سياسة دولية

نفاد الغذاء والأدوية.. الأمم المتحدة: وضع السودان "يخرج عن السيطرة"

الانتهاكات تتصاعد بحق قطاعات عديدة في السودان- جيتي
بعد مرور أربعة أشهر من اندلاع فتيل التوتر داخل السودان، قالت وكالات الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن السكان داخل البلاد يعانون من نفاد الغذاء، فيما يموت بعضهم بسبب غياب الرعاية الصحية، وما يناهز مليون شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة.

وأوضحت وكالات الأمم المتحدة، في بيان مشترك، أن "الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ألحق الدمار بالعاصمة الخرطوم وتسبب في وقوع هجمات بدوافع عرقية في دارفور، وهو ما يهدد بإدخال السودان في حرب أهلية طويلة الأمد وبزعزعة استقرار المنطقة".

وأضاف المصدر نفسه، أن "الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم" مشيرا إلى أن "الإمدادات الطبية شحيحة، والوضع يخرج عن السيطرة".

انقطاع الكهرباء
قالت الهيئة القومية للكهرباء، في بيان لها، إنه منذ الأحد الماضي، أصبحت هناك "مساحات شاسعة في السودان تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل".

وأكدت تقديرات الأمم المتحدة على أن "الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضرارا بها".


وفي السياق نفسه، وجّه قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في كلمة ألقاها، يوم الاثنين، جملة من الاتهامات إلى قوات الدعم السريع بالسعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها. فيما اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش، بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به من السلطة عام 2019.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن "الحرب في السودان تسببت في فرار مليون و17 ألفا و449 شخصا من البلاد نحو الدول المجاورة التي يعاني الكثير منها بالفعل من تأثير الصراعات أو الأزمات الاقتصادية، في حين يُقدر عدد النازحين داخل السودان بثلاثة ملايين و433 ألفا و25 شخصا".

وفي الوقت الذي قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إليزابيث ثروسل، خلال كلمة لها في جنيف إن "الكثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم" مضيفة أن "تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل ما يزيد على أربعة آلاف شخص"؛ أكدت المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان، ليلى بكر، بأن "التقارير حول الانتهاكات الجنسية داخل السودان زادت بمعدل 50 بالمئة".

‌تجدر الإشارة إلى أن الحرب في السودان انطلقت بتاريخ 15 نيسان/ أبريل، بسبب التوتر المرتبط بالتحول المزمع للحكم المدني، الشيء الذي عرّض المدنيين داخل الخرطوم وخارجها إلى معارك وهجمات بشكل يومي؛ بينما يعاني الملايين من المواطنين ممّن ظلوا داخل العاصمة السودانية وعدّة مدن بقلب منطقتي دارفور وكردفان من عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.

صحفيون يطالبون بتسهيل عملهم
وفي ظل تسارع الأحداث في السودان، بات من الصعب على الصحفيين أداء عملهم بطريقة سهلة، الأمر الذي دعا مجموعة من الكيانات الصحفية ورؤساء تحرير صحف ومدراء إذاعات سودانية، في بيان مشترك، الثلاثاء، لمطالبة الجيش وقوات الدعم السريع بتمكينهم من "التنقل وأداء مهامهم، ووقف كافة أشكال الاعتداء على الصحفيين".

وأضاف البيان نفسه، الذي شمل كذلك نقابة الصحفيين السودانيين، ومنظمة صحفيون لحقوق الإنسان، ورؤساء صحف "التيار" و"اليوم التالي" و"الجريدة" ومدراء إذاعتي "هلا" و"سودان بكرة"، بأنه "بعد 4 أشهر من الحرب يرزح الصحفيون السودانيون تحت نيران طرفي النزاع، محاصرين باتهامات التخوين والعمالة والموالاة لهذا الطرف وذاك، مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري".

وأشار إلى أنه "خلال هذه الفترة قتل وجرح واعتقل صحفيون وصحفيات، ونهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل الإعلاميين والصحفيين، وفر عدد منهم إلى دول الجوار والإقليم، وترك بعضهم المهنة اضطراريا أو اختفى عن الأنظار" .

وتابع: "أمام هذا الوضع المزري بات الصحفيون والصحفيات في الخرطوم ومناطق النزاع الأخرى لا يستطيعون التنقل بين مناطق المعارك أو داخلها بحرية للتغطية الصحفية، بسبب عدم وجود حماية، وعدم التزام الأطراف المتحاربة باحترام حرية الصحافة والتعبير" مطالبا "الجيش السوداني والدعم السريع بالوقف الفوري للحرب وفتح المسارات الإنسانية وتمكين الصحافة والصحفيين من نقل الحقيقة".

وطالب البيان المشترك، كذلك بـ"فتح مراكز الإيواء الخاصة بالفارين من الحرب للتغطية الصحفية دون قيود أو رقابة أمنية في الولايات التي نزح إليها مئات الآلاف من المدنيين"، بالإضافة إلى "تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بمعداتهم وأدواتهم بحرية وأمان دون مضايقات أو قيود، ووقف أشكال الاعتداء عليهم، وتمكينهم من أداء مهامهم في التغطية الصحفية وضمان سلامتهم".