صحافة إسرائيلية

تباينات يهودية حول توجهات التصويت بـ"الرئاسة الأمريكية"

يهود في الولايات المتحدة الأمريكية- CC0

قال كاتب إسرائيلي إن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري بعد أسابيع سيشكل اليهود في نتائجها نسبة مؤثرة؛ لأنهم مجموعة ديموغرافية معتبرة، ويمثلون مجموعة نادرة في سكان أمريكا، تميل للتصويت لأي حزب بشكل جماعي".

وأضاف جاكوب ماغيد في تقريره المطول على موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "عشرات القبعات السوداء الخاصة بالمتدينين اليهود انتشرت على العشب الجنوبي للبيت الأبيض في حفل توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وبعد توقيع معاهدات السلام التاريخية، صنع الشهود الذين يرتدون "الكيباه (قبعة دينية) تاريخا جديدا، عندما اجتمعوا لصلاة مشتركة".

وأشار إلى أنه "رغم حضور عدد مماثل من اليهود الأمريكيين في احتفالات اتفاقيات سلام سابقة في الشرق الأوسط، استضافتها حكومات الحزب الديمقراطي، جيمي كارتر مع مصر وبيل كلينتون مع الفلسطينيين والأردن، لكن هؤلاء اليهود المتدينين يمثلون أنصار الرئيس دونالد ترامب اليهود، وبالتالي فإن أهميتهم العددية لا تقتصر على الجماهير المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة عموما، ولكن أيضا داخل الإدارة نفسها".

وأكد أن "عددا من كبار اليهود الأمريكيين يتبوأون مناصب رفيعة في الإدارة الأمريكية، ممن يتراوح توجههم الديني من التيار المحافظ إلى العالم الأرثوذكسي التقليدي الأكثر صرامة، في مناصب مثل مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط آفي باركوفيتش، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان".

واستدرك بالقول إنه "رغم ذلك، فإن المطلعين على هذه الكتلة السكانية اليهودية الأمريكية، البالغ عددها 300 ألفا، يحذرون من استخلاص استنتاجات من هوية الجمهور الموجود في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض فيما يتعلق بأنماط التصويت الأوسع، لأنه وفقا للخبراء، فإن الناخبين اليهود منقسمون فيما بينهم، أكثر من انقسام اليهود في مظاهرات اليسار واليمين، كما أن معظمهم يتركزون بولايات متأرجحة مثل فلوريدا وأوهايو".

وأشار إلى أن "فحص الصوت الأمريكي اليهودي الكلي يشير بسهولة لاستنتاج مفاده أن هذه المجموعة الديمغرافية موجودة في جيب الحزب الديمقراطي، الذي يحصل بالعادة على 75٪ من أصوات اليهود، لأن حركة الإصلاح والحركة والمحافظين، وهم الأكبر في الولايات المتحدة، واليهود الذين لا ينتمون لأي من الطوائف، يدعمون الديمقراطيين بأغلبية ساحقة، في المقابل، يدعم الحريديون الأمريكيون في الغالب السياسة الجمهورية".

الحاخام روث بيلينسكي من الكنيس الأرثوذكسي بواشنطن، قال إنه "لا يمكنك افتراض أن الكنيس ديمقراطي أو جمهوري، إنه يشهد على الهوية العامة للطائفة الأرثوذكسية الحديثة، التي ينتمي أعضاؤها إلى العالمين الديني والعلماني".

أما الحاخام إفرايم غولدبيرغ من الكنيس الأرثوذكسي الحديث في بوكا راتون بولاية فلوريدا، فرأى أن "الجولة الحالية تبدو أكثر استقطابا من أي وقت مضى، اليهود الأمريكيون صارمون جدا بمواقفهم، بحيث يصعب عليهم إقامة علاقات مع الأشخاص الذين يفكرون أو يصوتون بشكل مختلف عنهم، استضفنا العديد من المرشحين الرئاسيين في كنيسنا، من أجل أن يُسمع صوتنا، ويكون لنا تأثير سياسي".

