صحافة دولية

صحف غربية: دياب كان متخبطا.. وتفاصيل جديدة عن شحنة الأمونيا

متظاهرون رفعوا مشانق رمزية للسياسيين وسط العاصمة بيروت- جيتي

قالت صحيفة "التايمز" إن لبنان رغم أنه بلد ديمقراطي، لكن الصور التي علقت مشانقها في نهاية الأسبوع تتطابق مع النمطية المعروفة عن جيرانها الديكتاتوريين.

وكان من بين هؤلاء الذين رفعت على المشانق صورهم، بحسب تقرير للصحيفة ترجمته "عربي21"، الجنرال السابق الذي أصبح رئيسا، أي عون، وهناك الزعيم الناري حسن نصر الله، وهناك أكاديمي غير معروف أصبح رئيسا للوزراء، وهو حسان دياب، الذي أصبح مدارا للسخرية؛ بسبب تخبطه بين مستشاريه الفنيين والقوة الحقيقية. وعلى الجانب هناك نمطية رابعة، وهي الابن المحظوظ مثل سيف الإسلام القذافي، الذي صعد بسبب والده العقيد معمر، سعد الحريري.

وصعد الحريري إلى سدة السياسة بسبب الدور الذي لعبه والده رفيق الحريري. ولبنان هو حر أكثر من جيرانه، إلا أن المشكلة هي أن النمطيات تنتعش وفي أكثر من شكل.

وقالت الصحيفة إن عون، الذي كان عنصرا مهما في الحرب الأهلية، لم يعد حازما مثلما ما كان وطغت عليه شخصية صهره جبران باسيل، الذي أصبح أكثر شخصية يمقتها اللبنانيون.

فكوزير للطاقة، استطاع أخذ أكبر حصة من ميزانية الحكومة دون توفير الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، وهو أمر تستطيع الدول الفقيرة مثل مصر عمله. ولم ير في مكان الحادث، وعندما قوبل على التلفاز، ظهر مرتبكا حول مسؤولية الحكومة عن تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ.

ولم يكن دياب، الأستاذ الجامعي، بين من علقت مشانقهم بشكل رمزي، وهذا لأنه شخص عاجز ولا يسيطر على مؤسسة الفساد، وفشل بتقديم مقترحات إصلاح اقتصادي لصندوق النقد الدولي. وعندما زار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، كتب تغريدة أن زيارته جاءت "دون معلومات"، ما دفع وزير الخارجية للاستقالة.

وقال النقاد إن دياب هو مجرد واجهة للكتلتين الشيعتين المؤثرتين: حزب الله وحركة أمل بزعامة رئيس البرلمان، نبيه بري. وأشارت إلى أن المعادين لهما يقولون إنهما قدما لبنان ضحية للتحالفات الإقليمية المدمرة. وبري أصبح مليارديرا مع أنه قضى كل حياته في السياسة. وتعرض الحريري لنفس الذم الذي تعرض له البقية، فالترحيب والأمل الذي رافق صعوده بعد مقتل والده قد تبدد. وأثبتت السنين عدم قدرته على الوقوف ضد منافسيه، حزب الله أو حتى راعيته السعودية. 

واعتقل لفترة قصيرة، وأهين من ولي العهد السعودي في عام 2017. ويخلص الكاتب إلى أن القيادة الحالية لا بدائل عنها. فلم يظهر مرشح شاب أو أفضل من ركام السياسة الطائفية التي تمثلها القيادة الحالية.

 

 

اقرأ أيضا: أبرز محطات تراجع اقتصاد لبنان بعد انفجار المرفأ (إنفوغراف)


وفي السياق ذاته، قال موقع "بلومبيرغ" إن الانفجار بمرفأ بيروت هو تتويج للعبة تمرير المسؤولية المميتة.

وأوضحت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن 3 آلاف طن القابلة للاشتعال ظلت قابعة مهملة ولسنوات، رغم التحذير بشأنها. وأرسلت تحذيرات إلى وزارة الأشغال العامة في اليوم ذاته الذي انفجرت فيه المواد.

وثلاث مرات هذا العام على الأقل ومن وزارة إلى وزارة في لعبة تحلل من المسؤولية قاتلة، كما تقترح الوثائق، وكما كشف في السابق، فقد حذرت سلطة الجمارك أول مرة المواد الكيماوية هذه عام 2016، وبعد ثلاثة أعوام من منع السفينة التي كانت تحملها من السفر؛ لأنها لم تدفع رسوم الرسو في الميناء، وتم نقل الشحنة القابلة للاشتعال منها إلى المخزن.

إلا أن التحذيرات التي كانت ستمنع الانفجار الغامض، الذي قتل أكثر من 156 شخصا، وجرح الآلاف، وشرد عشرات الآلاف، لم يتوقف عند هذا الحد. وتكشف الوثائق التي تم الحصول عليها من مكتب رئيس الوزراء (السابق)، حسان دياب، عن اهتمام متزايد بالشحنة هذا العام، ولأسباب غير معروفة.

ففي 27 كانون الثاني/ يناير، طلب من أمن الدولة التحقيق في شحنة نترات الأمونيوم بالمرفأ، وبعد خمسة أشهر كلف مفوض الحكومة بالمحكمة العسكرية التعامل معها.

 

وردت المحكمة العسكرية، التي طلب منها التعامل مع المادة المتفجرة، بأن التعامل معها لا يدخل ضمن صلاحياتها. وفي 28 أيار/ مايو، اتصل أمن الدولة بالنائب العام، وحذر من خطورة الشحنة، وأمر بالتنسيق مع سلطات الميناء. وفي 20 تموز/ يوليو، تم إرسال الملف إلى دياب، الذي طلب من المجلس الأعلى للدفاع التعامل مع الموضوع.


وقام المجلس بدوره بإحالته في 24 تموز/ يوليو إلى وزارة الأشغال، المسؤولة عن عمليات الميناء، وإلى وزارة العدل. ووصل الملف إلى وزارة الأشغال في صباح يوم 4 آب/ أغسطس، أي قبل ساعات من الانفجار الذي سوى الميناء والمناطق المحيطة بالتراب.

ونسبت حكومة دياب تأخر وصول الملف للجهة المختصة إلى المشاكل التي نبعت من مواجهة فيروس كورونا. وقال متحدث باسم الحكومة، تحدث قبل استقالتها، إنها تلقت الملف قبل أسبوعين من الانفجار، وتعاملت معه في غضون أيام.