صحافة دولية

AP: هذه أسماء أبرز "المعارضين المستهدفين" في السعودية

ذكرت "الأسوشيتد برس" أن بايدن تبنى في البداية خطا متشددا مع السعودية- جيتي

قبيل الزيارة المنتظرة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض، نشرت وكالة "أسوشيتد برس" تقريرا حول تأثير ملفات انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل نفوذ واسع يتمتع به ولي العهد محمد بن سلمان.

 

وذكرت "الأسوشيتد" أن بايدن تبنى في البداية خطا متشددا مع السعودية، واصفا إياها بالدولة "المنبوذة" في حملته الانتخابية. وبعد أن أصبح رئيسا، رفض التحدث مباشرة مع ولي العهد وأمر بإصدار تقرير استخباراتي أمريكي يورط الأمير محمد في مقتل خاشقجي.


لكن لهجته تغيرت بعد ذلك، مع تركيز الإدارة الآن على عزل روسيا والتحوط ضد الصين والتصدي لارتفاع أسعار النفط.


وصرح الرئيس الأمريكي للصحفيين عشية زيارته للسعودية: "أنا دائما أتحدث عن حقوق الإنسان"، مشددا على أن الغرض من زيارته "أوسع" ويهدف إلى "إعادة تأكيد" النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.


وقالت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، في مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس، الخميس، إن قرار بايدن بزيارة السعودية "مفجع"، متهمة الرئيس الأمريكي بالتراجع عن تعهده بإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان.


من جانبه، قال نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل: "لم تكن أبدا دولة يمكنك التحدث فيها بحرية، ولكن ما رأيناه في السنوات الخمس الماضية هو إغلاق كامل للمجال أمام أي انتقاد عام أو أي تلميح قد يختلف مع السلطات".


ورصدت أسوشيتد برس أبرز الأشخاص المستهدفين في ما أسمته "حملة القمع المستمرة" في المملكة:

 

أم وابنها

 

عزيزة اليوسف، وهي أم لخمسة أطفال وجدة وأستاذة جامعية سابقة وناشطة في مجال حقوق المرأة استضافت في كثير من الأحيان المثقفين السعوديين في منزلها.


وقبض عليها في منتصف 2018 مع ناشطات أخريات في مجال حقوق المرأة، بما في ذلك لجين الهذلول، قبل أسابيع فقط من رفع السعودية حظرها على قيادة المرأة للسيارة.

 

وحينها، وصفت وسائل إعلام مرتبطة بالدولة إياهن بالخونة وواجهن تهما غامضة تتعلق بعملهن الحقوقي، فيما قالت بعض النساء إنهن تعرضن لانتهاكات شديدة أثناء الاحتجاز.

 

ولاحقا، تم الإفراج عن عزيزة وأخريات بعد 10 أشهر لكنهن يواجهن حظرا على السفر، حيث يقيم زوجها والعديد من أحفادها في الولايات المتحدة.


أما ابنها صلاح الحيدر، الذي يحمل الجنسيتين السعودية والأمريكية، فقد ضغط من أجل إطلاق سراح والدته أثناء سجنها.

 

وتم القبض عليه عام 2019 مع مجموعة من الكتاب الذين أيدوا بهدوء إصلاحات اجتماعية أكبر وكانت لهم روابط مع الناشطات في مجال حقوق المرأة.

 

وتم الإفراج عنه فقط بعد أن تولى بايدن منصبه، لكنه لا يزال ممنوعا من السفر.


الجبري وأبناؤه


واعتقلت عمر وسارة الجبري، وكلاهما في أوائل العشرينيات من العمر، في آذار/ مارس 2020.

 

وساعد والدهما، المسؤول الأمني الكبير السابق سعد الجبري، في الإشراف على جهود مكافحة الإرهاب المشتركة مع الولايات المتحدة وهو يعيش الآن في المنفى في كندا، حيث رفع دعوى قضائية ضد الأمير في محكمة فيدرالية أمريكية واتهمه بمحاولة خطفه والقبض عليه وقتله.


وحكم على عمر بالسجن 9 سنوات وعلى سارة بالسجن 6 سنوات ونصف السنة بتهمة غسل الأموال ومحاولة الفرار من السعودية بشكل غير قانوني.

 

وتقول الأسرة أيضا إن صهر الجبري، سالم المزيني، اختطف من دولة ثالثة، وأعيد قسرا إلى السعودية وتعرض للتعذيب والاعتقال.


وقالت جماعات حقوقية إن الاعتقالات تهدف إلى الضغط على الجبري للعودة إلى المملكة، حيث يبدو أن رئيسه السابق الأمير محمد بن نايف لا يزال قيد الاحتجاز.


