ملفات وتقارير

بأول أيام امتحانات الثانوية بمصر.. كسر كل قواعد التباعد (شاهد)

مشاهد التجمع أمام مراكز الامتحانات كانت الغالبة في معظم المراكز- جيتي
رغم الوعود التي قطعتها الحكومة المصرية بإجراء امتحانات الثانوية العامة تحت إجراءات صحية مشددة، وتوفير كل أدوات ومعدات الوقاية والحماية، إلا أنها جاءت أقل من المتوقع، وسط انتقادات واسعة واتهامات بالتقصير وتعريض حياة الطلاب للخطر.

وأدى، الأحد، نحو 667 ألفا و315 طالبا وطالبة، أول امتحانات الثانوية العامة، في نحو 56 ألفا و591 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، وتستمر حتى 21 تموز/ يوليو المقبل.

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن توفير مستلزمات التعقيم لامتحانات الثانوية العامة، وهي عبارة عن 17 ألف جهاز قياس الحرارة، و33 مليون كمامة و7 ملايين قفاز، و6 آلاف مجموعة تشمل كحولا ومطهرات تكفي جميع اللجان.

وكشف طلاب وأولياء أمور أزمة كسر كل قواعد التباعد الاجتماعي أمام لجان امتحانات الثانوية العامة، وعدم توفير مستلزمات الحماية والوقاية مثل القفازات وأكياس التعقيم، إلا من كيس صغير يحتوي على عدة غرامات من مطهر الكحول.

وأكد طلاب وأولياء أمور في تصريحات لمراسل "عربي21"، أنهم رأوا بوابات (ممرات) التعقيم لا تعمل وملقاة على الأرض، كما أن مقاعد الامتحانات داخل الفصول تكسوها الأتربة واضطروا إلى تنظيفها بمناديلهم الخاصة.


ووجه نقيب أطباء مصر، حسين خيري، ونقيب الأطباء بالقاهرة، شيرين غالب خطابا قبل أيام إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، طالبا فيه تأجيل امتحانات الثانوية العامة؛ خوفا من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد بين الطلاب.

وجاء في الخطاب: "من المعلوم أنه يستحيل وقاية هذه الأعداد الغفيرة من الطلاب وذويهم حتى تحت أحسن الظروف والإجراءات، مما سوف ينتج عنه زيادة حتمية في عدد الإصابات بين صفوف الطلاب على مستوى الجمهورية".

وأضافا: "إذا افترضنا نسبة إصابات لا تزيد على 1%، فذلك يترجم لنحو ألف طالب يوميا في عدد أيام الامتحان، ولعل إصابة طالب تساوي إصابة أسرة مصرية، ولن يتحمل القطاع الطبي تلك الزيادات".


وأقر وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، بوجود تكدسات أمام لجان الثانوية العامة، وقال في تصريحات إعلامية: "تواصلنا مع وزارة الداخلية ومديريات الأمن ونحاول تفادي حالة من الاصطدام"، مضيفا: "بداية من يوم الخميس سنتخذ خطوات أكثر صرامة، ويجب أن نتحمل المسؤولية سويّا".

وقال طالب يدعى محمد عبدالله بالثانوية العامة، لـ"عربي21": "الوضع كان هزليا، سواء أمام اللجان أو داخلها، وكان الذعر يسيطر على غالبية الطلاب وأولياء الأمور، الذين حضروا بالمئات أمام اللجان للاطمئنان على أبنائهم".

وبشأن إجراءات الوقاية التي شاهدها، قال: "في البداية لم نجد بوابة التعقيم التي تحدثوا عنها أمام البوابة، ولكنها كانت مفككة وملقاة على جانب البوابة، وكانت الكمامة سيئة لا تلتصق جيدا بالوجه، ولم يكن هناك أي قفازات لليد، ولم تكن هناك أي مناديل ورقية سوى كيس مطهر (جل) صغير جدا".

واستنكر أحد أولياء الأمور في حديثه  لـ"عربي21": "طريقة إجراء الامتحانات دون اتباع إجراءات كافية لحماية مئات آلاف الطلاب، مما يهدد حياتهم وحياة أسرهم ويعرضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، وضياع مستقبل الكثير من الطلبة".

وأعرب عن مخاوفه من استمرار الوضع على هذا المنوال، قائلا: "صور اليوم رسالة إلى كل المسؤولين باتخاذ إجراءات أكثر جدية، والعمل على حماية أرواح آلاف الطلاب وأهاليهم، والتوقف عن إطلاق التصريحات الفضفاضة".

وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف المشاهد من أمام المدارس، وداخل اللجان التي تفند مزاعم الحكومة بتوفير وسائل الحماية والوقاية كافة، وتأمين الطلاب وحمايتهم بشكل كامل، ومخاوف من تكرارها في الأيام المقبلة.