سياسة دولية

"شارلي إيبدو" تسخر من ملك المغرب.. وغضب في الرباط من تصريحات لماكرون

أثار توجه ماكرون بالحديث إلى الشعب المغربي دون حكومته غضبا في الأوساط المغربية- الأناضول
أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول رفض المساعدات الفرنسية من قبل المغرب استياء واسعا في الأوساط المغربية، فيما شنت الصحافة الفرنسية وعلى رأسها صحيفة  "شارلي إيبدو" هجوما لاذعا ضد العاهل المغربي وقرار الرباط.

وخرج الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، في مقطع مصور مؤكدا دعم بلاده لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المغرب وخلف آلاف القتلى والمصابين.


ورفض ماكرون "الخلافات التي لا أساس لها" بشأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك عقب رد الحكومة المغربية عرض المساعدة الذي قدمته باريس.

وكان المغرب أعلن بعد كارثة الزلزال قبوله عروض المساعدة التي قدمتها كل من إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، لمواجهة تداعيات زلزال مراكش.

وفي إطار الاستياء المغربي من ماكرون، اعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أنه "وفقا للأعراف الدبلوماسية في العلاقات بين البلدان غيجب أن يكون هناك تواصل مع مؤسسات البلد بشكل مباشر".

وشدد على أن "المغرب دولة لها سيادتها ولها مؤسساتها" وأن حديث ماكرون "زاد العلاقات المغربية الفرنسية تأزما أكثر من الدفع بها لإيجاد حلول لهذا الوضع"، وفقا لموقع هسبريس المحلي.

من جهتها، عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن "إدانتها الشديدة للفعل الجرمي الفظيع الذي اقترفته جريدة شارلي إيبدو الفرنسية من خلال الإساءة المباشرة للملك محمد السادس"، منبهة إلى الحملات الإعلامية التي تخوض غمارها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد المملكة وتجردها من المهنية من خلال نشر الأخبار الكاذبة واستهداف المؤسسات الدستورية المغربية، وتحريض المغاربة على عدم المساهمة في الصندوق الذي أحدث لجمع التبرعات المالية والمساهمات التطوعية.

الصحافة الفرنسية تهاجم قرار المغرب
وعقب الرفض المغربي، هاجمت الصحافة الفرنسية الرباط بعناوين لاذعة، حيث اعتبرت صحيفة "l'Humanité" أن ملك المغرب يضع السياسة قبل المساعدات الإنسانية، فيما خرجت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية بغلاف تضمن صورة مؤلمة لأحد متضرري الزلزال تحت عنوان "المغرب: ساعدونا نحن نموت في صمت".

وعنونت الصحيفة إحدى مقالاتها بـ "المغرب يغربل المساعدات الدولية"، بينما تناولت إذاعة "الثقافة الفرنسية" رفض الرباط للمساعدات تحت ما أسمته بـ "دبلوماسية الزلزال التي تنشط في المغرب".

بدورها، نشرت صحيفة "شارلي إيبدو" غلافا ساخرا يتضمن صورة للعاهل المغربي مرفقا بعبارة "تبرعوا لمحمد السادس أحد أغنى الملوك في العالم بثروة تبلغ 6 مليارات".

وكان العاهل المغربي، محمد السادس رفض المشاركة عام 2015، في مسيرة كلنا شارلي وطلب من وزير الخارجية المغربي الانسحاب منها قبل انطلاقتها.

سارلي ايبدو.. تبرعوا لمحمد السادس أحد أغنى الملوك في العالم بثروة تبلغ ٦ مليارات


علاقات متوترة
تمر العلاقات بين المغرب وفرنسا بمرحلة من التوتر المتصاعد على خلفيات مواضيع شائكة تثير استياء الرباط من جارتها باريس؛ القوة الاستعمارية السابقة.

وكانت محاولات الرئيس الفرنسي للتقرب من الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب عام 2021، قد ساهمت بشكل ملحوظ في تعميق الشرخ بين باريس والرباط.


وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، حذر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي من أن بناء ماكرون لـ "صداقة مصطنعة مع القادة الجزائريين" من شأنه أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الفرنسية المغربية.

وأعرب في لقاء مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عن قلقه من التأثير السلبي لسياسات الحكومة الفرنسية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن فرنسا تبتعد عن المغرب وتتراجع في كلا البلدين، قائلا: "نحن نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب".

ويعتبر موقف فرنسا من ملف الصحراء الغربية أحد العوامل التي تساهم أيضا في تدهور العلاقات بين الرباط وباريس، حيث لم تحذُ الأخيرة حذو الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في الاعتراف بـ "مغربية" الصحراء الغربية، إضافة إلى شغور كرسي السفير المغربي في باريس منذ أشهر.