هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إنّ الإصلاحات السّياسيّة والاقتصاديّة الّتي قام بها ديڤول بصفة انفراديّة وبصفة نظريّة فقط كانت مصحوبة بمجهود عسكريّ ضخم تَمَثَّل في مضاعفة مطاردة وحدات جيش التّحرير الوطنيّ، وفي مخطّط شال الّذي وافق عليه ديغول المتعلّق بالاستراتيجيّة العسكريّة لفرنسا؛ وتطبيق مخطّط شال بدأ في فبراير - مارس 1959 وتواصل بعد ذهاب الجنرال شال في مارس 1960.
مارس الجيش الفرنسي أسلوب تجويع الثوار، وإرغامهم على الاستسلام أو الموت جوعا، وتهجير السكان من قراهم، ومشاتيهم في الأرياف والسهول والجبال وحشدهم في مراكز خاصة أعدت خصيصا لهذا الغرض، وأحيطت بالأسلاك الشائكة، ومراكز المراقبة والحراسة الشديدة ليلا ونهارا.
لقد عايشت تلك الثورة الجهادية كابن شهيد ومجاهد في صفوف جيش تحريرها حتى توقيف القتال وتقرير المصير والاستقلال وكنت شاهدا على كثير من مجرياتها المفرحة والمقرحة بورودها وأشواكها؛ بأفراحها بانتصاراتها وأقراحها بالإحباطات والتقلبات والخيانات التي اعترضت مسيرتها الطويلة إلى النصر المبين!
لقد عايشت تلك الثورة الجهادية كابن شهيد ومجاهد في صفوف جيش تحريرها حتى توقيف القتال وتقرير المصير والاستقلال وكنت شاهدا على كثير من مجرياتها المفرحة والمقرحة بورودها وأشواكها؛ بأفراحها بانتصاراتها وأقراحها بالإحباطات والتقلبات والخيانات التي اعترضت مسيرتها الطولية إلى النصر المبين!
مما يؤكد أننا في الحقيقة ما نزال نمثل عدو فرنسا الأول، وأن الجزائر تأتي في مقدمة هذه الأمم والشعوب التي لها تاريخ معاصر يحسدها عليه جل شعوب العالم، لأنه تاريخ صنعته بالبطولات النادرة والكفاح المرير، والنجاح في اجتياز الامتحانات الصعبة التي لا تتأتى إلا لأولى العزم من الشعوب الحية المجاهدة..
إذا كان الزمان غير الزمان، فالإنسان هو الإنسان وفريضة الدفاع عن النفس والأرض والعرض لا تسقط عنه إلى يوم الدين.. بدءا من معركة بدر وأحد والأحزاب والقدس وحطين في الأولين، إلى الأوراس وكابول وغزة العزة في الآخرين.. ولن يتوقف جهاد الدفع مادام قانون الوحوش المسلحة بحق الفيتو الظالم هو المنطق المطبق تحديدا على المسلمين.
كان تغيير السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1987 في تونس الذي قام به الوزير الأوّل زين العابدين بن علي بانقلابه على بورقيبة، مثلَ تغيير مدرّب كرة قدم لفريق كلّ المؤشّرات تشير إلى قرب انهياره. فقد تأجّل سقوط بورقيبة مرّتين قبل هذا على الأقلّ..
كان سياق الثمانينيات في الحقيقة هو سياق مواجهة حركة الاتجاه الإسلامي لمصيرها. تدير أزمات متلاحقة من قضايا الشرعية فالفراغ النظري إلى نزيف الانكشافات المتتالية. كان آخرها في كانون ثاني/ يناير 1983 حيث انكشف للسلطة المرتبكة زمنئذ بين قضية خلافة بورقيبة والرعب الذي جرّته أحداث قفصة..
الفرضية الأساسية التي سنحاول تأكيدها من خلال هذا التمرين هي أن حزب العدالة والتنمية نجح في ضخ جرعات أخلاقية في الحياة السياسية مع الاهتمام ببعض الإصلاحات الاقتصادية الظرفية وفشل في الإصلاح السياسي والمؤسساتي الذي يعني في النهاية إصلاح مؤسسات الدولة..
عالم اليوم هو عالم التوحد، لا التفرق. توحد لا يعني مطلقا ذوبان كل مكون في الآخر، أو تنازل كل مكون عن مبادئه وأفكاره؛ وإنما التوافق على ما يخدم صالح الوطن، والبعد عن كل ما يوهن قواه ويهدد وجوده مستقبله.
في هذه الحلقة، نستعرض التيار القومي منذ ثورة 1952 وحتى الآن، وكيف تغيرت الممارسات السياسية والتجريف الذي حدث في الشخصية المصرية، الذي كان له أبلغ الأثر على التيار القومي، بنسبب ارتبطت بمدى الحرية المسموح بها في نظم الحكم، التي توالت على مصر وحتى الآن، ودرجة الاستبداد والقهر التي تميزت بها كل مرحلة.
يبدو أنّه كلّما غُصنا أكثر في مسألة "الإسلام السياسي" في تونس تراكمت الأسئلة من حيث اعتقدنا أننا نجيب على بعضها. فتشكّلُ هذه الظاهرة في الفضاء العربي الإسلامي وتحديدا في منتصف القرن الماضي ما يعتبره البعض حركة مضادّة للتاريخ وانتكاسا عن التقدّم الإنساني ذي الأفق الحداثي وما بعد الحداثي..
أفاق المصريون بسبب الحملة الفرنسية على واقع مؤلم من التراجع الحضاري، فبرغم استبسال المماليك وعامة المصريين في مواجهة الحملة؛ إلا أن العلوم الحديثة جعلت للفرنسيين الغلبة على الشجاعة والكثرة، مما سرع بعد ذلك من أفكار التحديث والتطوير.
بين حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية، قصة التقاء بين مدرستين سياسيتين مختلفتين بينهما تاريخ من الصراع والتوتر السياسيين، وهو ما يستحق الوقوف عند العوامل التي ساهمت في هذا التقارب الذي تم على إيقاع الرجة السياسية التي أحدثتها احتجاجات 20 فبراير..
الحديث عن التيار القومي في مصر حديث يختزل آمال أمة في النهضة والتحديث والتغيير والتحرير، ويختزل أيضا تاريخ إخفاقاتها وعثراتها، ويروي تاريخ التآمر على ماضيها وحاضرها ومستقبلها. حديث يكشف عن حقيقة تاريخية مرة..
كانت البدايات دعويّة "تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر" وتحاول تعمير المساجد التي شهدت قفرا وهجرا وشهد معها النّاس فراغا روحيا، ممّا لا يشكّل من هذه الجماعة خطرا على المجتمع أو السلطة. بل يبدو أنّها وجدت نوعا من التواطؤ الموضوعي عندما كانت السلطة تواجه التنظيم اليساري الستاليني..