سياسة عربية

طوابير الخبز تعود إلى لبنان واحتجاجات ليلية ودعوات للعصيان

تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز الـ7 آلاف ليرة لبنانية في السوق غير الرسمية- جيتي

عادت طوابير الانتظار في لبنان أمام الأفران ومحلات الخبز، على وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة تعصف في البلاد.

 

يأتي ذلك في وقت يعاني فيه لينان من انهيار كبير بقيمة العملة الوطنية، ما أدى إلى تجدد الاحتجاجات الليلية بمناطق عدة، وسط دعوات للشروع بعصيان مدني.

 

وفقدت العملة اللبنانية أكثر من 70 بالمئة من قيمتها، إذ تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز الـ7 آلاف ليرة لبنانية في السوق غير الرسمية، بينما يبلغ 1507.5 ليرة لدى مصرف لبنان.

 

وعلى مدار اليومين الماضيين، نشر نشطاء لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر تجمع مواطنين لبنانيين أمام الأفران والمخابز من أجل الحصول على حصتهم من الخبز.

 

وبدأت الأزمة بالظهور مع امتناع أصحاب الأفران عن تسليم الخبز للمحلات التجارية بحجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، نتيجة تقلبات أسعار الصرف.  

 

 

 

محال تجارية مغلقة وعصيان مدني

 

ودعا نشطاء في طرابلس إلى عصيان مدني، الاثنين، يشمل إقفال المحال التجارية.

 

ونشرت مواقع محلية صورا تظهر إغلاق أصحاب المحال التجارية في سوق القمح، صباح الاثنين، وذلك بعد عدم تمكنهم الفترة الماضية من بيع البضائع بالأسعار المرتفعة.

 

 

 

 

 

وقال رئيس نقابة أصحاب المخابز في بيروت علي إبراهيم لإذاعة محلية، الاثنين: "إذا لم نصل إلى اتفاق اليوم فلن يكون هناك توزيع للخبز غدا وكلفة الربطة علينا 1250 ليرة".

وسبق أن أعلن إبراهيم، الأحد، أنه "نزولا عند رغبة المسؤولين على مختلف المستويات، فقد لبى أصحاب الأفران وسلموا الموزعين الخبز لتوزيعه في مختلف المناطق، على أن تتم معالجة ارتفاع التكلفة بصورة نهائية".

وأشار إبراهيم إلى أن أصحاب المخابز والأفران "لم يعد باستطاعتهم التوزيع، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لا سيما التكلفة التي أصبحت باهظة جدا"، مطالبا بـ"إنصافهم من أجل الاستمرار في التوزيع".

 

استقالة مرتقبة لمسؤول مالي

 

وعلى نحو متصل بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، ذكرت وسائل إعلام لبنانية محلية أن مدير عام وزارة المالية آلان بيفاني، وهو عضو مسؤول بالفريق التفاوضي مع صندوق النقد، سيقدم استقالته اليوم مساء من منصبه.

 

وأشارت إلى أن ليفاني سيعقد مؤتمرا صحفيا عند الساعة الرابعة مساء، لتوضيح أسباب استقالته،  وسط ترجيحات أنها تأتي في سياق تعثر المفاوضات مع صندوق النقد، واعتراضا على إدارة الأزمة في البلاد.

 

ويحاول لبنان الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي بقيمة 10 مليارات دولار، فيما يشترط الصندوق إجراء إصلاحات جوهرية لأجل ذلك.

 

وكانت مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجيفا، قد صرحت الجمعة الماضي، أنها "تستبعد حدوث انفراجة بالأزمة الاقتصادية في لبنان".

 

احتجاجات ليلية

 

ومساء الأحد، شهدت مدن لبنانية احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، تخللها سقوط جرحى ودعوة لعصيان مدني، الاثنين.

 

اقرأ أيضا: الخارجية اللبنانية تستدعي سفيرة أمريكا.. واصلت إثارة الجدل
 

وتجمع عشرات من المحتجين في منطقة إنطلياس شرق العاصمة بيروت، رافعين شعارات منددة بالطبقة السياسيّة الحاكمة والأوضاع الاقتصاديّة المأزومة.

ومنع الجيش بالقوة محتجين من قطع الطريق السريع في إنطلياس، فاندلعت صدامات مع الأمن سقط خلالها نحو 10 جرحى.

وفي مدينة طرابلس (شمالا)، انطلقت مسيرات رفضا للغلاء المستفحل، وتنديدا بتراجع سعر الليرة مقابل الدولار.