معتقل بسبب تغريدة ساخرة 


في آذار/ مارس 2018، اختطف أفراد من الشرطة الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية عبد الرحمن السدحان - الذي تخرج مؤخرا من كلية في الولايات المتحدة - من عمله في مكتب الهلال الأحمر.

 

وتمر سنتان كاملتان دون أن تعلم عائلته عنه شيئا، حيث تزعم عائلته أنه خلال تلك الفترة تعرض للضرب والصعق بالكهرباء والحرمان من النوم والاعتداء اللفظي والجنسي.


وهو يقضي عقوبة السجن لمدة 20 عاما يليها منع من السفر لمدة 20 عاما بسبب تغريدات ساخرة تنتقد الحكومة السعودية.


وقالت شقيقته أريج السدحان، وهي مواطنة أمريكية تعيش في كاليفورنيا، إنه لم يكن ناشطا، لكنه كان على دراية كبيرة كعامل إغاثة بالتحديات الاقتصادية التي تواجه الشباب السعودي.


وتعود جذور القضية ضده إلى خطة معقدة أثارت قضية فيدرالية ضد اثنين من موظفي تويتر متهمين بالتجسس لصالح السعودية.


ويزعم أن الرجلين تمكنا من الوصول إلى بيانات المستخدمين للآلاف من حسابات تويتر، بما في ذلك ما يقرب من ثلاثين اسم مستخدم أرادت المملكة الكشف عنها.


اعتقال رجال دين


في أيلول/سبتمبر 2017، استهدفت موجة اعتقالات سعودية أخرى رجال دين وأكاديميين وكتابا معتدلين، بمن فيهم سلمان العودة، وهو شخصية دينية مؤثرة وكان ذات يوم زعيما لحركة الصحوة الإسلامية.


ودعا العودة، وهو مقدم برنامج تلفزيوني سابق لديه 13 مليون متابع على تويتر، الجمهور إلى زيادة التركيز على محاربة الفساد وسوء استخدام السلطة بدلا من قضايا مثل اللحى وطول الملابس.


وهو محتجز منذ ما يقرب من خمس سنوات، ولم تتم إدانته بعد، حيث قالت عائلته إنه يواجه 37 تهمة، بعضها يتعلق بصلاته المزعومة بجماعة الإخوان المسلمين وانتفاضات الربيع العربي، حيث يطالب الادعاء بتطبيق عقوبة الإعدام عليه.


وحكم على شقيقه خالد بالسجن 5 سنوات بتهم تقول جماعات حقوقية إنها تشمل "التعاطف مع شقيقه".


ولا يزال العودة يحظى بالاحترام بين السعوديين المتدينين لأنه لم يتلق "رواتب" من الحكومة، كما قال ابنه عبد الله العودة، وهو شخصية بارزة في منظمة (دون) أو فجر الحقوقية في الولايات المتحدة.


وقال العودة: "بالنسبة للحكومة فهو خطير لأن لديه تلك السلطة الدينية.. تلك الخلفية الدينية. علم أجيالا من العلماء والطلاب".


عقاب الإصلاحي


وعبد العزيز الشبيلي، 38 عاما، من بين مجموعة من المثقفين والنشطاء المسجونين لانتمائهم إلى جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية والمعروفة اختصارا باسم (حسم).

 

وقد أدينوا بتهم مثل "التحريض على النظام العام" و"إهانة القضاء" و"المشاركة في جمعية غير مرخصة".


ويقضي الشبيلي حكما بالسجن 8 سنوات ويواجه منعا طويلا من السفر عند الإفراج عنه.

 

وكان الحكم الصادر بحقه في منتصف عام 2016 من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، التي أنشئت للنظر في قضايا الإرهاب، لكنها استخدمت لمحاكمة نشطاء حقوقيين اعتبروا خطرا على الأمن القومي.


في عام 2013، حكم على الناشطين المؤسسين البارزين في منظمة (حسم)، محمد القحطاني وعبد الله الحامد، بالسجن 10 و11 عاما على التوالي، فيما يمضي نحو عشرة أعضاء في المنظمة عقوبات بالسجن.

 

إنكار سعودي


وقال مسؤولون سعوديون إنه ليس في المملكة سجناء سياسيون، كما ينفون وجود انتهاكات لحقوق الإنسان ويقولون إنهم لا يحاربون إلا التطرف والفساد ويعملون على حماية الأمن القومي للمملكة.

 

ويدافعون عن مراقبة الناشطين باعتبارها ضرورية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، بحسب وكالة رويترز.