سياسة دولية

"BBC" تريد تقييد استخدام صحفييها لتويتر.. بسبب الانتخابات

واجهت بي بي سي اتهامات بالانحياز لصالح جونسون- جيتي

كشفت صحيفة بريطانية أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تبحث تقييد الطريقة التي يستخدم بها صحفيوها ومراسلوها حساباتهم على تويتر، بعد الجدل الذي أثارته منشوراتهم خلال فترة الانتخابات التي جرت هذا الشهر.

وحسب صحيفة الإبزورفير البريطانية، فإنه في حال إقرار إدارة المؤسسة لهذه القيود، فسيطلب من المحررين والمراسلين الامتناع عن استخدام حساباتهم للكشف عن قصص إخبارية أو تقديم تحليلات.

وتأتي هذه الخطوة بعد الانتقادات التي تعرضت لها بي بي سي من جانب حزب العمال بسبب منشورات بعض مراسلي المؤسسة خلال الحملة الانتخابية، وخصوصا المراسلة السياسية للمحطة لورا التي نشرت على حسابها مزاعم بأن مناصرين لزعيم حزب العمال تعدوا على مساعد لوزير من حزب المحافظين في ليدز، وهو ما ثبت أنه غير صحيح اعتمادا على تسجيلات فيديو للحادثة.

كما واجه محرر شؤون أمريكا الشمالية في المؤسسة، جون سوبيل، اتهامات بعد نشره تغريدة تكشف موقفا انتقاديا تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إن مديرة الأخبار في المؤسسة، فران أنسوورث، هي التي يقف وراء الفكرة للحدث من العادة بالنشر المتكرر للأخبار والتحليلات، رغم أنها تتوقع أن تواجه بعض الممانعة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن صحفي في بي بي سي.

وبحسب الصحيفة، فإن أنسوورث تسعى لتشديد القواعد التي تضبط استخدام محرري بي بي سي وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول السياسة التحريرية السابق في بي بي سي؛ فيل هاردينغ إن المؤسسة بحاجة لفرض مثل هذه القواعد، مشيرا إلى أن هناك حاجة لتعزيز حيادية الخدمة في هذا الوقت.

وأوضح أن الأولوية هي إجراء مراجعة بعد كل انتخابات. وقال إن "الأكثر أهمية التمسك بالثقة، التي تراجعت قليلا".

وكانت القناة البريطانية الرابعة قد حظرت على موظفيها من غير العاملين في الشأن السياسي؛ الكتابة عن الشؤون الجارية.

وكان وزير الاتصالات بحكومة الظل آندي ماكدونالد؛ قد اتهم بي بي سي، بلعب دور في الخسارة التي لحقت بالحزب في الانتخابات وقال إن على بي بي سي أن "تنظر في المرآة" بشأن حيادها.

وعبر عن قلقه "حول خدمتنا العامة للتلفزيون". وعندما سئل عما إذا كانت بي بي سي تتحمل جزءا من المسؤولية عن خسارة العمال، قال ماكدونالد: "أنا أقول إنها لعبت دورا. أنا قلق فعلا إزاء هذا التحول. لقد رأيتم ملف الانتقادات (للمؤسسة) الذي أعددناه".

وواجهت بي بي سي انتقادات واتهامات بالتحيز ضد حزب العمال، ومن ذلك تكرار المحطة الاتهامات لكوربين بمعاداة السامية، في حين لم تستجب للنداءات المتكررة للمنظمات الإسلامية بإثارة قضية الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين.
 
وعلاوة على ذلك، فقد تجاهلت وسائل الإعلام، بينها بي بي سي، دعوة رئيس الوزراء السابق جون ميجور، وهو زعيم سابق لحزب المحافظين، لعدم التصويت لجونسون، والعمل على عدم حصوله على الأغلبية. في المقابل، كان أحد الوجود الأكثر ظهورا في الإعلام؛ نائب عمالي سابق، وهو أيان أوستين، هاجم كوربين وحث على عدم التصويت له، رغم أنه نائب عادي في الحزب، وليس له أي صفة قيادية.

 

اقرأ أيضا: مسؤول بحزب العمال يتهم "BBC" بدور في خسارة حزبه

كما واجهت المراسلة السياسة لورا كوينزبيرج، انتقادات واسعة، بعد كشفها التوجه العام للأصوات المرسلة بالبريد، التي ترسل قبل بدء التصويت العام، وقالت إنها ليست في صالح كوربين، وهو الأمر الذي اعتبر بمثالة مخالفة قانونية، لأنه يحظر الإشارة إلى أي نتائج قبل إغلاق صناديق الاقتراع. كما انتُقد مراسل آخر لوصفه فوز جونسون بأنه "مستحق جدا".

ويفرض القانون البريطاني على محطات التلفزيون الحياد والتوازن السياسي، وهي أيضا مسألة حساسة بالنسبة لبي بي سي؛ نظرا لأن تمويلها يتم بضريبة مباشرة يدفعها المواطنون جميعا. في المقابل، فإن الصحف لها حرية الخيار في اتخاذ موقف سياسي أو دعم حزب معين.

وكان كوربين قد اشتكى من الحملة الإعلامية ضده، واعتبر في كلمة مصورة بعد الانتخابات أنها كانت أحد أسباب خسارة حزبه في الانتخابات، كما أشار أيضا إلى دور بريكست في تعرض الحزب لأكبر هزيمة منذ عقود، بينها خسارة مقاعد في معاقله التاريخية في شمال إنكلترا.

وكانت دراسة لجامعة لفبرا رصدت التغطية الإعلامية خلال الحملة الانتخابية، قد أشارت إلى تغطية سلبية جدا ضد كوربين، مقابل تغطية إيجابية جدا لصالح جونسون. وأوضحت الدراسة أن حدة الحملة تصاعدت مع اقتراب موعد الانتخابات.