سياسة دولية

بايدن يوسع تقدمه في بنسيلفانيا ويلقي خطابا للشعب (تغطية)

رغم حسم العديد من وسائل الإعلام أريزونا لصالح بايدن، إلا أن ترامب تمكن من تقليص الفارق فيها خلال الساعات الماضية- جيتي

يواصل المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، جو بايدن، الاحتفاظ بفرصته القوية بالفوز، لا سيما أنه بحاجة للفوز بواحدة فقط من بين الولايات الأربع التي لم تحسم بعد، حيث تفصله ستة أصوات فقط بالمجمع الانتخابي عن الحد الأدنى المؤهل للفوز (270).

 

وفي الواقع، تميل الكفة في ثلاثة من تلك الولايات لصالحه، وهي بنسيلفانيا (20 مقعدا بالمجمع الانتخابي) وجورجيا (16 مقعدا) ونيفادا (6 مقاعد)، فيما يتمسك الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بتقدمه في نورث كارولاينا (15 مقعدا) فقط، رغم حاجته للفوز بجميع تلك الولايات دون استثناء من أجل ضمان فترة ثانية بالبيت الأبيض. 

 

وتشهد بنسيلفانيا، الأكثر أهمية في هذا السباق بالنظر إلى حجمها الانتخابي، حشودا من أنصار كلا المرشحين، وسط أجواء احتفالية من قبل مؤيدي بايدن، وحالة من الغضب والتوتر لدى الجمهوريين.

 

وتمكن بايدن من قلب النتيجة صباح الجمعة بتوقيت غرينيتش لصالحه في بنسيلفانيا، التي ساهمت بفوز ترامب عام 2016، رغم كونها ديمقراطية تقليديا.

 

ونافس المرشح الجمهوري بقوة مجددا في الولاية الكبيرة، لكن أصوات البريد، لا سيما من مدينة فيلادلفيا، كبرى مدن بنسلفانيا، قلبت المشهد لصالح غريمه الديمقراطي.

 

وتوسع الفارق بين الغريمين في الولاية إلى إلى نحو 27 ألف صوت، أو نحو 0.4 بالمئة، وهو ما يرجح الذهاب إلى إعادة للفرز بعد الإعلان الرسمي عن النتيجة النهائية.

 

 

وفي خطاب طال انتظاره، وعلى عكس ما كان متوقعا، تمهل بايدن بإعلان الفوز، لكنه أكد أنه سيفوز، متحدثا عن برنامج عمله، ورفض وقف عد الأصوات.

 

وشدد بايدن على أنه ماض نحو حسم النتيجة في بنسيلفانيا وأريزونا وجورجيا ونيفادا، بعد أن كان متأخرا أمام ترامب.

 

وأضاف المرشح الديمقراطي، بنبرة "رئاسية"، أن "الأمريكيين صوتوا لي للسيطرة على كورونا والعنصرية والاقتصاد والمناخ وتوحيد الأمة". 

 

وجدد بايدن التأكيد على أنه سيكون "رئيسا لجميع الأمريكيين"، مشددا على أنه نافس كديمقراطي، ولكنه سيحكم كرئيس لجميع الأمريكيين، وسيحاول إعادة لم شمل "الأمة".

 

 

وتواصل حملة ترامب، في المقابل، العمل على نقل المعركة إلى القضاء؛ بحجة أن إجراءات "تسهيل" التصويت بسبب "كورونا"، لم تكن قانونية، وأن الجهة المختصة باتخاذ هكذا قرارات هي مجلس الولاية التشريعي وليس حاكم الولاية.

 

ولم يتبين بعد ما إذا كان القضاء الأعلى في البلاد سيقبل النظر في تلك الشكاوى، وسط دعوات إلى عدم استعجال البت في النتائج حتى تنتهي عملية التقاضي، لتجنب السقوط بفخ الفوضى التي صاحبت انتخابات عام 2000.

 

وفجر السبت، ذكرت الإذاعة الوطنية الأمريكية (NPR) أن مساعدي ترامب أبلغوه بأن خياراته القانونية لتغيير النتائج "محدودة".

