صحافة إسرائيلية

كاتبة إسرائيلية: تحالف نتنياهو والحريديم يقوى رغم أزمة كورونا

كاتبة إسرائيلية: أزرق أبيض حصل في الاستطلاعات على 9 مقاعد بعدما فاز بـ33 مقعدا في انتخابات آذار الماضي- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية؛ إن "التحالف التاريخي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة (الحريديم)، تجاوز عدة عقبات حدثت خلال أزمة فيروس كورونا، بل يتعزز الآن بعدما بدا تحالفهما القوي ينهار في الصيف، ما أثار تكهنات حول انتهائه".


وأضافت مزال معلم، خبيرة الشؤون الحزبية، في مقالها على موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21" أن "بعض الإجراءات الحكومية لمواجهة كورونا أثارت غضب قادة الحزبين الأرثوذكسيين المتطرفين، وزير الداخلية ورئيس حزب شاس أرييه درعي، ووزير الإسكان يعقوب ليتسمان من يهادوت هتوراه، واتهموا نتنياهو بتخفيف القيود عن بعض المرافق العامة، بينما لا زالت صلاة الكنيس تتم تحت قيود صارمة".


وأشارت إلى أن "توترات نتنياهو مع شركائه الحريديم تفاقمت، عندما اتهموه بمحاولة نسف الحج السنوي المخطط لعشرات الآلاف لقبر الحاخام بمدينة "أومان" الأوكرانية قبل 18 سبتمبر (أيلول)، حيث السنة اليهودية الجديدة، واعتبروا أن مزاعمه المدفوعة بالمخاوف الصحية بشأن التجمع الجماعي، تساهم بتكوين الصورة السلبية لليهود الأرثوذكس المتشددين باعتبارهم حاملين للأمراض".


وأوضحت أنه "في ظل هذه الخلفية، ادعى المحللون المتمرسون في الشؤون الأرثوذكسية أن هذه بداية نهاية التحالف الذي شكلته المصالح المشتركة بين الحريديم ونتيناهو، ومكّنته من استمرار حكمه في السنوات الأخيرة، لكن قبل أيام قليلة فقط، وبعد اجتماع عاصف طوال الليل للحكومة، بات واضحا أن أنباء زوال التحالف بينهما سابقة لأوانها، فشراكتهما لم تنج من الأزمة فحسب، بل ظهرت أقوى".

 

اقرأ أيضا: الائتلاف الحكومي الإسرائيلي يشهد "حرب الكل مع الكل"

ونبهت إلى أن الوزير درعي هدد بأنه سيستقيل إن مورس تمييز ضد المصلين اليهود، لأن "الحكومة التي تسمح بالاحتجاجات السياسية، وتمنع الصلاة، ليست يهودية، ولن أتمكن من البقاء جزءا منها".

 

وأوضحت أن "هذا التحالف المتماسك بين نتنياهو والحريديم له آثار سياسية كبيرة، فإذا تم تأكيد التكهنات الأخيرة، وأجريت الانتخابات في آذار/مارس 2021، فسيضمن نتنياهو شبكة أمان للأرثوذكس المتطرفين، مما يمنع أي منافس آخر من تشكيل الحكومة المقبلة، دون دعم القائمة العربية المشتركة، لأن الأحزاب الأرثوذكسية والأحزاب العربية تسيطر على عدد مماثل من مقاعد الكنيست".

 

ونوهت إلى أن "هذا الخيار لم يعد قابلا للتطبيق، نظرا لانهيار تيار (يسار الوسط) السياسي، مما يجعل التحدي الوحيد لنتنياهو الآن هو نفتالي بينيت، رئيس حزب "يمينا" القومي الديني، الذي لن يتعاون مع أعضاء الكنيست العرب تحت أي ظرف من الظروف".


وأكدت أن "الضحية الأكثر تضررا من التداعيات الجارية هو بيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض، المنافس الوحيد الممكن لنتنياهو، وهو الأمل الكبير الذي يحظى به يسار الوسط في الانتخابات الثلاثة السابقة، وقد انهار حزبه أزرق-أبيض، بحصوله في الاستطلاعات على 9 مقاعد فقط، مقارنة بـ33 في انتخابات آذار/مارس الماضي، واليوم بقي غانتس دون أفق سياسي، حتى إن أنصاره السابقين ينظرون إليه "كخائن" سرق أصواتهم بانضمامه لنتنياهو".