صحافة دولية

الكاتب طارق علي يكشف تجسس 14 ضابط أمن بريطانيا عليه

قرصنة تجسس الكتروني حرب سيبرانية

كشفت صحيفة "الغارديان"، أن المخابرات البريطانية (MI5)، تجسست على الكاتب والناشط اليساري طارق علي، خلال العقود الماضية، وأن حوالي 14 جاسوسا قاموا بمراقبة نشاطاته عندما شارك في حملات ضد العنصرية، وحرب فيتنام.

 

وأكدت أن آخر مرة للتجسس عليه كانت عند معارضته للحرب في العراق.

 

وقالت الصحيفة إن علي، الصحفي والمثقف والروائي، انتقد المدى الذي ذهبت فيه المخابرات للتجسس عليه و "صدم" لمعرفة أن نشاطات جهاز الاستخبارات ضده عند اعتراضه على الحرب في فيتنام.

 

وكان الكاتب البالغ من العمر 76 عاما، شاهدا أمام هيئة محلفين تقوم بفحص الطريقة التي قام بها عملاء للمخابرات بمراقبة أكثر من ألف جماعة سياسية منذ عام 1968. 

 

وكشفت التقارير السرية السابقة، كيف راقبت المخابرات علي، وهو يقدم الدعم لقضايا سياسية من حرب فيتنام، وضد الهجمات العنصرية والفاشية ودعم القضايا التقدمية.

 

وفي مرة راقبته المخابرات فيها عندما تعاون مع رسام كاريكاتير لإعداد كتاب عن الثوري الروسي ليون تروتسكي.

 

وكشف تقرير سري كيف تابعت المخابرات رسام الكاريكاتير، واسم صديقته، وعنوانها وأصدقاءها.

 

وجاء في التحقيق الذي يترأسه القاضي المتقاعد سير جون ميتنغ، أن المخابرات بدأت تلاحق نشاطات علي في عام 1956، عندما أصبح رئيسا لنادي "النقاش" في جامعة أوكسفورد.

 

وفي نهاية الستينيات من القرن الماضي، أصبح علي رمزا معروفا في الحملة ضد الحرب في فيتنام، حيث كان يخطب في تجمعاتها.

 

وفي الوقت ذاته، أنشأت "أسكتلاند يارد" فرقة خاصة للتظاهرات وفرقة سرية من الضباط لاختراق الجماعات اليسارية.

 

وبعد تخرجه من جامعة أوكسفورد، أصبح علي صحفيا، وانضم إلى جماعة يسارية صغيرة اسمها "الجماعة الماركسية الدولية"، وذلك في عام 1968.

 

وتم تفصيل نشاطاته السياسية في 80 تقريرا للشرطة، كتبت ما بين آذار/ مارس 1968 وتشرين الثاني/ نوفمبر 2003، وتحتوي على معلومات جمعها عملاء سريون.

 

وكشف علي عن 14 عضوا في فرقة استخبارية خاصة، تجسسوا عليه ما بين 1968 و1976، كما كشفت عنهم تقارير تم فتحها بعد التحقيق.

 

وكانت الشرطة وبناء على موافقة من وزارة الداخلية، قد أنشأت الفرقة بعد الشغب الذي رافق مظاهرة ضد الحرب في فيتنام في آذار/ مارس 1968.

 

وقالت الشرطة إنها بحاجة لاختراق المتظاهرين، من أجل منع الاضطرابات في المناسبات السياسية.

 

وقال علي إن الشرطة بالغت في تقدير احتمال انتشار الفوضى في التظاهرات، وإنه "من الخطأ" الاستنتاج أن "نشر عملاء فرقة المظاهرات الخاصة، وتجسسهم على حياة الناس، مبرر، وبناء على تقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحة حول تهديد العنف الذي لم يحدث أبدا".

 

وقال علي، إن كونراد ديكسون أول رئيس للفرقة كان لديه كل الأسباب للكسب من المبالغة في تهديد العنف، فقد حصل على فرقة جديدة وميزانية 500,000 جنيه إسترليني.

 

واتهم ديكسون بكتابة ملفات مزورة معتمدا على خياله للمبالغة في تقدير "تهديد العنف" من أجل تقديم مصداقية عن أهمية وحدته للدولة البريطانية.

 

وطلب من التحقيق فحص اتهامات تتعلق بسرقة عملاء سريين مفاتيح مقر للحملة ضد الحرب في فيتنام ومقر الجماعة الماركسية الدولية، من أجل الدخول سرا إليها وسرقة معلومات منهما.

 

وقال إن مدى تدخل الدولة ورقابتها أمر لم أكن أتوقعه.

 

وتعرف على تقرير "بشع" كشف عن "خروج شبكات التجسس البريطانية عن السيطرة".

 

وفي عام 1980، أشار تقرير إلى أنه تعاون مع فيل إيفانز لإعداد كتاب عن تروتسكي للمبتدئين.

 

وقال: "لماذا تم ذكر اسم صديقة فيل، وليس فقط عملها كمدرسة، بل عنوانها وأصدقاءها. ولماذا تم ذكر اسم صديقه الساكن معه في البيت، فما فائدته للمخابرات؟".

 

وقال علي إن الشرطة وفي عمل "غريب" فحصت ما إن كان على علاقة غرامية مع طالب، وقام بالتحقيق للكشف عن هويته.

 

وقال علي الذي عمل محررا للأخبار الدولية في القناة الرابعة، ولمدة أربعة أعوام، وظهر كثيرا على برامج التلفزيون، إن الكتاب كان واحدا من عدة كتب كتبها عن تاريخ العالم والسياسة.

 

وفي عام 1984، أرسلت "أم آي فايف" تقريرا عن اجتماع نظمته جماعة مناهضة للعنصرية لمنع الهجمات العنصرية في لندن، ودعي علي للمشاركة.

 

وقال علي للتحقيق: "ماذا كان يفعل الفرع الخاص في ذلك الوقت للمساعدة في منع الهجمات العنصرية؟ التجسس على من يحاولون وقفها".

 

وفي تقرير من الشرطة إلى "أم آي فايف" عن لقاء في 1982، وحضره 70 شخصا بمنطقة هاونسلو- غرب لندن، ونظمته جماعة مناهضة للنازية، قدم علي "خطابا قويا" ربط فيه العنصرية بالبطالة. 

 

وكان آخر تقرير تجسس عليه في عام 2003، عندما انتخب في اللجنة الوطنية لجماعة أوقفوا الحرب التي حاولت منع الحرب على العراق.

 

وقال إن عناصر الفرقة الخاصة للمظاهرة تم نشرهم لاختراق الجماعة كما فعلوا مع الحملة المناهضة لحرب فيتنام؛ "أمر لا يصدق أنه بعد 35 عاما وفي عام 2003 وتحت قيادة حكومة توني بلير العمالية واصل الفرع الخاص عملياته المناهضة للديمقراطية كما كان من قبل".