سياسة عربية

الحكومة اللبنانية تدخل نفقا مظلما بعد سجالات عون والحريري

أبواب الداخل صُدّت أمام الحلول نتيجة سقوف الشروط ‏والمواقف العالية والسجالات الحادة- فيسبوك
أبواب الداخل صُدّت أمام الحلول نتيجة سقوف الشروط ‏والمواقف العالية والسجالات الحادة- فيسبوك

تحدثت الصحف اللبنانية، الثلاثاء، عن أن ملف الحكومة اللبنانية العتيدة لن يرى النور قريبا، وأنه دخل في نفق مظلم، بعد خطاب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي وصفه بخطاب المصارحة والمكاشفة، والرد "العنيف" عليه من قبل الرئاسة اللبنانية.

ترى صحيفة الجمهورية أن عون والحريري دخلا من جديد في ‏فترة طويلة من انقطاع التواصل بينهما، وأقفلا خلفهما كل الأبواب ‏المؤدية إلى إمكان تفاهمهما الآن أو في المديين المتوسط والبعيد، ‏على حكومة توافقية ومتوازنة.‏

وتنقل الصحيفة عن مرجع سياسي لم تذكر اسمه قوله إنّه مع ثبات عون والحريري على ‏موقفيهما، "‏فبالتأكيد لن يُكتب لحكومة أن تولد بالتوافق بينهما، وبالتالي فإنّ ‏حكومة تصريف الأعمال ستبقى تمارس مهامها من الآن وحتى آخر ‏يوم في ولاية الرئيس ميشال عون".

صحيفة الديار من جانبها تقول إن "حدة الاشتباك السياسي ارتفعت في ‏الساعات القليلة الماضية"، "حيث أشعل الحريري فتيل المواجهة المفتوحة مع عون وفريقه ‏السياسي"، مشيرة إلى أن "حربا كلامية اندلعت ‏دون سقوف بين فريقين يصران على حرق مراكب العودة، حيث يتوعد الطرفان بنشر المزيد من ‏‏"الغسيل القذر" خلال الأيام المقبلة". ‏‏

صحيفة اللواء قالت إن "أبواب الداخل صُدّت أمام الحلول نتيجة سقوف الشروط ‏والمواقف العالية والسجالات الحادة بين تيار المستقبل والمستشار الرئاسي سليم جريصاتي".

الحريري لن يعتذر

 

فقد أكد النائب والقيادي في تيار المستقبل محمد الحجار أن "الحريري ليس لديه قرار بالتصعيد، إنما كان يجب مصارحة اللبنانيين بشكل مباشر بالوقائع بعد الاتهامات والافتراءات والاختراقات وحتى الخرافات من قبل فريق باسيل و"التيار الوطني الحر". مضيفا أن "الحريري مصمم على تشكيل الحكومة".

 
ورغم الأجواء المشحونة جدا، فقد رشحت أنباء أن الحريري مصر على إكمال مشوار تشكيل الحكومة ولن يتراجع.

وترى صحيفة الأخبار أن الحريري أظهر أنه ليس مستعداً للاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. وترى أن هذا الاعتذار كان ولا يزال يشكل مقصد رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

وتضيف الصحيفة أن الحريري "يلعب على عامل الوقت، لأن مرور أشهر من دون حكومة يعني أن العهد وباسيل يراكمان خسائرهما، في ظل ارتفاع مستوى الانهيار الداخلي، ما يسهم في الضغط عليهما للقبول بما هو معروض".

وكان الحريري قد وجه انتقادات حادة لمن يعتبرهم أنهم يمنعون تشكيل الحكومة، قائلا إن "من يمنع تشكيل الحكومة يمنع إطلاق الإصلاحات، ويؤخر وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، ويطيل معاناة اللبنانيين والمآسي التي يعيشونها".

تلك التصريحات ووجهت بهجوم حاد من قبل فريق عون، واتهموا الحريري بمحاولة "فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق".

الهجوم على الحريري دعا تيار المستقبل للتضامن الحريري واستنكر في بيان، الثلاثاء، "ما صدر من ردود فعل على الخطاب خلت من أي مضامين سياسية وضجت بنعرات طائفية لا قيمة لها، ولا تستحق التوقف عندها أو الرد، أمام ما تضمنه الخطاب من حقائق ووقائع سياسية كشفت المعرقلين ووضعت حداً للتضليل الإعلامي".

