الأطراف التي تداعت إلى ثلاث قمم متتالية (شرم الشيخ- العقبة- النقب) لا تخفي مخاوفها من تداعيات حرب أوكرانيا، سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية التي بدأت تظهر على الفور، ولكنها -أي تلك الأطراف- سعت للاحتماء ببعضها في مواجهة التحديات الجديدة
يثق السيسي وكل الحكام المستبدين وأنصارهم في المنطقة بأن انتصار بوتين هو انتصار لهم وللقيم التي يحكمون بها، ولذا فهم يتمنون فوزه سرا أو جهرا، ويتفق معهم في هذه القناعات معارضو الاستبداد أيضا، ولذا فهم يتمنون هزيمته جهرا وفورا..
يراهن النظام على عصاه الغليظة (أجهزة الأمن بما فيها القوات المسلحة عند الضرورة) لمواجهة الغضب الشعبي المتصاعد، متناسيا أن نظام مبارك كان يمتلك العصا ذاتها، ولكنها انكسرت بأيدي جموع الشعب يوم 28 كانون الثاني/ يناير 2011، فالشعب قد يصبر ويتحمل لبعض الوقت، لكن لصبره حدود
العالم يدرك كيف نشأ التطرف في السعودية، وكيف أنتج الإرهاب لاحقا الذي دمر برجي التجارة العالمية في نيويورك، وشارك في العديد من الأعمال الإرهابية الأخرى في أماكن مختلفة من العالم..
الحديث عن همجية الغزو الروسي لأوكرانيا لا يعني الانحياز للمعسكر الأمريكي، ولا التعاطف مع النظام الأوكراني الذي سبق له دعم الغزو الأمريكي للعراق، كما أنه يواصل دعمه للإجرام الصهيوني في فلسطين
رغم تلك المظاهر الاحتفالية البالغة لم ولن تنسى تركيا للإمارات مشاركتها في محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016، ولا ما سبقها ولحقها من مؤامرات على الاقتصاد التركي، وزرع القلاقل الأمنية، ولن تنسى الإمارات مهمتها في زعزعة استقرار الحكم التركي بحسبانه جزءا من المشروع الإسلامي الذي تحاربه
لا يعني أن الجماعة تعيش عصرها الذهبي، بل المؤكد أنها -وخاصة في مصر- تعيش أصعب أيامها بعد زلزال الانقلاب، الذي تسبب في تصدعات داخلية فيها، ولكنها في الوقت نفسه تمتلك رصيدا من الخبرة يمكنها من تجاوزها في نهاية المطاف..
باريس أطلقت تصريحات ضد النظام الحاكم في مالي باعتباره نظاما انقلابيا فاقدا للشرعية، بينما دعمت العديد من الانقلابات الأفريقية الأخرى بما فيها مالي نفسها من قبل، أي أن موقفها من النظام الحالي ليس موقفا مبدئيا من الانقلابات العسكرية ولكنه بهدف الابتزاز السياسي، وهذا ربما أسهم في إيجاد حالة تعاطف شعبي
القفزة الكبيرة في الوعي عند المصريين هي من ثمار تلك الثورة، وهذا الوعي يتطور للأمام وليس إلى الخلف، وهو أكثر ما يخيف المستبدين، ذلك أن الظلم في ذاته لا يولد انفجارا، ولكن الشعور - أي الوعي - بالظلم هو الذي يولد الانفجار..
معركة التصفيات التي يقودها السيسي ضد رجال الأعمال ونفوذهم، سواء المالي أو الإعلامي، ستستمر لبعض الوقت، لكن هل سيظل هؤلاء المليارديرات مكتوفي الأيدي في مواجهته؟
كسب أردوغان إذن هذه الجولة في معركة الليرة، لكن ذلك لا يعني أن خصومه قد رفعوا الراية البيضاء، فالتحركات لا تزال محمومة، والتحالفات تتسع لتضم "هوامير الاقتصاد" إلى جانب "هوامير السياسة" استعدادا لانتخابات صيف 2023
يخلط هؤلاء "الدولجية" بين محاربة الإرهاب ومحاربة قيم وبين مبادئ الإسلام ذاته، ويعتقدون أن الإرهاب كامن في بعض هذه القيم والمبادئ، بل في بعض آيات القرآن..
رغم توقف الحراك في الشارع المصري خشية العصا الأمنية الغليظة، إلا أن النظام المصري يواجه هذه الرياح الديمقراطية الجنوبية والغربية التي لا تستأذن في الدخول..