوبة ثم توفت لاحقا ولم يمر على زواجنا شهرين فقط.

واستهجن لبد في تصريحات لـ"عربي21" بقائهم دون تدخل من قبل المسؤولين في مصر، في كل الحروب السابقة على غزة كانت الأولوية للمصريين ويسمح للمصريين بالعبور طالما معهم أي مستند يثبت أنهم مصريين ولكن فى هذه المرة هناك تعنت شديد من قبل إدارة المعبر، هذه حرب إبادة بمعنى الكلمة تحدث لنا على مرأى ومسمع من الجميع ولا نجد يد تمتد لنا".

وأضاف: "نحن نعاني من عدم توافر الغذاء والطعام والأدوية والوقود، ونشعل الحطب والأشجار والكراتين لكي نعد الطعام إن وجد ونشرب المياه المالحة لعدم توفر المياه، و تستضيفنا أسرة في الجنوب، بينما أهلنا في الشمال غير قادرين على المغادرة نتيجة القصف المستمر وصعوبة الطريق البالغ طوله حوالي 25 كيلومتر لعدم توافر السيارات والشاحنات لأنها تقصف وكبار السن والأطفال والمرضى لا يستطيعون السير كل هذه المسافة للجنوب، لقد نجونا من الموت أثناء قصف شاحنات الركاب التي كانت متجهة للجنوب بفارق دقائق".

وناشد لبد السلطات المصرية "الاهتمام بالجالية المصرية في قطاع غزة، ودعوتهم لمغادرة القطاع عبر المعبر دون انتظار قوائم لا نعلم عنها شيئا فنحن مصريون ولنا الحق في العبور إلى بلادنا والقوائم التي تخرج يوميا تتضمن 100 أو 120 اسما فقط، وإذا انقطع الإنترنت يوم الخميس لا نعرف هل نزلت أسماؤنا في الكشوفات أم لا لأنه يتم نشرها على الصفحة على الفيس بوك".
‌‌
مناشدات عبر "عربي21" للتدخل السريع
كما ناشدت بعض الأسر المصرية من خلال "عربي 21" سلطات بلادها بالتدخل العاجل والتحرك الفوري لإنقاذهم، من بينها المواطنة فدوى اللولو حيث أن ابن أخيها عالق في قطاع غزة ويحمل الجنسية المصرية ولديه إقامة في ألمانيا، ومهدد بفقد عمله.

سماح سيد مواطنة أخرى، روت لـ"عربي21" أزمة علوق والدتها المسنة في قطاع غزة، وكانت في زيارة إلى قطاع غزة لإنهاء بعض الأوراق الخاصة بوالدها المتوفي، مشيرة إلى أن والدتها البالغة من العمر 72 عاما هي مريضة ضغط وكبد.

اظهار ألبوم




وأوضحت أن والدتها ختمت الجواز ختم مغادرة يوم 10/10 الماضي ولكن أثناء عودتها وهي تستقل الحافلة باتجاه الجانب المصري قام طيران الاحتلال الإسرائيلي بقصف المعبر للمرة الأولى وفقدت كل حقائبها وأمتعتها، وهي حالياً تقيم في مدارس الأونروا.

وأكدت أنها سجلت مثل في كل الأماكن وزارة الهجرة، وزارة الخارجية و صفحة الجالية المصرية في غزة، وسفارة مصر في رام الله، إلى جانب إرسال أكتر من 10 إيميلات، ولكن دون جدوى محذرة من أن والدتها إن لم تمت من القصف سوف تموت من الإهمال وانعدام الدواء والرعب.

وترتبط آلاف الأسر بين مصر وفلسطين بعلاقات نسب وصهر قديمة وقوية، كما لم تصدر السلطات أي بيانات تفصيلية بأعداد العابرين إليها من الرعايا الأجانب والمصريين منذ بدء إجلائهم من القطاع مطلع الشهر الجاري.
التعليقات (0)