ليس من مكان آمن

العراق يعاني منذ نحو عقدين من ظاهرة الإفلات من العقاب للجناة الذين ارتكبوا جرائم ضد الصحفيين.

 

لا مكان آمنا بالنسبة للصحفيين، فحياتهم مهددة بالخطر في بلدان عديدة لمجرد تحقيقهم بقضايا الفساد، أو انتهاكات حقوق الإنسان، أو القضايا البيئية. أما عن المعدل العالمي للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، فيبلغ 86 في المئة.


يواجه الصحفيون تهديدات لا حصر لها، منها الاختطاف والتعذيب والاحتجاز التعسفي والمضايقة، ولاسيّما في المجال الرقمي، والدول العربية تعد المنطقة الأكثر خطرا، وقد بلغت حصتها خلال السنوات الماضية من حصيلة قتلى الصحافة 30% على مستوى العالم، وفقا لمنظمة اليونسكو.


الأسوأ في حرية الصحافة


منظمة "مراسلون بلا حدود"، كانت قد كشفت في تصنيفها السنوي لتقييم حرية الصحافة لعام 2022 عن قائمة أسوأ دول لممارسة الصحافة، وقد حلت سوريا والعراق على التوالي في المرتبتين،172 و171 من مؤشر يشمل 180 دولة.

صحفيو العراق


يعاني العراق منذ نحو عقدين من ظاهرة الإفلات من العقاب للجناة الذين ارتكبوا جرائم ضد الصحفيين، حيث قتل 475 صحفيا وعاملا في مجال الصحافة منذ عام 2003، وذلك في سلسلة جرائم عادة ما تقيد ضد (مجهول)، بحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان.


التهديد والاغتيال والخطف والابتزاز وتكميم الأفواه، ليست المخاطر الوحيدة التي تهدد حياة الصحفيين وأرزاقهم في كل من العراق وسوريا، بل إن إغلاق المؤسسات الإعلامية تباعا والاعتداء على طواقم المؤسسات الصحفية، واقتحام مكاتب قنوات ومنعها من البث وإيقافها عن العمل لفترات قد تطول وقد تقصر، زيادة على مطاردة المليشيات المسلحة  للصحفيين وقتلهم، بغياب القوانين التي تضمن حقوقهم وسلامتهم، كلها عوامل جعلت من سوريا والعراق يتذيلان قوائم حرية الصحافة حول العالم.