سياسة عربية

برلماني كويتي يرد على المشككين في المقاومة ويدعو إلى تجريم التطبيع (شاهد)

برلماني كويتي: "نحاول كبرلمان وبما نملك من أدوات متاحة تمرير تشريع يجرم التطبيع ودعم الكيان الصهيوني"- (تويتر)
أكد النائب في مجلس الأمة الكويتي عبدالعزيز الصقعبي، أن مناصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، بالتظاهر والاحتجاج والتأييد عبر وسائل التواصل الاجتماعي واجب وطني وديني وإنساني..

وثمّن الصقعبي في كلمة وجهها إلى الشعب الكويتي خاصة، وإلى مناصري القضية الفلسطينية عامة، نشرها في صفحته على منصة "إكس"، الموقف الشعبي والرسمي في الكويت إزاء الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وانتقد المشككين في فصائل المقاومة الفلسطينية.

ورأى الصقعبي أن علاقة الكويتيين بفلسطين تقوم على ثلاثة ارتباطات رئيسية: الارتباط الأول ارتباط دستوري وقانوني فالمادة الأولى من الدستور نصت على أن شعب الكويت جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، كما ربطت المادة 157 سلامة الدولة بسلامة الوطن العربي ناهيك عن وجود مرسوم صادر سنة 1967 وما زال قائما إلى يومنا هذا، وهو مرسوم إعلان الحرب على العصابات الصهيونية، فنحن في حالة حرب مع هذا الكيان الغاصب..

أم الارتباط الثاني للكويتيين بفلسطين، فهو ارتباط شرعي وديني، وقال: "مهما وصل خلافك مع المقاومة أو حماس أو الجهاد الإسلامي أو أي من الفصائل الفلسطينية حول سلوكهم في السابق، فإن هذا الخلاف لا يبرر الوقوف مع الطرف الآخر وهم في قلب المعركة، لأن المسألة صارت عقيدة هنا، وهو اصطفاف واجب هنا، معركة بين مسلم وكافر معتد على أرضك، والله عز وجل يقول: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)"..

والارتباط الثالث، وفق الصقعبي، هو ارتبط الإنسان بالإنسان، فمشاهد الطفل المصدوم من آثار الصواريخ والأم التي تنتزع طفلها الرضيع من تحت الركام، والأب الذي يحمل أشلاء ابنه في أكياس ويبحث عن ما تبقى منه، من الطبيعي أن تحرك فيك مشاعر الألم والحرقة، وهذا الارتباط هو الذي دفع دولة مثل كولومبيا تقع في آخر العالم إلى طرد السفير الصهيوني، فما بالك بنا نحن كشعوب عربية مسلمة والأقرب إلى هذه القضية؟

وردا على من يتهم المقاومة بأنها هي من بدأت عملية طوفان الأقصى وعليها أن تتحمل المسؤولية، قال الصقعبي: "الذي يقول هذا الكلام يفترض أن الصراع الفلسطيني-الصهيوني بدأ يوم 7 أكتوبر 2023، والحقيقة أن الصراع بدأ قبل ذلك بكثير في 2 نوفمبر 1917، وصدور وعد بلفور بإقامة وطن للكيان الصهيوني في فلسطين، وهذا وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وترسخ الوعد في 14 مايو 1948 بإعلان قيام دولة إسرائيل وتفاقم الصراع 1967 و1973 ومجازر صبرا وشاتيلا التي أوقعت أكثر من 1300 شهيد والحصار المفروض على قطاع غزة من 2006 إلى يومنا الحالي، وخلالها أسقط الاحتلال أكثر من 8000 شهيد أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.. هذا فقط في غزة.. فما هو المتوقع بعد كل هذه المجازر والانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال على مدى أكثر من سبعة عقود.. من الخطأ أن نرى اللقطة الأخيرة فقط ونحكم على القصة بالكامل".

