صحافة إسرائيلية

دبلوماسي إسرائيلي ينتقد قرار لبنان بتوسيع حدوده البحرية

قال الدبلوماسي إن الحدود البحرية لا تقتصر على المياه فقط وإنما تشمل الغاز الطبيعي- جيتي

قال سفير إسرائيلي سابق في قبرص إن "القرار اللبناني الصادر قبل أيام بتوسيع حدود لبنان البحرية مع إسرائيل، في خطوة أحادية الجانب بمقدار 1430 كيلومترا مربعا، خطوة مفاجئة تزيد من تعقيد المفاوضات المعقدة بالفعل بين إسرائيل ولبنان، لأن مفاوضاتهما البحرية لم تؤد إلى انفراج بينهما، بل أدت إلى تراجع في بعض النواحي".


وأضاف مايكل هراري في مقاله على موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "الطرفين اللبناني والإسرائيلي اتخذا مواقف متطرفة تجاوزت تلك التي اتخذت في الماضي، ربما لتحسين مواقفهما التفاوضية، خاصة في مواجهة أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في لبنان، ولا يستطيع اللاعبون السياسيون تشكيل حكومة جديدة، في ظل مجموعة معقدة من المصالح التي تشمل كما هو الحال دائمًا في لبنان لاعبين خارجيين".


وأشار هراري الزميل في معهد ميتافيم للسياسة الخارجية، وشغل مناصب عليا بقسم التخطيط السياسي ومركز البحوث بوزارة الخارجية، ويعمل محاضرًا بقسم العلوم السياسية في الكلية الأكاديمية، إلى أن "ما يزيد الأمور تعقيدا مع إسرائيل وجود مصالح لمختلف اللاعبين، بما في ذلك مواقف حزب الله، الذي يلزم لبنان بتقديم موقف متشدد تجاه إسرائيل، مقابل نشوء خلاف في الأسابيع الأخيرة بين سوريا ولبنان حول حدودهما البحرية، مع أن هذا ليس خلافًا جديدًا، بما في ذلك رسائل الجانبين للأمم المتحدة بشأن تفسيرهما للحدود البحرية".

 

اقرأ أيضا: الجيش اللبناني يرصد خروقات جوية وبحرية للاحتلال


وأكد أن "الموضوع اشتد في الآونة الأخيرة على خلفية موافقة سورية على قيام شركة روسية بإجراء مسوحات في المنطقة، ما أدى إلى منح اللبنانيين جزءا من مياههم الاقتصادية، وأوضحت الخارجية اللبنانية أنه يجب إجراء مباحثات مع دمشق حول هذا الموضوع، ولذلك اتصل الرئيس السوري بشار الأسد بنظيره اللبناني ميشال عون قبل أسبوعين".


وأضاف أنه "بالنسبة لسوريا عندما يتعلق الأمر بروسيا، التي استحوذت على حقوق الطاقة في المياه الاقتصادية السورية وعلى الأرض في السنوات الأخيرة، وفي ظل هذه الظروف، فإنه يتخذ لبنان سياسة وطنية وموقفا متشددا تجاه إسرائيل، ما يضع جملة تساؤلات حول الاتجاه الذي ستأخذه المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، والخشية من عرقلة أي اتفاقيات مستقبلا".


وأشار إلى أن "الحدود البحرية لا تقتصر على المياه فقط، وإنما تشمل الغاز الطبيعي، وتبعاته الاقتصادية والسياسية، خاصة أن لبنان يواجه أزمة حادة بشكل خاص، والخطوة الأخيرة الحادة تزيد من تعقيد الأمور بين إسرائيل ولبنان، لكنها من وجهة النظر اللبنانية توسع مجال المناورة في "لعبة البوكر الجامحة" مع إسرائيل، ولذلك بات الآن أكثر من أي وقت مضى تجديد الوساطة الأمريكية لإعادة الجانبين للمفاوضات الإيجابية".


وختم بالقول إن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غيرت فجأة تصورها للسياسة الخارجية الأمريكية، وقلة الاهتمام بالشرق الأوسط، والتركيز على عودة أمريكا إلى الساحة الدولية، ومن المهم للغاية تجديد القفزات الدبلوماسية الأمريكية بين تل أبيب وبيروت أولاً لمنع الاحتكاك وتصعيد التوتر، وثانيا لتجديد الخطاب السياسي، وإن كان في ظروف أقل راحة وأكثر تحديا".