لم تقتصر التمويلات السعودية على دعم قنوات أو شراء إعلاميين، لكنها أسست فرعا مصريا (قناة إم بي سي مصر)، ظلت تعمل بينما أغلقت السلطات المصرية قناة "الجزيرة مباشر مصر" عقب الانقلاب بحجة أنه لا يجوز لقناة أجنبية أن تحمل اسم مصر..
ليس كل ما يتمناه الرئيس الأمريكي يدركه، فقد فشل ترامب من قبل بتأسيس هذا الحلف رغم صلاته الأوثق بالقادة الخليجيين وحلفائهم المصريين والأردنيين، كما أن القادة العرب يدركون أن بايدن قد لا يتمكن من الترشح أو الفوز بدورة رئاسية جديدة في 2024..
من السهل أن يختلف البعض حول ممارسات سياسية أو اقتصادية للرئيس مرسي، ولكن من الصعب أن يكون من بينها حرية الإعلام التي حماها، وضمِن استقلالها الدستورُ الذي صدر في عهد الرئيس وبتصديقه، وصدقتها الممارسة العملية للرئيس وحكومته..
هذه المقدمات والتطورات تنبئ بأننا أمام حوار محكوم بالفشل، فهو لا يشمل قوى المعارضة الحقيقية ممثلة في جماعة الإخوان وحلفائها، كما أنه يستبعد قطاعات أخرى أقل معارضة، وتعمل من داخل الدولة، ولن يتطرق للقضايا الحساسة
الدعوة التي أطلقها رأس النظام المصري عبد الفتاح السيسي لحوار وطني قبل أكثر من شهر لا تزال تراوح مكانها، تتجاذبها أطراف مؤثرة داخل منظومة الحكم بين داعم أو معرقل لها. وحتى الآن تبدو كفة المعرقلين هي الأقوى، بدليل أنه لم يتم تحديد موعد زمني لبدء جلسات الحوار، كما لم يتم توجيه دعوات لعدد من الأحزاب
الحديث الدائر في مصر وتونس عن جمهورية جديدة هو نكوص واضح عن الديمقراطيات الوليدة التي أنتجتها ثورتان شعبيتان في العام 2011، وقد تواكب هذا الحديث مع انقلاب واضح على الدستور الديمقراطي في كلتا الدولتين، مع اتجاه واضح نحو المزيد من السلطوية والاستبداد..
الزخم الذي صاحب ظهور جمال مبارك هو الذي دفع لتسليط الضوء على ما يتعرض له أسامة مرسي، الذي يعيش ظروفا مغايرة في ظلمات السجن، وهو ما يدعو كل أصحاب الضمائر الحرة للسعي لإنقاذه من محبسه، ومنحه فرصة الحياة الكريمة كنجل لأول رئيس مدني لمصر
أراد النظام المصري تكريس روايته التي ظل يرددها على مدار السنوات الماضية؛ أن خيرت الشاطر كان الحاكم الفعلي لمصر، وليس الرئيس مرسي، في محاولة لتشويه أول رئيس مدني، وإظهاره بمظهر الضعيف، ما يفضي بمفهوم المخالفة إلى إعادة الاعتبار للحكم العسكري القوي الذي لا ينتمي لحزب أو جماعة!!
سلاح التسريبات يصيب دون دماء، وهو لم يقتصر على النظام الذي يمتلك أدوات التنصت والتسجيل الخفي، بل إن المعارضة المصرية نفسها امتلكت وأذاعت من قبل تسريبات ضد السيسي ورجاله..
عقب فض اعتصام رابعة اختفى العديد من المعتصمين وحتى الآن لا تعرف أسرهم عنهم شيئا، وحين حاول والد أحدهم وهو الدكتور إبراهيم متولي إثارة قضية نجله دوليا تم القبض عليه واعتقاله حتى الآن..
ينفق النظام المصري بسخاء كبير على إنتاج مسلسلات تلفزيونية لتسويق روايته الخاصة للأحداث والتي تخالف بشكل فج الرواية الحقيقية التي عاشها الناس واقعا، بل شارك الكثيرون فيها مباشرة، لكن النظام يراهن على قدرة الدراما على تغيير قناعات الناس..
هذه التدفقات المالية الخليجية المفاجئة جاءت بناء على استغاثة مصرية عاجلة، لتتمكن القاهرة من سد الفجوة التمويلية، ولتتمكن من المضي قدما في مفاوضات جديدة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بين 8 و10 مليارات دولار..