ظاهرة "عرين الأسود"، جزء من سياق أوسع آخذ في التكرّس لا التراجع منذ بضع سنوات، وهو غير منبتّ عن الواقع السياسي والاجتماعي في الضفة؛ مع انتهاء المقولة السياسية للسلطة الفلسطينية، دون مبررات شعبية أو قدرات اقتصادية كافية لاستمرارها..
الظاهرة، على حداثة عهدها ومحدودية حجمها، قد اتسمت بنضج لافت، حمت به نفسها من الاستهداف الداخلي، بتجاوزها الحزبية الصرفة، وتحولها إلى صيغة جامعة، تضم عددا من المقاتلين المنحدرين من فصائل مختلف. وهي لم تكتف بذلك على المستوى البنيوي، وهو الأهمّ، بل وإنها على مستوى الخطاب، صاغت نفسها مجموعة للفلسطينيين
أسباب الموقف السلفي من القرضاوي تنافسية، وتنطلق من الاختيارات الجزئية، وإلا فالطرق الاستنباطية غير متباعدة، حتى لو اختلفت آراء ونتائج واهتمام، والنقد الأشعري المذهبي المعاصر للشيخ القرضاوي وتياره، أخذ مسارات مختلفة، وانطلق من دوافع متعددة
يعيش الفلسطينيون ذكرى انتفاضاتهم العظيمة، الانتفاضة الثانية، وهبّة القدس، بل وحتى الانتفاضة الأولى، فقد سُبِقت في تشرين الأول/ أكتوبر بما كان يكسر القفل عن قيد الفلسطينيين لينطلقوا في تلك الانتفاضة العظيمة..
متخذ القرار في حماس، الدافع نحو هذه العلاقة، يدرك العبء النفسي الذي سيحمله لا تجاه أوجاع السوريين فحسب، بل تجاه قواعده الحركية والتنظيمية، والعبء الذي سيحمّلهم إياه، مما يعني أنّ هذه العلاقة ليست نزهة..
ليست القضية في سلوك قد يقع في أجناس البشر كلهم ولا ينحصر في واحد منها، ولكنها في ضَربِ النموذج الذي توهّمه وروج له بعض متصهيني العرب، من كارهي ذاتهم، والمتعلقين هوساً ومرضاً بالعدوّ الأكثر صراحة لهذه الأمّة، والأكثر خطراً عليها..
محاولة الاحتلال هذه جريمة معزّزة، فإنكار الجريمة لا يقل جرماً عن اقترافها الأصلي، بيد أنّ محاولة الإنكار هذه، ووصم الضحية بالجريمة، كانت تخفي في النقاش العام جريمة أخرى، وهي الجريمة الأصلية..
من المرجّح أن القارئ العربي، لولا كلمة فلسطين الظاهرة في طيّات الكلام، لم يكن له أن يتوهّم أنّ هذه المشاريع يُوعَد بها الشعب الفلسطيني من حكومته، لاسيما أنّ العربي، في بلاد تمتعت باستقرار طويل، وبما يفترض أنه استقلال حقيقيّ عن العامل الاستعماري..
يقود هذا السجال إلى مناقشة أوسع للتناقضات الحاصلة في الدائرة نفسها، ما بين المطالبة بالحقوق على أساس إيماني أو أخلاقي، وبين التسليم بالواقعة السياسية القائمة (الدولة الحديثة) التي تقبل في جوهرها تناقض المصالح بين الإخوة ما داموا متفرّقين في وحدات سياسية منفصلة..
يمكنك ألا تحمل سلاحاً، وأن تعتزل النشاط السياسي، وأن تتجنب الانتماء التنظيمي، ولكن لا يمكنك بذلك أن تضمن الخلاص من القهر الإسرائيلي، ولا يمكنك إن فرضتَ ذلك على أبنائك أن تضمن حمايتهم من الموت قتلاً على حاجز إسرائيلي
لا تقول عملية اغتيال الظواهري الشيء الكثير المختلف، فالتجربة الطويلة مع الولايات المتحدة، لا تترك كبير وزن أخلاقي لشفرات صواريخ "هيلفاير" الحادّة ما دام العالم لعبة فيديو أمريكية..
إذا كنّا إزاء انسداد تاريخيّ، فهو خلاصة مسار، ولا مسار يمكن تحميله المسؤولية عن هذا الانسداد إلا مسار التسوية، الذي أخذت تدفع نحوه قيادة منظمة التحرير في النصف الأوّل من سبعينيات القرن الماضي، وتوّجته بتوقيع اتفاقية أوسلو بعد عشرين سنة..
بالنظر إلى العلاقات السعودية المحفوفة بالشك مع إدارة بايدن، فإنه لم يكن للسعودية،أن تمنح هذه الإدارة ورقة العلاقة بـ"إسرائيل" لتعود بها إلى الولايات المتحدة، إذ يمكن ادخار هذه الورقة لأوقات أخرى قد تكون المنفعة فيها أكبر، وما جرى تقديمه من خطوات معلنة محسوب للغاية
ثمّة اشتراك نسبي في تصوّر "إسرائيل" ثابت في الجغرافيا والعالم أيضاً، لا في سياسات المركز الغربي فحسب، ولا تبتعد عن ذلك رؤية الذات أيضاً، وإن تمايزت بين هذه الدول