صحافة دولية

NYT: نتنياهو وافق سرا على صفقة "أف35" وأنكرها علنا

مسؤولون قالوا للصحيفة إن تصريحات نتنياهو العلنية لم تكن صحيحة- جيتي

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على خطة أمريكية لبيع الإمارات العربية المتحدة السلاح سرا، ولكنه أنكرها علنا.

 

وأضافت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن الخطة التي يدعمها البيت الأبيض، تشمل بيع أسلحة متقدمة قد تحرف الميزان العسكري في الشرق الأوسط، بما فيها طائرة التجسس الإلكترونية "إي إي 18جي غرولر".


وفي التقرير الذي أعده مارك مازيتي وإدوارد وونغ ومايل لافورجيا، جاء فيه أن نتنياهو لم يعارض في أحاديث خاصة خطة إدارة دونالد ترامب لبيع أسلحة متقدمة إلى الإمارات، رغم ما صدر عنه لاحقا أن إسرائيل تعارض الصفقة.

 

وبحسب مسؤولين صرحوا للصحيفة، قالت إنهم على معرفة بالتفاصيل، فإن ترامب لم يحاول عرقلة الصفقة، بل كان يسعى حينها إلى تأمين اتفاقية تطبيع بين إسرائيل والإمارات.

 

اقرأ أيضا: تصريحات نتنياهو عن "إف35" تغضب الإمارات.. هذا ما فعلته

وعندما أعلن الرئيس ترامب عن المبادرة، لم يتحدث عن محادثات السلاح التي سبقت هذه الخطوة. وعندما تصدرت أخبار صفقة السلاح  العناوين الشهر الماضي، أنكر نتنياهو مرارا أنه أعطى تأكيدات لإدارة ترامب بعدم معارضة الصفقة الأمريكية مع الإمارات.

 

وقال المسؤولون إن تصريحات نتنياهو العلنية لم تكن صحيحة. ثم توقف عن الشكوى من صفقة السلاح مع الإمارات بعد لقائه مع وزير الخارجية مايك بومبيو الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، وهي الزيارة التي أعادت نتنياهو إلى المسار الأمريكي، كما يقول المسؤولون.

 

وزاد البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة من الدفع باتجاه بيع الإمارات أسلحة متقدمة، بما فيها مقاتلات "أف35" وطائرات بدون طيار "ريبر".

 

وتضم الصفقة أيضا مقاتلات الحرب الإلكترونية "إي إي 18 جي غرولر" التي تعبد الطريق أمام تسلل المقاتلات والهجوم من خلال تشويش أنظمة الدفاع الجوي للعدو. ولم يتم الحديث عن هذا العنصر من الصفقة في السابق. 


وطالما رغبت الإمارات بشراء هذه الأسلحة المتقدمة، لكن إسرائيل عارضت خشية أن ينحرف ميزان التفوق النوعي العسكري منها. وكان اعتراف نتنياهو بالموافقة مدعاة للاحتجاج في إسرائيل، كما حصل عندما تم الكشف عن صفقة السلاح بمن فيهم أعضاء في حكومة نتنياهو. 


وتزامن إعلان ترامب عن الصفقة مع الإمارات في وقت كان يواجه فيه نتنياهو أزمات متعددة: انتشار فيروس كورونا، وتأزم العلاقة مع شركائه في الحكومة، والمفاوضات لتمرير الميزانية، وملاحقات قضائية بالفساد.

 

وحاول المسؤولون الأمريكيون التأكيد أن صفقة السلاح للإمارات ليست نتاجا مباشرا لموافقتها على التطبيع مع إسرائيل. ولكنهم لا يعترضون على أن الصفقة مرتبطة بالمبادرة الدبلوماسية، وجاءت بعد رفض أمريكي متكرر لبيع هذه الأسلحة المتقدمة.

 

وقالت الصحيفة إن صفقة السلاح هذه قد تواجه معارضة قوية في الكونغرس.

 

اقرأ أيضا: عن التطبيع مع الإمارات.. كاتب إسرائيلي: سلام مقابل لا شيء

 

وبحسب القانون، يجب ألا تؤثر مبيعات السلاح على التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة. ولكن المسؤولين في إدارة ترامب ناقشوا تجاوز الأجزاء المهمة في عملية المراجعة بالكونغرس، والدفع بالصفقة قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

 

وفي بيان من رون ديرمر، السفير الإسرائيلي في واشنطن، قال فيه: "ليس صحيحا" أن نتنياهو منح موافقته للمسؤولين الأمريكيين وخطط بيع السلاح المتقدم للإمارات.

 

وأضاف أن إسرائيل واثقة من إدارة ترامب و"بالتزامها الكامل بالحفاظ على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي في المنطقة".

 

ولم تعلق وزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي على الأخبار.

 

صفقة ما تزال على الطاولة

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أعدادا من المسؤولين الإماراتيين، سافروا إلى واشنطن للقاء المسؤولين في البنتاغون والخارجية لمناقشة الصفقة العسكرية والمبادرة الدبلوماسية.

 

وبحسب حسين أبيش، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، فإن مسؤولين من الدول الثلاث أخبروه بموافقة نتنياهو على مبيعات السلاح، لكنه أنكرها في تصريحاته العلنية بسبب الغضب الذي اندلع في إسرائيل، بما في ذلك وزارة الدفاع.

 

وقال: "سمعت من الأطراف الثلاثة أنه أعطى الضوء الأخضر"، وأنه لن تكون هناك معارضة جوهرية أو منافسة.

 

وقال إن الإماراتيين اندهشوا من تصريحاته، وألغوا لقاء كان من المزمع عقده في 21 آب/ أغسطس في الأمم المتحدة.

 

وتمت تهدئة الإماراتيين عندما تلقوا تطمينات أن الصفقة لا تزال على الطاولة.

 

ويقيم السعوديون والإماراتيون علاقات وثيقة مع جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، الذي يعتبر الدولتين مهمتين في جهوده الفاشلة لتحقيق تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفوق كل هذا، تبنى ترامب مبيعات السلاح لهما رغم الشجب من الكونغرس لمقتل آلاف المدنيين في اليمن، وعادة بالسلاح الأمريكي.

 

وعبر عدد من مسؤولي البنتاغون عن عدم ارتياحهم من التأثير الإماراتي في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي. كما عبروا عن عدم رضاهم من تقديم عروض لهم في تموز/ يوليو، احتوت على معلومات سرية عن "أف35".

 

وبالسياق نفسه عبر أعضاء في الكونغرس ومساعدون لهم عن قلقهم، مشيرين للدور الكارثي الإماراتي في اليمن.

 

وحاول المسؤولون تخفيف المخاوف الإسرائيلية بشأن حصول دولة عربية على مقاتلات "أف35" بالتأكيد أن الإمارات عدو لإيران، وأن تقوية الجيش الإماراتي من مصلحة إسرائيل.

 

ولم تعلم وزارة الخارجية الأمريكية عن صفقة السلاح بعد، إلا أن المشرعين ردوا برفضها بعد نشر أخبارها في الصحف. ومن المتوقع أن يعارض عدد من المشرعين الصفقة لو لم تدعمها إسرائيل.