ملفات وتقارير

لقاء للنواب بغدامس.. و"عقيلة" يثير شكوكا بدعوته لجلسة موازية

أعضاء البرلمان وصلوا إلى غدامس قادمين من طنجة المغربية- قناة ليبيا الأحرار

يتوقع أن تلتئم في مدينة غدامس الليبية الجمعة، أولى الجلسات التشاورية للبرلمان الليبي، تمهيدا للقاءات الرسمية، في وقت أثار فيه رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح  الشكوك بدعوته الأعضاء للقاء مواز في مدينة بنغازي "شرق".


ووصل الخميس أكثر من مئة نائب قادمين من مدينة طنجة المغربية، عقب لقاءات عقدت هناك، ناقشت توحيد مجلس النواب الليبي.


وسيعقد النواب جلسات تشاورية خلال اليومين القادمين، تمهيدا للقاء رسمي سيعقد منتصف الأسبوع، بعد اكتمال النصاب القانوني للمجلس، توقع أن يناقس عدد من الملفات، أبرزها هيكلة رئاسة المجلس.

 

اقرأ أيضا: ما تأثير انسحاب نواب "من الشرق" على جلسة البرلمان بغدامس؟

وكشف النائب محمد الرعيض في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، أن المجلس سيناقش في غدامس تعديل اللائحة الداخلية، وتحديد دورة برلمانية جديدة لمدة 6 أشهر، إضافة إلى بحث تغيير رئاسة البرلمان، وإقرار كل القرارات المنوطة بعمل المجلس، متوقعا اتخاذ قرارات "مهمة".

 

خطوة للتشويش

 

والبرلمان الليبي جرى انتخابه في آب/ أغسطس 2014، وكان مفترضا أن يضم 200 عضو، لكن تم انتخاب 188 عضوا فقط، بعدما تعذر انتخاب 12 عضوا في مناطق كانت تشهد تدهورا أمنيا آنذاك.

وجراء الخلافات السياسية المتواصلة في البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، انقسم البرلمان إلى مجلسين، الأول يضم أعضاء داعمين للواء المتقاعد خليفة حفتر، ويعقد جلساته في طبرق (شرق)، والثاني يضم نوابا داعمين للحكومة المعترف بها دوليا ويعقد جلساته في طرابلس.


وفي خطوة للتشويش على جلسات غدامس، دعا رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح إلى جلسة في مدينة بنغازي الاثنين المقبل، لبحث التطورات الراهنة.


وفي تعليقه على التطورات الحاصلة، قال المحلل السياسي عبد السلام الراجحي؛ إن التئام المجلس في غدامس "خطوة جيدة" رغم كل محاولات التشويش عليها من قبل رئيس برلمان طبرق، مشككا في نوايا دعوة الأخير لعقد جلسة للنواب في بنغازي. خاصة أن المدينة لم يعقد فيها البرلمان أي جلسات على مدار أكثر من 6 سنوات مضت.


وشدد في حديث لـ"عربي21" أن عقيلة صالح يحاول تصوير ما يجري من جهود لتوحيد المجلس في غدامس على أنها "مؤامرة" ضد إقليم برقة بشكل عام، مشيرا إلى أن ذلك اتضح جليا من حملة المبايعة المتواصلة لـ"عقيلة" من قبل البلديات والهيئات والفعاليات المختلفة في الشرق.

 

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير أن عودة البرلمان والتئامه يضعف موقف عقيلة صالح ويفقده ورقته الأساسية التي جعلته لاعبا رئيسيا في المشهد، متوقعا أن يحاول الأخير إفشال جلسة غدامس أو على الأقل محاولة التأثير عليها من خلال بعض النواب، للحيلولة دون الإطاحة به من رئاسة البرلمان.

ولفت إلى أن عقيلة صالح سيلجأ إلى حلفائه التقليديين كروسيا ومصر لإنقاذ وضعه إذا أدرك أن مفاتيح اللعبة بدأت تفلت من يديه، ولكنه سيكون حذرا لكي لا يقع تحت طائلة العقوبات الدولية، مشيرا إلى أن الخطة الأممية تقضي بإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة حاليا، "ويبدو أن هذا الهدف البعيد المدى بات قابلا للتحقق أكثر من أي وقت مضى". بحسب الكبير.

 

انسحاب نواب

 

في سياق متصل، أعلنت مجموعة من نواب الشرق انسحابهم؛  رافضين الالتحاق بجلسات غدامس بحجة أن جدول الأعمال غير واضح، في حين قالت مصادر برلمانية لقناة "ليبيا الأحرار"؛ إن عدد المنسحبين لا يتجاوز 13 عضوا، وإن انسحابهم لن يؤثر على النصاب القانوني لجلسات غدامس.

وأعلنت البعثة الأممية للدعم في ليبيا تأييدها ودعمها لخطوة البرلمان الليبي في توحيد أعضائه، معتبرة الخطوة جيدة وفي المسار الصحيح.


اقرأ أيضا: "الدولة الليبي" لـ"عربي21": هذه نقاط الاتفاق مع البرلمان

كما أجرت المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني ويليامز اتصالا هاتفيا مع رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح قبيل عقد جلسة غدامس التي لن يحضرها الأخير، طالبته بدعم المسار السياسي والخطوات التي تساعد في الوصول إلى حلول، في إشارة ضمنية لمنعه من عرقلة جلسة المجلس. 

وأغلب المنسحبين محسوبون على كتلة عقيلة صالح الذي رفض الحضور إلى المغرب، بل وصف المشاورات هناك بأنها مسارات موازية ستؤثر على مجريات الحوار السياسي، ومن المعلوم أن أولى قرارات جلسة غدامس ستكون تغيير اللائحة الداخلية واختيار رئاسة جديدة للبرلمان، ما يعني إبعاد صالح من المشهد".

 

وتعاني ليبيا، منذ سنوات، انقساما في الأجسام التشريعية والتنفيذية، ما نتج عنه نزاع مسلح، أودى بحياة مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.