صحافة إسرائيلية

ترقب إسرائيلي للتوتر المتصاعد بين أذربيجان وإيران

افتتاح السفارة الأذرية في تل أبيب أمر خطير من وجهة نظر طهران
افتتاح السفارة الأذرية في تل أبيب أمر خطير من وجهة نظر طهران
تحدثت الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية عن تجدد تبادل إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ في الأيام الأخيرة، الأمر الذي يكشف عن أدوار محتملة لهذا الصراع الناشئ، خاصة من قبل روسيا والصين، وبالطبع إسرائيل الموجودة في قلب الصورة.

مع العلم أن اليومين الماضيين شهدا حدوث تبادل إطلاق النار مرة أخرى بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في منطقة ناغورنو كاراباخ، السبب غير واضح، فالأرمن يزعمون أنهم يبنون موقعا عسكريا على الحدود الجديدة التي تم تحديدها بين الدولتين بعد الحرب الأخيرة، فيما يزعم الأذريون أن الغرض هو قطع استمرارية سيطرتهم على طول الحدود.

أمير بار شالوم، المراسل العسكري لموقع "زمن اسرائيل"، أكد أن "وراء الحادثة توتر كبير بين خصمين قويين، توجد إسرائيل على تماس مباشر معهما، لا سيما وأن أذربيجان تتابع بقلق تقارب إيران وأرمينيا، وقد شهد هذا التعاون تزايدا في الأشهر الأخيرة، حيث أرسلت إيران مستشارين عسكريين لأرمينيا، ولعل مبادرة إنشاء المركز على الحدود الجديدة مصدرها إيران بهدف تحدي الأذريين، وفي باكو يفهمون قواعد اللعبة الإقليمية جيدا، ويشعرون أيضا بما تعيشه تل أبيب من قلق من ثقة إيران المتزايدة بنفسها التي تؤثر على المنطقة بأكملها".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التقدير الإسرائيلي السائد يشير إلى شعور إيران أنها فقدت السيطرة على جنوب القوقاز، ولذلك فقد أدى الانتصار الأذربيجاني في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية لنشوء واقع جديد في المنطقة قد يترك إيران معزولة عن الشمال، مع العلم أن فقدان الحدود البرية مع أرمينيا سيحرم الحرس الثوري طريقا لتهريب الأسلحة، ولذلك فإن ما تحاول إيران فعله الآن، وفق القراءة الإسرائيلية، هو إعادة تصميم قواعد اللعبة للحدّ من الضرر اللاحق بها، تماما كما تحاول أن تفعله ضد إسرائيل في لبنان وسوريا".

وكشف أن "وزير الدفاع الأرميني أرمان غريغوريان وصل إلى طهران للقاء نظيره علي شمخاني، وناقشا خطة الرئيس الأذري إلهام عالييف لبناء ممر زنغزور الذي سيربط بلاده مع جيب ناختشيفان، وهو جزء من اتفاق ما بعد الحرب، وكان من المخطط أن يمر الممر جزئيّا عبر أراضي أرمينيا، وفيما عرضت أذربيجان على الأخيرة إنشاء نقاط حدودية وتفتيش على طولها، لكنها رفضت هذا العرض، مع العلم أنه بالنسبة للأذريين، يعتبر هذا الممر استراتيجيا؛ لأنه يجنّب الحاجة لاستخدام طريق الوصول الحالي إلى ناختشفان، الذي يمرّ عبر إيران".

وأشار إلى أن "الدور الإسرائيلي لا يبدو خافيا في ممارسة مزيد من روافع الضغط على إيران بإقناع باكو بتخسير طهران فتح المعبر الأذري، مما سيعزلهم عن إمكانية الاتصال بريًا بروسيا، وفي حالة العلاقات بين موسكو وطهران، فإن تهديد الأذريين له أهمية كبيرة، بما يمكنهم إعادة تشكيل طرق التجارة المستقبلية، ولهذا يبحث الأذريون عن جبهة معاكسة للواجهة التي تبرز أمامهم مع إيران وروسيا والصين".

إظهار أخبار متعلقة


وأكد أنه "إذا كانت تركيا هي الشريك الطبيعي الأول لأذربيجان، وقد وقعتا اتفاقية دفاعية، فإن الشريك الآخر هو باكستان، أما إسرائيل فهي الشريك الخفي، وعلى عكس التدريبات العسكرية التي تجريها أذربيجان مع الأتراك والباكستانيين، فإن العلاقة تختلف مع إسرائيل من حيث التقنيات والاستشارات وتوريد الأسلحة، كما يحتاج الأذربيجانيون إليها كعامل ربط في واشنطن، خاصة في ظل اللوبي الأرمني فيها، حيث يعمل عدد من أعضاء الكونغرس من أصل أرمني، من كلا الحزبين، على منع المساعدات الأمريكية، أو التقارب مع أذربيجان".

الخلاصة الإسرائيلية، أن افتتاح السفارة الأذرية في تل أبيب شكل وضعا كلاسيكيا "مربحا ومريحا" للجانبين، لأن باكو تريد تسخير تل أبيب قدر الإمكان، وبقدر ما يتعلق الأمر بالأخيرة، فإن الأذريين لديهم رصيد مهم، وهو حدود طويلة مع إيران، التي تزعم باستمرار أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل انطلاقا من أراضي أذربيجان، لكن تل أبيب وباكو لا تردان على ذلك.

في النهاية، فإن افتتاح السفارة الأذرية في تل أبيب أمر خطير من وجهة نظر طهران، باعتباره استمرارا مباشرا لاتفاقات التطبيع، التي تستكمل حلقة الدول التي تغلق الخناق على إيران.
التعليقات (0)