وردا على من يقول بأن المقاومة ضعيفة وما كان عليها أن تقاوم محتلا قويا، قال البرلماني الكويتي: "في الثاني من آب (أغسطس) 1990 قاومنا ككويتيين الغزو العراقي الغاشم بأبسط الأسلحة، واجهنا ككويتيين أحد أقوى الجيوش في المنطقة، ونحن أفراد عزل، ولم نفكر بالقوة التي نملكها، لأن الوطن عزيز ومقاومة الاحتلال لا تخضع لمعايير القوة وىالضعف، وإنما لمعيار الحق وصاحب الأرض أحق في الدفاع عن أرضه وماله وعرضه.. نحن انتفضنا سبعة أشهر هم يقاومون جيلا بعد جيل لمدة سبعين سنة تأكيدا على أن الوطن وحق الأرض لا يسقط بالتقادم".

وأشار الصقعبي، إلى أن "المجازر التي تجري في غزة لا ترضي أحدا على الإطلاق، ولا يجوز لأي إنسان أن يرضى بها"، وقال: "لكن مرة ثانية مقاومة الاحتلال حق أصيل، ومن الطبيعي أن يكون له ثمن.. وبعدها ما هو الخيار الذي يملكونه؟ اللجوء إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التي نكتشف يوما بعد يوم زيف شعاراتهم وازدواجية المعايير عندهم.. وإلى مشاريع المفاوضات والسلام مع عصابات همجية محتلة لا تعترف باتفاقيات نتيجتها خضوع أكثر من 61% من أراضي الضفة الغربية لسلطة الاحتلال إداريا وأمنيا، وإلى مشروع المقاومة الذي جعل حدود غزة الصغيرة عصية على أي جندي إسرائيلي ليخترقها".

وحول الجدوى من الوقفات الاحتجاجية والتغريدات المؤيدة لفلسطين، قال البرلماني الكويتي: "نعم من شأن هذا التحرك على بساطته أن يغير الواقع، معادلة الإعلام اليوم تغيرت، وما عادت رؤوس الأموال هي التي تسيطر وتصنع الرأي العام، اليوم كل واحد منا هو قناة ومراسل بنفس الوقت كل واحد فينا يمكنه أن ينقل الحقيقة كما هي، الوقفات التضامنية بالآلاف في دول وعواصم عربية وإسلامية حتى غربية بمكنها أن تغير في قناعات كثير من الناس ممن في قلوبهم ذرة من الرحمة والإنسانية.. يمكن أن يضغطوا على حكوماتهم المتخاذلة أو العميلة، والتي بدورها تضغط على هذا المحتل لوقف هذه المجازر المأساوية، ناهيك عن كون هذا الحراك الشعبي والدعم والنصرة، ومحاولة تغيير المنكر ولو باللسان هي سنة نبوية وصى عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى لا تموت القلوب، وتبقى قضايا المسلمين حية في حاضر الأمة اليوم ومستقبل أجيالنا القادمة".

وأضاف: "إن كان من تغيير باليد، وهي أن نحاول كبرلمان وبما نملك من أدوات متاحة لتمرير تشريع يجرم التطبيع ودعم الكيان الصهيوني بأي أنواع الدعم تجاريا كان أو سياسيا.. لذلك دعونا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمة خلال الأيام المقبلة بحول الله والهدف أن نتجاوز خطابات الشجب والاستنكار وصولا لإقرار هذا القرار المؤكد تأكيدا للمؤكد وترسيخا للموقف الكويتي الثابت الذي نفتخر به جميعا.. فبينما تهرول دول أخرى تجاه التطبيع ترفض الكويت قيادة وشعب مصافحة من تلطخت يده بدماء آلاف المسلمين من شيوخ وأطفال ونساء ودنس المقدسات وانتهك الحرمات"، على حد تعبيره.



يذكر أن الكويت ومنذ اليوم الأول لبداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والرافضة لعدوان الاحتلال.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت أكثر من 5087 فلسطينيا، بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة وأصابت 15273 شخصا، كما أنه يوجد أكثر من 1500 مفقود تحت الأنقاض.

وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.