 

ونستعرض تاليا وضع المرشحين في الولايات الأخرى التي لم تحسم بعد:

 

جورجيا (16 مقعدا في المجمع الانتخابي)

 

انتهى فرز أكثر من 99 بالمئة من الأصوات في جورجيا، الولاية الجمهورية تقليديا، مع تقدم طفيف جدا لبايدن، ووقف تحديدا عند حدود أربعة آلاف صوت فقط، بعد أن تمكن من قلب النتيجة لصالحه صباح الجمعة.

 

إلا أن أصوات العسكريين الغائبين، التي تحسب على هذه الولاية، والتي يتواصل فرزها، يبدو أنها هي التي ستحسم النتيجة، فيما يتوقع أن تتم إعادة العملية في حال استقرار الفارق بين المتنافسين في نطاق 1 بالمئة.

 

وفي سياق حملة التشكيك التي يقودها، كتب ترامب عبر تويتر متسائلا: "أين هي البطاقات العسكرية المفقودة في جورجيا؟ ماذا حدث لهم؟".

 

 

نيفادا (6 مقاعد)

تم فرز نحو 88 بالمئة من الأصوات في هذه الولاية الصحراوية الواقعة في غرب البلاد، التي اختارت الديمقراطية هيلاري كلينتون العام 2016.

ومن شأن الفوز بهذه الولاية فقط، مع ضمان الحفاظ على التقدم في الولايات الأخرى، حسم الفوز لبايدن، الذي يحتاج إلى ستة مقاعد فقط لبلوغ هدف الـ270.

ويتصدر بايدن النتائج فيها بحصوله على 49.7 بالمئة من الأصوات حتى الآن، في مقابل 48.1 بالمئة لدونالد ترامب، والفارق بحدود 21 ألف صوت بينهما.

كارولاينا الشمالية (15 مقعدا)

تقترب نورث كارولاينا من فرز جميع الأصوات في هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد والجمهورية تقليديا، والتقدم فيها لصالح ترامب بفارق يزيد على 76 ألفا.

أريزونا (11 مقعدا)

رغم حسم العديد من وسائل الإعلام رصيد هذه الولاية لصالح بايدن، إلا أن ترامب تمكن بالفعل من تقليص الفارق فيها الجمعة، مع اقتراب نسبة الأصوات التي تم فرزها من 95 بالمئة.

 

وتقلص رصيد بايدن، الجمعة، من 50.1 بالمئة صباح الجمعة إلى 49.9 بالمئة، مقابل 48.7 لصالح ترامب، وليتقلص الفارق بينهما من 56 ألفا إلى أقل من 40 ألف صوت.

 

وفجر السبت، تقلص الفارق مجددا إلى 29 ألف صوت، إلا أن وسائل إعلام محلية تواصل استبعاد انقلاب النتيجة مع وصول نسبة الفرز إلى حدود 96 بالمئة.


وقدّرت محطة "فوكس" ووكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ليل الثلاثاء الأربعاء، أن المرشح الديمقراطي فاز في هذه الولاية الواقعة في غرب البلاد، إذ اعتبرتا أنه من المستحيل أن يتدارك الرئيس تأخره.

لكن فضلت وسائل إعلام أخرى، على غرار "نيويورك تايمز" و"سي إن إن"، التريث قبل إعلان فوز أحد المرشحين في الولاية التي تصوت عادة للجمهوريين.

ورجحت السلطات المحلية أنه لا يمكن إنهاء الفرز قبل الجمعة.

 

غموض بشأن خطاب بايدن

 

وكانت حملة بايدن قد أعلنت، الجمعة، عن عزمه إلقاء خطاب مهم، في ساعة الذروة بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينيتش) رفقة أسرته والمرشحة لمنصب نائبته كامالا هاريس، وهو ما اعتبر مراقبون أنه قد يكون "خطاب النصر".

 

لكن الحملة أعلنت لاحقا التأجيل، دون الإشارة لأي أسباب، ما أضفى غموضا على المشهد، وتكهنات بعزمه إلقاء الخطاب بحلول تأكد فوزه بشكل قاطع.

 

ومساء الجمعة، حذر ترامب غريمه الديمقراطي من مغبة الإعلان عن الفوز. وقال الرئيس الجمهوري عبر تويتر: "لا ينبغي لجو بايدن أن يعلن بشكل خاطئ الفوز بمنصب الرئيس. يمكنني تقديم هذا الادعاء أيضا. الإجراءات القانونية بدأت للتو!". 