وفيما يتعلق بالافتراض السائد بأن اليهود يصوتون بأغلبية ساحقة للديمقراطيين، يقول البروفيسور جوناثان سارنا، باحث التاريخ اليهودي الأمريكي بجامعة برانديز، إن "من يؤمنون بهذا يفقدون الاتجاهات الأوسع بين اليهود، وخاصة الأرثوذكس، في نصف القرن الماضي، حصل تغيير مهم للغاية، حيث تضاعفت قاعدة الدعم اليهودية للجمهوريين 3 مرات في السنوات الستين الماضية".

أما مات بروكس رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري، فقال إنه "يفكر بصورة واقعية، ويدرك أن ترامب لن يحصل على أغلبية الأصوات اليهودية، لكنه مقتنع بأنه يمكنه الاعتماد على نفس نسبة 24٪ من الأصوات اليهودية التي حصل عليها في 2016؛ لأن تجاوز نسبة 30٪ قد يكون مفتاح الفوز في الجولة المقبلة؛ لأننا لسنا بحاجة لأغلبية ساحقة".

وبناء على هذه البيانات، قال ناثان ديامانت مدير، مركز الدفاع عن الجماعات اليهودية الأرثوذكسية، إن "آراء جو بايدن أكثر إيجابية في استطلاعات الرأي بين اليهود الأرثوذكس من آراء هيلاري كلينتون في 2016، لكن من ناحية أخرى، فإن لدى ترامب قائمة من الإنجازات يتباهى بها أمام الناخبين اليهود، ودعمه لإسرائيل على رأس قائمة القضايا".

أما الحاخام مناحيم جينك، مدير نظام الكشروت التابع لجمعية الطوائف الأرثوذكسية، فقال إن "الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يعتقدان أن أصوات اليهود ليست قطعة واحدة، لأن مجموعة متنوعة من القضايا قد تؤثر على اختياراتهم بصناديق الاقتراع، كالاقتصاد، ومعاداة السامية، ومظاهرات التمييز العنصري، ولا يزال لإسرائيل وزن هائل، فهي القضية الرئيسية التي يشير إليها الناخبون اليهود أكثر من أي شيء آخر".

وأكد أن "هذا يرجع لحقيقة أن الصهيونية يُنظر إليها كجزء من عقيدتهم، 79٪ من الأرثوذكس المعاصرين يرون الاهتمام بإسرائيل جزءا من يهوديتهم، وهذه العلاقة أقوى بكثير مما عبر عنه اليهود المحافظون 58٪، واليهود المتشددون 45٪، واليهود الإصلاحيون 32٪، لكن القلق بشأن إسرائيل لا يجعل الأرثوذكس المعاصرين يصوتون للجمهوريين تلقائيا".

وأوضح أن "الكثيرين من يهود أمريكا يعتقدون أن إسرائيل بحاجة لأمريكا قوية في العالم، وإذا اعتقدوا أن الرئيس الحالي يضر بالتحالفات الأساسية، فقد يقررون التصويت للمرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي قد يدعي أن لديه إنجازات بهذه القضية، بما فيها علاقته الشخصية مع كل رئيس وزراء إسرائيلي منذ غولدا مائير، كما امتنع عن انتقاد إسرائيل كالتي عبّر عنها خصومه في الانتخابات التمهيدية".


أما هيلي سويفر، رئيس المجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي، فقال إنه "لا فرق كبيرا بين المرشحين بخصوص إسرائيل، اليهود يثقون ببايدن فيما يتعلق بإسرائيل، لذا فهم يصوتون حسب القضايا الأخرى التي يوجد بشأنها خلافات كبيرة بين المرشحين، مثل مواجهة كورونا، وتصاعد معاداة السامية، وقضايا مصيرية أخرى".

أما رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري بروكس، فيرى أن "قائمة إنجازات ترامب فيما يتعلق بإسرائيل، كالاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة إليها، والاعتراف بالسيادة على الجولان، ونشر صفقة القرن الأكثر تعاطفا مع إسرائيل، تضعه في مرتبة أعلى من بايدن، كما أن توسطه لإبرام اتفاقات إسرائيل ودول الخليج يبدد السردية الديمقراطي الأوسع التي تصور ترامب على أنه غير كفء".