قضايا وآراء

من قلب العالم الإسلامي.. نرشح "جاسيندا" لجائزة نوبل

1300x600
في الذكرى الأولى لمذبحة المسجدين أو ما سمي بمذبحة "كرايستشيرش" في نيوزيلندا يجب أن نشيد بالدور النموذجي الذي قامت به رئيسة وزراء نيوزلندا "جاسيندا ارديرن" ووقفتها الحازمة والشجاعة في وجه المذبحة التي تعرض لها مسلمون في مسجدهم وهم يؤدون واجب الصلاة.

كما نؤكد على أن العالم قد أصبح بحاجة ماسة لقادة من أمثال "جاسيندا" للوقوف الجاد في وجه العنصرية التي تتوسع دعواتها بشكل مخيف وتتزايد مظاهرها في مناطق عديدة من العالم.

يجب أن نذكر اليوم كل الإجراءات التي قامت بها أصغر رئيسة وزراء في العالم في مواجهة الأزمة الأخطر التي تتعرض لها بلادها، ولاسيما أنها تعبر عن توجهات عنصرية تتنامى، بل ومن المهم أن نجعل سلوكها في مواجهة الأزمة حاضرا ونحن نواجه كل صور العنصرية والقتل على الهوية في أي مجتمع وفي أي مكان من العالم.

لن أكون مبالغا إذا قلت إن كثيرا من قادة العالم بحاجة ماسة للتعلم من سلوك "جاسيندا" والاستفادة من قيادتها للأزمة بل ومن إدارتها بخاصة لمجتمعها التي قالت له منذ اللحظة الأولى: "هم نحن".. كما يجب أن نعلم أبنائنا ما فعلته تلك الشابة وكيف كان تصرفها فريدا وقد عجزت كثيرا من الحكومات وقيادات كبرى لدول أكبر أن تفعل فعلها.

لا أستطيع كمسلم يعيش في قلب العالم الإسلامي وأتابع تنامي الكراهية في العالم ضد الإسلام وكل ما هو إسلامي ببواعث غير موضوعية أو لأسباب تتعلق بالاستسلام للدعاية المسمومة أو للتعرض المباشر لأخطاء بعض المسلمين الذين لا يمكن نسبة أفعالهم لكل المسلمين وبالأحرى للإسلام إلا أن أحيي رئيسة الوزراء التي سارعت بإدانة الجريمة منذ اللحظة الأولى وتضامنت مع الضحايا المسلمين بكل أشكال التضامن كسلطة حكم مسؤولة عن رعاياها كما أنها مسؤولة عن شيوع الأمن وحماية كافة المواطنين بغض النظر عن جنسيتهم أو عقيدتهم أو لونهم.

وفي الختام.. أؤكد على أن مبادرة "مرحبا أخي" - التي أطلقها مركز حريات للدراسات السياسية في نيسان/ إبريل 2019ـ للدعوة للتعايش بين الحضارات ومحاصرة كل مظاهر العنصرية والقتل على الهوية ودعاوى صدام الحضارات، وذلك بمناسبة إشادتها بالنموذج النيوزيلندي (حكومة وشعبا) في التعامل مع مذبحة المسجدين قد أطلقت اليوم في الذكرى الأولى للمذبحة حملة جديدة ترشح فيها "جاسيندا ارديرن" لجائزة نوبل للسلام، وذلك للفت انتباه العالم إلى سلوكها القيادي الرشيد في مواجهة مشكلة مُعقدة لها تداعيات كثيرة.

كما نرى أهمية أن يؤيد العالم الإسلامي هذا الترشيح، وذلك لتشجيع حكومات العالم على الاقتداء بها والإشارة أيضا إلى خطورة ما ترتكبه حكومات أخرى لا تتخذ إجراءات حاسمة في مواجهة العنصرية أو القتل على الهوية، بل هناك من يتبناها وهناك من يشجعها ويفتح لها الأبواب التي تبث من خلالها سمومها في المجتمعات.

كما أننا مُطالبون في عالمنا الإسلامي أن نوجد نماذج رشيدة مثل "جاسيندا" وحكومتها ومجتمعها في التعامل مع كل أشكال العنصرية والتنمر والقتل على الهوية، خاصة وأن قيمنا وفقهنا وشريعتنا قد علمتنا قبل غيرنا كيف نحمي المخالفين في العقيدة ونعتبر أن العدوان على حقوقهم هو عدوان على الدولة والمجتمع كما أن الإسلام قد شن حملة شعواء على العنصرية وبشع كل مظاهرها بل وحرمها.