ملفات وتقارير

بعد اغتيال مسؤولها العسكري ببغداد.. "النجباء" تهدد بضربات "أكثر نوعية"

وأكدت الحركة أنها استهدفت مقرات أمريكية حساسة في العراق وسوريا - إعلام النجباء

في أول تعليق رسمي بعد حادثة الاغتيال، قالت حركة النجباء العراقية، وهي جزء من الحشد الشعبي؛  إن "لغة السلاح" هي الفيصل بينها وبين القوات الأمريكية في العراق، وإن ضرباتهم القادمة ستكون "أكثر نوعية".

وبحسب مصادر مقربة من الحركة، حول ما إذا سيتم الرد بشكل قوي بعد استهداف المسؤول العسكري في الحركة، "أبو تقوى السعيدي" ورفاقه، أجاب عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، حيدر اللامي، بأن "لغة السلاح هي الفيصل بيننا وبين القوات المحتلة".

وتبنت الولايات المتحدة الأمريكية، مسؤولية الهجوم على سيارة قيادي في الحشد الشعبي، شرق العاصمة بغداد، ظهر الخميس.



ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي قوله: "نفذنا ضربة في بغداد ضد قيادي بفصيل عراقي يشتبه بوقوفه وراء هجمات على قواتنا".

يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي، صنّف "النجباء" على لائحة الإرهاب في العام 2017، واتهمتها بتلقّي الدعم من فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني. 

وتعرض مقر للدعم اللوجستي التابع للحشد الشعبي، المنضوي ضمن القوات العراقية، لقصف مجهول، أسفر عن اغتيال القيادي بالحشد أبي تقوى السعيدي واثنين آخرين، إضافة إلى جرح أربعة من مرافقيهم، شرق بغداد.

اتهمت حركة "النجباء" التي يعد "أبا تقوى" مسؤولها العسكري، وهي إحدى الفصائل المسلحة المقربة من إيران، الجانب الأمريكي بتنفيذ "عدوان غاشم"، واستهداف القيادي.

ووفقا للمصادر التي تحدثت لـ"عربي21"، أكد اللامي أن هجماتهم على القواعد الأمريكية مستمرة، حتى وقف العدوان على غزة.

وأوضح أن "قرار المقاومة الإسلامية في العراق مستقل، وينطلق من الواجب الأخلاقي والشرعي والإنساني والقانوني، في ظل وجود محتل داخل العراق، مبينا أن "الأمم المتحدة تتيح لحركات التحرر الوطني الدفاع عن أرضها".



وذكر أن "الحرب الدائرة في غزة هي حرب إبادة جماعية"، مضيفا أنه "من منطلق إسلامي شرعي، لا بد لنا من الوقوف مع الشعب المظلوم في غزة"، وفق ما نقلت المصادر المقربة منه. 

"المسيّرات ستستمر"


وتابع اللامي: "المسيّرات سوف تستمر وكذلك الصواريخ؛ لتدك كل القواعد الأمريكية داخل العراق وخارجه إلى حين وقف العدوان في غزة".

وفي إجابة على احتمالية قدرتهم الذهاب والقتال في غزة، رد قائلا: "لو كان هناك طريق يسمح لنا عن طريق بعض الدول العربية لذهبنا، لكن نحن الآن لسنا بحاجة إلى الذهاب إلى فلسطين المحتلة؛ لأن صواريخنا باتت تدك مواقع الكيان الصهيوني، مثل أم الرشراش وحقل كاريش".

وشدد على أن الوجود الأمريكي داخل العراق "غير شرعي"، لافتا إلى أن عداءهم مع الدول "ساندت الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية".

"استهدفنا مقرات  أمريكية حساسة"


وحول مدى فعالية ضربات المقاومة"، بيّن عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، أنها "حققت إنجازات كبيرة. هناك استهدافات مباشرة مؤذية ومؤلمة للإدارة الأمريكية، وهناك مقرات حساسة في بعض المناطق بالعراق تم استهدافها".

وقالت المصادر؛ إن حيدر اللامي توعد بأن ضرباتهم القادمة "ستكون أكثر نوعية كلما تصاعدت الحرب في غزة، وكلما لم تحترم أمريكا السيادة العراقية"، مؤكدا أن هجماتهم داخل العراق وخارجه، مستمرة.



واعتبر استهداف القوات الأمريكية لعناصر الحشد الشعبي في أكثر من مرة، دليلا صريحا على أنها قوة "احتلال".

فيما يتعلق بمصدر أسلحة "المقاومة العراقية"، قال؛ إنهم جزء من محور المقاومة، و"هناك أسلحة ذاتية تمتلكها المقاومة العراقية، كما يوجد تصنيع محلي"، وفقا لحديثه.

وأشار إلى أن الصاروخ الذي يعترض الطائرة المسيّرة المصنعة محليا على يد "المقاومة العراقية"، يكلف الجانب الأمريكي عشرات أضعاف تكلفة الدرون المحلي، وفق تعبيره.

وكشف أن شهداء "المقاومة العراقية"، تجاوز عددهم الـ 20 شهيدا، منذ بدء إعلان المقاومة والضربات على "القواعد الأمريكية ومواقع الموساد"، في الـ 17 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

"ردع لإعادة الحسابات"


في سياق الأحداث الأخيرة، كان المحلل السياسي العراقي المقرب من رئيس الحكومة، علي البيدر، قد رأى أن الضربة "رسالة أمريكية، مفادها أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء الهجمات التي تتعرض لها قواتها في العراق وسوريا".



وأضاف البيدر لـ"عربي21": سوف تزيد واشنطن من عمليات الاستهداف، وقد تكون الحالية واحدة من سلسلة عمليات قد تنفذ داخل العراق في الفترة المقبلة".

وبيّن أن "الأسلوب الخاص بالردع، ربما جعل الكثير من الأطراف المسلحة في العراق تتراجع عن خطوات الاستهداف وتعيد حساباتها جيدا".

وأكدت الحركة اغتيال السعيدي، بقصف أمريكي "غادر" على مقر الدعم اللوجستي في العاصمة العراقية.

و"أبو تقوى"، أحد الشخصيات العسكرية في الفصائل الموالية لإيران، وقد عاش فترة رئاسة أبي مهدي المهندس الذي اغتيل مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، قرب مطار بغداد قبل 4 أعوام، وشغل منصب آمر اللواء الـ12 في الحشد (النجباء).



وقالت مصادر أمنية عراقية؛ إن المستهدفين كانوا قد عادوا من الحدود العراقية السورية في وقت سابق من ذات يوم الاستهداف.

وتعدّ "النجباء"، الفصيل الأكثر نشاطا من ناحية الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وسبق أن استهدفت واشنطن مجموعة منهم في محافظة كركوك في أثناء التحضير لاستهداف القواعد الأمريكية، في الربع الأخير من العام الماضي.

وأحصت البنتاغون استهداف القواعد الأمريكية بأكثر من 115 هجمة، وأوقعت الهجمات بين جنودها إصابات طفيفة.

وحمّلت الحكومة العراقية، قوات التحالف الدولي مسؤولية الحدث، مبينة أنه أمر "غير مبرر ويقوض التفاهمات" بين بغداد وقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

لكن بالمقابل، تعد الحكومة العراقية الاستهدافات التي تطال قواعد أمريكا والتحالف في العراق عملا "إرهابيا"، متعهدة بملاحقة المنفذين.