سياسة دولية

شي يريد مواجهة شيخوخة الصين واستعادة تايوان.. تجاهل الإيغور

أكد جينبينغ أن بكين ترفض "عقلية الحرب الباردة" في العلاقات الدولية وترفض سياسات الهيمنة- الأناضول

في خطابه الذي استمر ساعة ونصف، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، الأحد، أمام 2300 مندوب في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي، إنه يريد مواجهة شيخوخة السكان في الصين، كما أنه يريد استعادة تايوان حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة.

وافتتح شي مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، ويتم فيه انتخاب قيادة جديدة، فيما يتوقع أن يجدد الحزب الثقة بـ جينبينغ مرة أخرى.

 

وتشمل أعمال المؤتمر الذي سيستمر حتى 22 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي أيضا انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكونة من 200 شخص تقريبا، والتي بدورها تختار أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد، بحسب الصحيفة.

تايوان

ندد جينبينغ في خطابه بكل نزعة "انفصالية وتدخل" بشأن تايوان التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

وأكد الرئيس الصيني أن بلاده تفضل إعادة توحيد سلمية للجزيرة التي تعد 23 مليون نسمة، مضيفا أن "حل مسألة تايوان شأن صيني ويجب حلها من قبل الشعب الصيني وحده. سنلتزم بالسعي إلى احتمال إعادة التوحيد بشكل سلمي بأكبر قدر من المصداقية والجهد، لكننا لن نلتزم بالتخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بحق اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة".

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي إقليما تابعا لها على الرغم من الاعتراضات الشديدة من الحكومة في تايبه التي ترفض مطالبات السيادة وتقول إن سكان الجزيرة هم فقط من لهم الحق في تقرير مستقبلهم.

وتصاعدت التوترات بشكل كبير في آب/ أغسطس بعد أن أجرت الصين مناورات حربية بالقرب من تايوان بعد قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايبه. واستمرت هذه الأنشطة العسكرية وإن بوتيرة منخفضة.

وتصاعدت التوترات بشكل كبير في آب/ أغسطس بعد أن أجرت الصين مناورات حربية بالقرب من تايوان بعد قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايبه. واستمرت هذه الأنشطة العسكرية وإن بوتيرة منخفضة.

وقال شي إن الصين دائما "تحترم وتهتم وتفيد" شعب تايوان وتلتزم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر مضيق تايوان.

شيخوخة السكان

وقال جينبينغ إن الصين ستطبق سياسات لزيادة معدل المواليد مع شعور صناع السياسة بقلق من أن يلحق انخفاض وشيك في عدد سكان الصين ضررا بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف: "سنضع نظام سياسة لزيادة معدلات المواليد وانتهاج استراتيجية وطنية استباقية لمواجهة شيخوخة السكان".

ويقول خبراء السكان إنه على الرغم من أن عدد سكان الصين يبلغ 1.4 مليار شخص، وهو أكبر عدد في العالم، إلا أن من المتوقع انخفاض عدد مواليدها إلى مستويات قياسية هذا العام ليتراجع إلى أقل من عشرة ملايين من 10.6 مليون طفل في العام الماضي والذي كان منخفضا أصلا 11.5 في المئة عن عام 2020.

وفرضت السلطات سياسة طفلا واحدا من عام 1980 إلى عام 2015، ثم تحولت فيما بعد إلى سياسة ثلاثة أطفال، معترفة بأن الشعب على وشك الانكماش السكاني.

"الوحدة"

وطلب الرئيس الصيني من الحزب الالتفاف حوله، وقال: "الوحدة هي القوة، والنصر يتطلب الوحدة"، في وقت يشهد الحزب الشيوعي الصيني انقسامات بحسب خبراء.

ودعا جينبينغ إلى "التعزيز المستمر لوحدة كل المجموعات العرقية في البلاد وتعزيز أكبر وحدة لأبناء الصين وبناتها في البلاد والخارج وتشكيل قوة تعاون متينة لتحقيق الحلم الصيني بشكل مشترك".

وفي ما يتعلق بكوفيد-19 أكد جينبينغ أن الصين فضلت "الشعب وحياة البشرية" في مكافحتها فيروس كورونا وذلك ردا على الانتقادات لسياسته المشددة "صفر كوفيد" التي ألقت بثقلها على الاقتصاد. وقال إن الصين "وفرت أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس وحققت نتائج مهمة" فيما تتعرض بلاده لانتقادات على المستوى الدولي بسبب استجابتها الأولية التي اعتبرت متأخرة بعد اكتشاف أول حالة في ووهان (وسط البلاد) في نهاية 2019.

"مكافحة الفساد"

وقال جينبينغ إنه منذ وصوله إلى السلطة، أتاحت حملة مكافحة الفساد إزالة "مخاطر جدية كامنة" داخل الحزب والجيش.

وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تمت معاقبة 1.5 مليون شخص على الأقل وقد تقدمت الصين في الاتجاه الصحيح بحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية حول مفهوم الفساد.

لكن منتقديه يرون أن هذه الحملة كانت بالنسبة إليه أداة سياسية تهدف إلى إسقاط منافسيه.

"عقلية الحرب الباردة"

أكد جينبينغ أن بكين ترفض "عقلية الحرب الباردة" في العلاقات الدولية، وذلك في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة لكن بدون أن يذكرها بالاسم.

وقال إن "الصين تنتهج بحزم سياسة خارجية مستقلة وسلمية".

وأضاف أن بلاده "تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، كما أنها تعارض ازدواجية المعايير"، مشددا على أن بكين "لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في (أنشطة) توسعية".

الإيغور


ولم يذكر جينبينغ، شينجيانغ في خطابه، في الوقت الذي تتهم فيه الدول الغربية بكين بممارسة انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان ضدّ الأقليات المسلمة، خصوصاً الإيغور.


لافتات منددة


مع اقتراب المؤتمر، بدت العاصمة الصينية أشبه بحصن.

فدوريات الشرطة وجيشٌ من المتطوعين يجولون في التقاطعات الرئيسية في بكين.

وتمّ تشديد الإجراءات الأمنية منذ الخميس، بعد الظهور القصير - وغير المعتاد - للافتات معادية لشي جينبينغ.

دعت تلك اللافتات البيضاء التي كتبت عليها أحرف حمراء ونشرت على جسر في العاصمة، المواطنين إلى الإضراب وطرد "الديكتاتور الخائن شي".

ولم ترِد أيّ معلومات عمّن يقف وراءها.

في هذه الأثناء، ظهرت على أرصفة بكين تنسيقات زهور تكثر فيها الشعارات التي تمجّد فضائل الحزب وتدعو إلى "الترحيب الحار بالمؤتمر".