صحافة إسرائيلية

مؤشرات متزايدة على نشوء تحالف إسرائيلي أذري ضد إيران.. ما دلالته؟

تطورت العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل بشكل كبير خلال الفترة الماضية- تويتر
تطورت العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل بشكل كبير خلال الفترة الماضية- تويتر
فيما يتواصل التوتر الإيراني الإسرائيلي، فإن الاحتلال لا يتردد بالاستعانة بما لديه من علاقات دبلوماسية وتعاون أمني وتنسيق عسكري لزيادة ضغطه على إيران، ولذلك وصل وزير الخارجية الأذربيجاني إلى تل أبيب، وافتتح أول سفارة لها.

فيما زعم وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين أن هذه الخطوة تأتي لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران، ما تسبب في غضبها، واعتبرته جزءًا من مؤامرة، لتحويل الأراضي الأذرية إلى تهديد أمني لها.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه "بالتزامن مع الدفء التاريخي في العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، فقد اندلعت مواجهة دبلوماسية حادة بين الأخيرة وإيران، وهما الدولتان الشيعيتان، حيث طالبت الأخيرة بتوضيحات من جارتها الشمالية، حذرتها من أنها لن تظل غير مبالية بما تصفه بـ"الجبهة الموحدة لإسرائيل وأذربيجان ضد إيران".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في الأسبوع الماضي، ولأول مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان في 1991، فقد وصل وزير خارجيتها جيهان بايرموف إلى تل أبيب، وافتتح أول سفارة لها فيها، عقب وصول سفيرها مختار محمد أوغلو، وتقديم خطاب اعتماده للرئيس يتسحاق هرتسوغ، مع العلم أنه في ديسمبر 1991، كانت إسرائيل واحدة من أوائل الدول في العالم التي اعترفت باستقلال أذربيجان، وافتتحت سفارة فيها عام 1993، فيما لم يكن لأذربيجان تمثيل دبلوماسي رسمي في إسرائيل طوال تلك السنوات".

وأشار إلى أن "بايرموف اجتمع مع هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الحرب يوآف غالانت والخارجية إيلي كوهين، الذي زعم أن افتتاح السفارة الأذرية دليل آخر على تعزيز العلاقات بيننا، مع العلم أن أذربيجان دولة مسلمة، وموقعها الاستراتيجي يجعل علاقاتنا ذات أهمية كبيرة وعظيمة، وقد اتفقت مع بايرموف على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران، وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والطاقة والابتكار، مؤكدا أننا بحاجة للعمل معًا لمنع إيران من الحصول على القدرات النووية".

وأوضح أن "الطريقة للقيام بذلك هي استخدام الأدوات السياسية والاقتصادية، وفي نفس الوقت إنشاء تهديد عسكري موثوق به"، حيث يعتزم كوهين السفر إلى باكو الشهر المقبل على رأس وفد من رجال الأعمال، ومن هناك يتوقع أن يطير إلى عاصمة تركمانستان عشق أباد لافتتاح المبنى الدائم للسفارة الإسرائيلية في مدينة تبعد 21 كيلومترا فقط عن إيران، التي صدمت من تصريحات كوهين بشأن "تشكيل جبهة موحدة" مع باكو ضدها، وأعلنت أنها لن تبقى غير مبالية بهذه المؤامرة".

ونقل عن الناطق باسم وزارة الخارجية في طهران ناصر كناني، أن هذه الأمور تظهر "نوايا إسرائيل الشريرة" لتحويل أراضي أذربيجان إلى مصدر لتهديد أمنها القومي، ما يحمل تأكيدا ضمنيا للتوجه المعادي لها من خلال التعاون بينهما. وقد طلبت إيران تفسيرات من الأخيرة، كاشفا أنها أحبطت دائما محاولات سيئة لإحداث شقاق بين الشعبين الإيراني والأذري، اللذين تربطهما علاقات تاريخية ودينية لا تنفصم".

فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذرية إيهان حجازاده، إنه "في الآونة الأخيرة تسمع المزيد والمزيد من التهديدات من إيران ضد بلدنا، والاستفزازات تتم ضدنا، وآخرها التدريبات التي أجراها الإيرانيون على طول الحدود، وإنشاء وتوزيع مقاطع فيديو معادية للأذريين، والهجوم على سفارة بلادنا في طهران، باعتبارها خطوات أخرى نحو جلب أذربيجان لإحداث أزمة في العلاقات الثنائية، خاصة محاولة اغتيال عضو البرلمان الأذري في باكو، المعروف بانتقاده المستمر لسياسات إيران، وتدخلها في شؤون بلاده".

اظهار أخبار متعلقة


وأكد أن "الأوساط الإسرائيلية نقلت عن تقديرات في أذربيجان أن محاولة الاغتيال نفذتها مليشيات موالية لإيران، حين قام مواطن إيراني باقتحام السفارة الأذربيجانية في طهران، ثم قررت أذربيجان إخلاء سفارتها، وإعادة السفير إلى باكو. واتهم الأذريون الطائرات الإيرانية باختراق أراضيهم، حيث إنهما تشتركان في حدود مشتركة بطول 765 كم، وتعتبر إيران موطنا للملايين من أصول أذربيجانية".

وتراقب المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التوترات المتصاعدة بين إيران وأذربيجان، لأن لها تأثيرا مباشرا على إسرائيل، حيث تجري إيران في الأيام الأخيرة تدريبات عسكرية مكثفة على حدودها الطويلة مع أذربيجان، ما يزيد من حدة التوتر بينهما، في الوقت الذي أعربت فيه إيران، عن "مخاوف جدية" حيال "التواجد" الإسرائيلي في القوقاز، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين إيران وأذربيجان.

يشكل هذا، وفقا لذات القراءة الإسرائيلية، مصدر قلق كبيرا لطهران، خشية أن تستجمع الأقلية الأذرية، وتسعى لإعادة الاتصال بأذربيجان، أو تطالب بالاستقلال، لأن بدايات هذا التحرك شوهدت خلال الحرب الأخيرة في إقليم ناغورنور قره باغ، حين خرجت مظاهرات ترفع عناوين في المدن ذات الأغلبية الأذرية، صحيح أن دولة الاحتلال تحافظ على مسافة آمنة، لكنها بالتأكيد تتابع التحركات الإيرانية.

والواقع القائم يشير إلى التعاون بين إسرائيل وأذربيجان، وسفارة الاحتلال في باكو على دراية جيدة بما يحدث في طهران.
التعليقات (0)