 

 

حملة ترامب تواصل جمع التبرعات

 

وفي سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن الحملة الانتخابية للرئيس ترامب والجمهوريين تريد جمع 60 مليون دولار على الأقل لتمويل الطعون القانونية على نتائج انتخابات الرئاسة.

ومنذ انتهاء التصويت يوم الثلاثاء أرسلت حملة ترامب عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية مطالبات ومناشدات تزعم وجود مخالفات وتلاعب وتحث المانحين على تقديم السيولة.

وقال مصدر مطلع على استراتيجية حملة ترامب الانتخابية إنه تم اختيار ديفيد بوسي كبير مستشاري حملة ترامب لقيادة الطعون القانونية بعد الانتخابات.

وخسرت الحملة أحكاما قضائية في الولايات المتنازع عليها بشدة، ومنها جورجيا، لكنها حققت انتصارا قانونيا في ولاية بنسلفانيا يوم الجمعة عندما أمرت محكمة مسؤولي الانتخابات بإلغاء بطاقات الاقتراع المؤقتة التي أدلى بها في يوم الانتخابات ناخبون استلموا بطاقات اقتراع الغائبين أو عبر البريد في الوقت المحدد.

وأنهى ترامب، الذي بدأ السباق بتفوق مالي قوي، حملته وهي تكافح لمواكبة قوة بايدن في جمع التبرعات.

وطبقا لأحدث ما كشف عنه المرشحون مع لجنة الانتخابات الاتحادية فقد جمع بايدن نحو 130 مليون دولار خلال الفترة من أول أكتوبر تشرين الأول حتى 14 من الشهر نفسه أي نحو ثلاثة أضعاف ما يقرب من 44 مليون دولار جمعتها حملة ترامب.

 

ماذا عن الكونغرس؟

 

تتواصل المنافسة القوية بين الديمقراطيين والجمهوريين للظفر بأغلبية مجلس الشيوخ، بينما يستمر تفوق الديمقراطيين في مجلس النواب في سباق الكونغرس بالانتخابات الأمريكية التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي.


وبحسب نتائج غير رسمية نقلتها وكالة "أسوشيتد برس"، الجمعة، حصل الديمقراطيون في انتخابات مجلس النواب، على 214 مقعدا، مقابل 194 للجمهوريين، ولا زال السباق محتدما بين الطرفين للظفر بالـ28 مقعدا الباقية.


وبالنظر إلى الصورة الحالية، يتوقع أن يكون للديمقراطيين اليد العليا في 8 مقاعد من المقاعد المتبقية، وبذلك يصلون إلى 218 مقعدا المطلوبة لأغلبية مجلس النواب، ليصبح إجمالي مقاعدهم 222.


وحتى الجمعة، يتجه الجمهوريون للحفاظ على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، فيما سيزداد رصيد الديمقراطيين بواقع مقعد واحد فقط (51 مقابل 49)، بخلافا آمالهم العريضة بقلب الطاولة على المحافظين في جميع مستويات صنع القرار بواشنطن.

 

تهديدات أمنية تزداد خطورة

 

ووسط التوتر السياسي، يزداد التوتر الأمني في الولايات المتحدة، وتم تسجيل العديد من التهديدات، في مناطق مختلفة.

 

وفي هذا السياق، اعتقلت الشرطة في لوس أنجلوس رجلا بعد أن وجه تهديدات بأعمال قتل جماعية في حال انتخاب بايدن رئيسا، حسبما ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".

وفي مقطع فيديو على "إنستغرام"، وتم حذفه، قال المتهم، بحسب الصحيفة: "إذا فاز بايدن، سأفعل مثل مطلق النار في المدرسة، أو أقضي على كل هؤلاء الديمقراطيين".

 

ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش منزله والنظر في القضية، بينما لم يتم توجيه تهم رسمية له بعد.

 

وكانت مختلف مدن البلاد قد دخلت في حالة تأهب قصوى للعنف المرتبط بالانتخابات، فيما تم الإبلاغ عن عدة حوادث بالفعل، بما في ذلك خطة تستهدف مركز مؤتمرات فيلادلفيا وتحذير في بنسلفانيا بوجود قنبلة.