صحافة دولية

إندبندنت: الكويت غلّبت الاستقرار على تغيرات أجيال الحكم

الشيخ نواف لحظة أدائه اليمين الدستورية أميرا للكويت- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا طرحت فيه تساؤلات بشأن ما سيحدث للكويت والشرق الأوسط، بعد خسارة المنطقة "صانع سلام".

وأشارت الصحيفة في المقال الذي ترجمته "عربي21" إلى أن وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي مات عن عمر 91 عاما يعد تغيرا لواحد من آخر الأصوات القوية التي عبرت عن النظام التقليدي القديم. وكان حاكما نشر تأثيره من خلال البراغماتية وضبط النفس.

ولكنه قال إن وفاة الشيخ صباح الأحمد لن تقود إلى تغير جيلي في الحكم بالكويت، كما في السعودية مثلا التي "تحققت فيها إصلاحات مهمة وأفعال وحشية أيضا. فالأمير الجديد، ولي العهد السابق، الشيخ نواف الأحمد الصباح في سن الـ 83 عاما الذي لم يظهر خلال الـ 14 عاما الماضية، ميلا لتبني سياسات مختلفة عن تلك التي تبناها الأمير الراحل، خاصة السياسة الخارجية التي شكلها الشيخ صباح على مدى نصف قرن أو يزيد".

ولفت إلى أنه "في مجال العلاقات الخارجية، فإن التركيز سيكون على الشراكة مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، والتي برزت الحاجة إليها بعد اجتياح صدام حسين للكويت عام 1990، وحرب الخليج التي تبعت ذلك".

ولدى الكويت علاقات وثيقة مع بريطانيا، التي أرسلت قوات عام 1961 عندما أعلن العراق أنها المحافظة الـ19 منه.

وعلى صعيد المنطقة حاول الشيخ صباح تجنب المواجهة، أو الوقوف مع طرف في نزاعات الدول الجارة.
ولعب دورا في إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981 وحمل لواء رجل الدولة الكبير، عندما حاول التوسط في الازمة بين قطر وجاراتها.

وحاول التوسط في حرب اليمن واستضاف اجتماعا للأطراف المتنازعة فيه. وترأس مؤتمرا لمساعدة ضحايا النزاع السوري.

وفي عهد الشيخ صباح لم تلعب الكويت دورا دوليا قويا، كما هو حال الإمارات وقطر في الساحة الليبية. وابتعد الشيخ عن الأضواء التي تركزت على الآخرين، مثل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي يوصف بمرشد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصاحب نزعة التحديث.

 


وانتقد الشيخ في مواقفه التي اتخذها بالسياسة الخارجية خاصة التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل. فقد اعتبرها خروجا على المبادرة العربية 2002 والتي اشترطت العلاقات الدبلوماسية بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. ويرى نقاد الأمير أنه لم يفهم في معارضته التغيرات التي تحدث في المنطقة.

وأكد الشيخ صباح الأحمد لقادة المنطقة أن بلاده لن تقوم بالتطبيع، إلا في حال تحققت خطوات على طريق حل الدولتين.

ولم تكن خطوات التطبيع الأخيرة بدون ضغط من الرئيس دونالد ترامب، ومساع من صهره ومستشاره جاريد كوشنر. وستزداد الضغوط على الدول العربية لو فاز ترامب في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو موضوع يحتاج الأمير الجديد لمعالجته.

وتوفي الشيخ صباح في مستشفى مايو كلينك في روشستر بنيويورك، حيث أجرى عملية جراحية في تموز/ يوليو. وكانت هناك تكهنات عن محاولات من داخل العائلة لتحدي الشيخ نواف. ويحظى المجلس التشريعي في الكويت بقوة مهمة مقارنة مع بقية دول الخليج.

فمن حقه عزل الوزراء ويصوت بأغلبية الثلثين ضد أي قرار من الأمير. ويجب تصويت الغالبية على تعيين أي ولي عهد جديد. وكان تعيين الشيخ نواف وليا للعهد تغييرا لقواعد الحكم في الكويت الذي يتبادله فرعا الجابر والسالم في عائلة الصباح.

وبعد وصول الشيخ صباح إلى الحكمة عام 2006 عين أخاه غير الشقيق الشيخ نواف وليا للعهد ومن ثم ناصر محمد الأحمد الصباح رئيسا للوزراء. واعتقد بعض مراقبي الشأن الخليجي أن هذه السابقة قد تفتح المجال لتحدي الشيخ ناصر الصباح الذي عمل وزيرا للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء.

وفي سن الـ72 عاما من الصعب وصفه بأنه يمثل جيلا جديدا في الحكم، لكنه من دعاة الإصلاح والمؤيدين للمبادرات التجارية مثل مشروع مدينة الحرير الضخمة في شمال البلاد. ونشر تغريدة عن ضرورة مكافحة الفساد بعد سفر الشيخ صباح للعلاج في الولايات المتحدة.

وفي النهاية لم يظهر التحدي وقررت المؤسسة الكويتية، الحفاظ على طريق الحذر والاستقرار الذي خطه الأمير الراحل.