في هذه الأثناء قال رئيس "حزب الكتائب" سامي الجميل إن "لبنان على حافة انفجار أكبر، الانهيار حصل والانفجار آتٍ في أي لحظة".

تصريحات الجميل تكتسب أهميتها كونها جاءت بعد لقائه السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا، وقد قال فيها إنه "من الضروري أن يكون هناك حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ البلد".


التعليقات (1)
محمد ماضي
الثلاثاء، 16-02-2021 02:01 م
يبدو أن اللبنانيين لم يدركون حتى هذه اللحظة أن الحرب الأهلية في لبنان و قد بدأت فعليا عام 1956 و لم تهدأ إلى الآن هي حرب دولية و إقليمية تداخل فيها مصالح الغرب و الشرق. قيام حكومة في لبنان ليست عصا سحرية تمحى بها أزمات لبنان على كافة المستويات. الخلاف بين قصر بعيدا و بيت الوسط هو شد حبال في أزمة خريطة شرق أوسط جديد بدأت ملامحها تلوح بعد ان أصبحت الخارطة التي رسمتها إتفاقية سايكس بيكو غير صالحة في زمن ثورة المعلوماتية و العولمة. النظام السياسي الحالي في لبنان هو بمثابة دعوة مفتوحة لكل دولة إقليمية و دولية بالتدخل السافر في شؤون البلد الداخلية و بالتالي لا يمكن أن يكون لبنان في منأى عن مشاكل الشرق الاوسط و لا يمكن لأية دولة إيجاد حل جذري لمشكلة لبنان هذا البلد ذات التركيبة السياسية المنتهية صلاحيتها منذ عام 1945. كان لا بد من إعادة هيكلة النظام السياسي كي يتماهى مع إتفاقية بريتون وودز و أن يعطى لبنان هوية وطنية و هي الفينيقية و بذلك يكون البلد في منعزل عن محيطه العربي و لا يمكن لأحد أن يستغل الطائفية المقيتة في أية تركيبة حكومية و بذلك يكون من الممكن أن يكون لبنان بلد عضو في الدول الفرانكفونية و بعيدا عن أية صراع عربي و إسرائيلي. أي أن لبنان الذي حمل ذات يوم لقب سويسرا الشرق كان من الممكن أن يكون في حياد تام من الصراع العربي الإسرائيلى الذي جلب الويلات على وطن صغير أنشأه الجنرال الفرنسي هنري غورو في أيلول سنة 1920 و كان بمثابة كيان مصطنع و مستعمرة فرنسية. رحلت فرنسا و جيشها عن لبنان و خيمت ملامح الجمهوريه اللبنانية سنة 1943 على لبنان البلد الذي سيصبح فيما بعد، محطة صراع دولية و حاضنة حروب أقليمية عديدة تارة تحت شعار العروبة و أخرى تحت شعار فلسطين و ليس آخرها شعار المقاومة و الممانعة و كل هذه التهريجات التي كان من الممكن لها أن لا تكون لولا أن اللبنانيين هم في ما بينهم إنقسامات عديدة ظاهرها الإنعزال و التصهين ضد العروبة و المسيحية في خطر أمام معسكر الإسلام بينما تكمن حقيقة الصراع في أن السياسيين و النخبة الحاكمة هم مجرد عملاء للقوى الخارجية التي تجيد إستخدام الإيديولوجيات الكاذبة و الإنقسام الطائفي البغيض كوقود للنار التي أكلت الأخضر و اليابس في لبنان. تشكيل الحكومة لا يجدي مع الوضع الإقتصادي المزري الذي قضى على أية إحتمال لأية نهضة إقتصادية و الحل يكون في أن يعي الشعب اللبناني بكافة أطرافه أن طريق الديمقراطية هي أولا في وحدة وطنية شاملة ذات هوية فينيقية بعيدا عن أية إنتماء عربي و حياد تام من دولة إسرائيل و الدول العربيّة. أي أن لبنان هو في موقع الحياد تماما مثل دولة سويسرا أبان الحرب العالميه الثانيه. ان تلغى الطائفية السياسية و تستبدل بشراكة سياسية عادلة يكون فيها الحق لكافة الطوائف اللبنانية بالمشاركة في صنع قرارات الوطن السياسية. الحل ممكن و لكن، في مطابخ السياسة الأميركية و الروسية لأن إيران و السعوديه هم مجرد دمى في أيدي صانعي الدمى العالمية.