صحافة دولية

البيئة السامة تحبط المشروعات و هي طاردة للكفاءات

الضغط المستمر والأهداف غير المعقولة يعدان بيئة سامة للعمل- cc0

نشرت مجلة سانتي بلوس الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على تأثير البيئة السامة على مردودية الموظف، إذ يحول مناخ مماثل دون تحقيقه نتائج إيجابية في عمله.


وقالت المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه نظرًا لأننا نقضي معظم وقتنا في العمل، فإننا نحتاج إلى بيئة عمل متناغمة تسمح لنا باستخدام أفضل قدراتنا، وهذا هو الشرط الضروري لزيادة إنتاجيتنا والتعبير عن إمكاناتنا، ولسوء الحظ، يحدث أحيانًا أن تكون بيئة العمل سامة وتؤثر بالتالي على رفاهية الموظف.


يعرف المدير الجيد كيفية إدارة أعضاء فريقه وتشجيعهم على تقديم أفضل ما لديهم في العمل. للقيام بذلك، يهدف المدير إلى خلق ديناميكية إيجابية من خلال الجمع بين الاستماع والتعاطف والاعتراف والتشجيع. ويفسر ذلك بأنه عندما يكون المناخ المهني سامًا، يمكن أن يتعرض الموظف لإحباط كبير مما يضر بجودة عمله، وكذلك تطوره الشخصي. فهو يقضي معظم وقته في مكان عمله، لذلك إذا لم يكن الجو ملائما، فقد تتأثر إنتاجيته.


من المرجح أن يفقد الموظف الذي لا يتطور في بيئته المهنية تحفيزه الذاتي ويسيء أداء بعض المهام، سواء أكان عدم رضاه يعود إلى علاقة سيئة مع زملائه أو ضغط دائم أو مدير سيئ، فسوف تتأثر نتائجه بالضرورة.

 

اقرأ أيضا: ماذا يحدث لأعيننا حين نشاهد الشاشات أكثر من 8 ساعات يوميا؟

عندما يكون الموظف غير راض، فإنه يميل إلى استخدام المرض كذريعة لتجنب الذهاب إلى مكان عمله، ويجب أن تكون البيئة المهنية للمؤسسة صحية لتحقيق أهدافها على النحو الأمثل.

 

وذكرت المجلة أن علامات معينة تُظهر أن البيئة المهنية سامة ويمكن أن تضر بمزاج الموظفين:


عدم الاحترام

 
في العمل، يحتاج الموظف إلى الاحترام والاعتراف بقيمته الحقيقية. في بعض الأحيان، يميل المدير إلى نسيان مراعاة الجانب الإنساني لعلاقته مع الموظف. ولكن كما يشير تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات الشهير، فإن الحاجة إلى التقدير تعد من الاحتياجات الأساسية للفرد. يحترم المدير الجيد موظفه ويبذل قصارى جهده من أجل عدم المس بنزاهته.


عدم الاعتراف بالعمل المنجز

 
للتأكد من أن الموظف يبذل قصارى جهده في تحقيق أهدافه، من الضروري معرفة كيفية تشجيعه وتهنئته على عمله. تعد المكافأة هي الدافع الرئيسي الذي سوف يشجع الموظف على مضاعفة جهوده. خلافا لذلك، يميل الموظف الذي لم يقع الاعتراف بعمله إلى أن يكون أقل إنتاجية.


الضغط المستمر والأهداف غير المعقولة

 
أوردت المجلة أن العديد من الموظفين يتعرضون لضغط مفرط في أماكن عملهم. إن إلزام الموظف بمواعيد نهائية قصيرة للغاية ومهام شديدة التعقيد يمكن أن يهدد شعوره بالراحة. في الواقع، لكي يحقق الموظف أهدافه، يجب أن تكون هذه الغايات واقعية وقابلة للإنجاز في وقت مقبول.


نوع من الظلم


إن إهانة الموظف، والتقليل من شأنه، لن تسمح له ببذل جهوده في العمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة المحسوبية بين الزملاء تخاطر بتقويض الأجواء العامة. يجب على المدير معرفة كيفية احترام جميع موظفيه وتقييمهم اعتمادا على عملهم فحسب.


ترهيب أو مضايقة

 
ذكرت المجلة أن المضايقة، مهما كانت طبيعتها، تسبب إزعاجًا كبيرًا للموظف، إذ لا يمكن له أن يكون منتجًا في بيئة يتعرض فيها لمثل هذا العنف ويخضع لضغط مزمن سيضر بصحته العقلية.


غياب التعاطف والدعم

 
عندما يصاب الموظف بالإنهاك، أو يكون مريضا أو غير قادر على تحقيق أهدافه كما هو متفق عليه، لن يرى فيه مديره إلا تراجع للمردودية. سيدرك مدير جيد كيفية إدارة الموقف بشكل مناسب من خلال نصحه بالاسترخاء لبضعة أيام لاستعادة قوته.


مراقبة مستمرة

 
بشكل عام، يريد المدير من الموظفين بذل الجهود اللازمة لإنجاز بعض المشاريع. لكن في بعض الأحيان، بدلاً من تقديم الإرشادات للموظف ومنحه الثقة، يحرمه من استقلاليته وقدرته الإبداعية.


غياب الصدق

 
يعد الاعتراف بالأخطاء ضروريًا للتمكن من المضي قدمًا على الطريق الصحيح. بالنسبة للمدير، يمكن أن يكون هذا الأمر عملاً شديد التعقيد. ومع ذلك، إذا تعلم أن ينأى بنفسه عن منصبه وأن يكون صادقًا، فسيكون قادرًا على كسب تعاطف موظفيه.