سياسة عربية

عقوبات قانون قيصر تطال قائد "الفيلق الخامس".. رسالة لروسيا

أعلنت الخزانة الأمريكية قائمة عقوبات جديدة ضد النظام السوري شملت كيانات وأشخاص- الموقع الرسمي

أعطى إعلان الولايات المتحدة عن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية في إطار قانون "قيصر"، شملت كيانات وشخصيات اقتصادية وعسكرية تابعة لنظام الأسد، منها قائد "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، في اليوم الذي تحل فيه الذكرى الخامسة للتدخل الروسي المباشر في سوريا، مؤشرا واضحا على تعمد واشنطن توجيه إشارات مبطنة للروس.

وشملت "الحزمة الرابعة"، التي أُعلن عنها الأربعاء، 17 فردا وكيانا، منهم قائد "الفيلق الخامس" اللواء ميلاد جديد، وحازم يونس قرفول، حاكم مصرف سوريا المركزي.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، "ندرج بشكل خاص قائد الفيلق الخامس، ميلاد جديد بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894، وذلك بسبب تورطه في عرقلة وقف إطلاق النار في سوريا أو منع التوصل إليه أو الحيلولة دونه".

وأضافت في بيان، "في مثل تاريخ البارحة منذ ثلاث سنوات، أي في 29 أيلول/ سبتمبر 2017، قتلت القوات التابعة لنظام الأسد ما لا يقل عن 34 سوريا في بلدة أرمناز، وذلك بدعم من روسيا"، في إشارة صريحة من الخارجية الأمريكية إلى الدور الروسي.

وأضافت: "لن تتوقف عمليات إدراج المسؤولين والقادة العسكريين وقادة الأعمال الفاسدين السوريين التي تقوم بها الإدارة إلا حين يأخذ نظام الأسد، خطوات لا رجعة فيها لوقف حملة العنف التي يقودونها ضد الشعب السوري وينفذوا قرار مجلس الأمن رقم 2254".

 

اقرأ أيضا: عقوبات أمريكية جديدة تطال كيانات وشخصيات بالنظام السوري

حث الروس على تقديم تنازلات

وفي تفسيره لسبب إدراج قائد "الفيلق الخامس" التابع لنظام الأسد، والمدعوم روسياً، اللواء ميلاد جديد، قال الباحث في مركز "جسور للدراسات"، عبد الوهاب عاصي: "استهدفت الولايات المتحدة في حزم العقوبات السابقة "الفرقة الأولى" في جيش النظام، التي أعادت روسيا تشكيلها وتسليحها وتدريبها منذ تدخلها في سوريا عسكريا". 

وأضاف لـ"عربي21"، أن استهداف قائد "الفيلق الخامس" الذي أسسته روسيا أيضا إلى قائمة العقوبات، الأربعاء، لا يعني فقط أن واشنطن تريد تقويض قدرة النظام السوري وحلفائه على استخدام خيار الحسم العسكري، وإنما حث روسيا على تقديم تنازلات، وإلا فإن سياسة الضغط القصوى سوف تستمر لتطال المزيد من مصالحها في سوريا.

وتابع عاصي، أن واشنطن أرادت إيصال رسالة إلى روسيا تزامنا مع مرور 5 أعوام على تدخلها في سوريا، وهي التي لم تحصد بعد مكاسب سياسية فعلية من استخدام الخيار العسكري.

الفيلق الخامس – اقتحام

يعود تأسيس الفيلق الخامس- اقتحام، إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، ومن مهامه بحسب وزارة الدفاع الأسد، دعم تشكيلات الجيش والقوات الرديفة والحليفة، في "مهمة القضاء على الإرهاب"، في محافظات دمشق وحمص وحماه وحلب وطرطوس واللاذقية ودرعا والسويداء.

وبرز اسم "الفيلق" ما بعد اتفاق الجنوب، الذي توصل إليه النظام وفصائل المعارضة في صيف العام 2018، حيث ضم "الفيلق" غالبية عناصر الفصائل (المصالحات).

وحسب مصادر "عربي21"، تشرف روسيا على هذا التشكيل، ويتلقى ضباطه الأوامر من قاعدتها في "حميميم"، بغرض حماية قواتها المنتشرة في سوريا.

وقبل أشهر، عمدت روسيا إلى تعيين اللواء ميلاد جديد، قائدا لـ"الفيلق الخامس"، بدلا من اللواء زيد صالح، وينحدر جديد، من مدينة القرداحة بريف اللاذقية، مسقط رأس بشار الأسد. 

القيادي في "الجيش الوطني" التابع للمعارضة، الرائد غياث فرزات، قال: "ما يبدو واضحا أن الولايات المتحدة تحاول توجيه رسائل للروس، وخصوصا أن "الفيلق الخامس" يعتبر تشكيلا روسيا، أكثر من كونه تابعاً للنظام".

وتابع فرزات في حديثه لـ"عربي21"، أن "الولايات المتحدة تحاول تعطيل كل ما تسعى إليه روسيا في سوريا من خلال استهداف الشخصيات الحساسة لروسيا بالعقوبات، لكن ببطء شديد، علما بأنها قادرة على اتخاذ خطوات حاسمة ضد الأسد ونظامه".

وكانت الحزمة الأولى من عقوبات "قيصر" قد شملت 39 شخصية وكيانا في سوريا، من بينها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وزوجته أسماء الأسد، فيما شملت الحزمة الثانية الصادرة في أواخر تموز/يوليو، حافظ نجل رئيس النظام السوري، و"الفرقة الأولى"، أما الحزمة الثالثة التي أعلنت الإدارة الأمريكية عنها في 20 آب/أغسطس الماضي، فقد أدرجت 6 من داعمي الأسد.

 

اقرأ أيضا: جيفري يكشف شروط واشنطن لوقف قانون "قيصر" ضد الأسد

الائتلاف: روسيا فشلت

وفي سياق مواز، اعتبر الائتلاف السوري المعارض، في بيان بمناسبة الذكرى الخامسة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، أنه "رغم تدخل روسيا العسكري المباشر في سوريا لصالح إيران والنظام السوري، فقد وصلت اليوم إلى طريق مسدود ونهاية بائسة لمشروعها".

وأضاف أنه "منذ انطلاق ثورة الشعب السوري وروسيا تقف في جانب النظام المجرم ضد تطلعات السوريين في الحرية والكرامة، حيث عملت على تغطية جرائمه ومجازره في مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض الفيتو ست عشرة مرة".

وتابع البيان أن روسيا دعمت تدخل إيران بكل ما جيشته من مليشيات طائفية من دول شتى، وعند فشل كل من النظام وإيران في هزيمة ثورة الشعب السوري، وعندما بات النظام على حافة السقوط، أجبرت روسيا على الدخول بكامل قوتها العسكرية في 30 أيلول/سبتمبر 2015 لتبدأ مرحلة جديدة من الإجرام الروسي ضد سوريا وأهلها.