ملفات وتقارير

نواب كويتيون لـ"عربي21": انتقاد كوشنر يزيد رفضنا للتطبيع

قال النائب أسامة الشاهين إن "انتقاد كوشنر للسياسة الكويتية يمثل وسام شرف على صدر الكويتيين"- CC0

ألقى انتقاد المستشار الأمريكي جاريد كوشنر، للكويت بسبب رفضها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على هذا الموقف المتقدم، في أعقاب التطبيع الإماراتي مع تل أبيب، وما شكله من مخاوف بسير دول عربية أخرى في الطريق ذاته.


وتحدثت "عربي21" مع نائب كويتي حالي بمجلس الأمة وآخر سابق، للحديث عن انتقاد كوشنر، وتأثيره على قرار الكويت، المتمثل برفض التطبيع مع تل أبيب.


وقال النائب الكويتي أسامة الشاهين إن "موقف كوشنر وانتقاده للسياسة الكويتية يمثل وسام شرف على صدر الكويتيين"، مضيفا أنه "إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل (..)، فهي شهادة بأن الموقف الكويتي متقدم وصلب وثابت من الحقوق الفلسطينية الراسخة"، وفق قوله.


ولفت الشاهين في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن "كتلة برلمانية كبيرة بلغت 41 نائبا في مجلس الأمة الكويتي، أصدرت بيانا الثلاثاء، أكدت فيه على الموقف الرافض لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وداعم لموقف الكويت شعبا وحكومة تجاه هذه القضية".

 

اقرأ أيضا: كوشنر ينتقد موقف الكويت من التطبيع: منحاز للفلسطينيين


ورأى أن "هذا التحريض الغربي والصهيوني ضد الكويت، لن يزيدنا إلا عتزازا بهذا الموقف، واستمرارا عليه حتى نرى فلسطين قائمة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس المطهرة من الاحتلال والعدوان".


وشدد الشاهين على أن "الموقف الكويتي ليس نشازا، إنما يُعبّر عن موقف كافة الشعوب العربية، سواء من استطاعت أن تعبّر لتوفر الحريات العامة في قطرها، أو من لم تستطع التعبير"، مؤكدا أن "الشعب العربي من المحيط للخليج يتبنى ذات الرؤية ويحمل ذات الرسالة"، بحسب تقديره.

 

"لا حياد عن فلسطين"


وذكر النائب الكويتي أن "القضية الفلسطينية ليست قطرية بحتة، بقدر ما هي قضية قومية ودينية وإنسانية وإسلامية (..)، لا حياد عنها ولا فكاك منها".


من جانبه، وصف النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة انتقاد كوشنر بأنه "تدخل سافر ومرفوض بالشأن الكويتي الداخلي"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية دأبت على التدخل بشوؤن الدول الصغيرة، للتأثير على قرارها بهدف خدمة الاحتلال الإسرائيلي.


وقال الدويلة في حديث خاص لـ"عربي21" إن "هذا التدخل غير غريب على كوشنر والإدارة الأمريكية، والكويت متمسكة بموقفها ومبادئها تجاه القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أن التطبيع الإماراتي الأخير يثير قلقا من أن دولا كانت على الحياد، ستسارع إلى تبني التطبيع مع الاحتلال.

 

اقرأ أيضا: نواب كويتيون يوقعون بيانا لرفض التطبيع مع الاحتلال (شاهد)


وتوقع الدويلة أن تتسابق دولة خليجية أو اثتنان خلال الفترة المقبلة، للسير في مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، معربا عن رفضه للمبررات التي يسوقها المطبعون.


وأكد أن "هذه القرارات العربية ستشجع على السير في ذات الطريق"، داعيا إلى تبني مؤسسات المجتمع المدني الخليجية لحملات رافضة للتطبيع، لمواجهة أخطاره المتوقعة، إضافة إلى تعبير الجماهير العربية عن رأيها الرافض للتطبيع.


ونوه الدويلة إلى أنه رغم وجود مشكلة بأن العديد من الأنظمة العربية تقمع هذه الآراء، إلا أن الفضاء الإلكتروني أتاح التعبير عن ذلك بكل سهولة، وهو ما ظهر خلال الحملات الأخيرة الرافضة للتطبيع مع الاحتلال. 


وكان كوشنر انتقد الاثنين، موقف الكويت من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن البلد الخليجي "منحاز للفلسطينيين".


وفي تصريحات لصحفيين عبر الهاتف، نفى كوشنر، وهو أيضا صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ممارسة واشنطن ضغوطا على الكويت للاعتراف بـ"إسرائيل" على غرار الإمارات.


وألمح كوشنر إلى السعي لاستغلال استياء لدى كويتيين من دعم فلسطينيين للغزو العراقي قبل 30 عاما، لدفع بلادهم إلى مربع التطبيع مع الاحتلال.


وفي وقت سابق الثلاثاء، ندد عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي، بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وبجرائمه، مؤكدين دعمهم وتأييدهم لحقوق الشعب الفلسطيني.


ووقع على البيان 41 نائبا، وعبّروا من خلاله عن مناهضتهم للتطبيع مع الاحتلال، داعين في الوقت ذاته الحكومة الكويتية إلى تأكيد موقف البلاد الثابت، شعبا وحكومة ومجلسا، في مناهضة التطبيع مع "الكيان الصهيوني".

 

 

 


وقال البيان إن "جرائم الكيان الصهيوني المحتل لا يمكن أن نلغيها أو ننزعها من نفوس أبنائنا، ولا يخفف من فداحتها التطبيع، حيث إن الكيان الغاصب ما زال يرتكب أبشع الجرائم بحق البشر والشجر وحتى الحجر"، لافتا إلى أن "المسجد الأقصى يتعرض لاقتحامات وتدنيس".


وتابع: "مدينة القدس تتعرض لتهويد وتزييف للحقوق التي أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، وقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة".


وختم البيان بقوله: "الشعب الكويتي بجميع أطيافه لن يقبل أي تراجع عن التزام حكومة بلاده بقضية العرب والمسلمين الأولى، وسيبقى يشد على يد القيادة السياسية في موقفها الشجاع والثابت، تجاه القضية على مر السنين".