حقوق وحريات

أسر المصريين المحتجزين يناشدون أمير الكويت بوقف ترحيلهم

أهالي المحتجزين بالكويت: لا نتوقع من سمو الأمير بحكمته البالغة إلا معالجة الأمر بحس إنساني وأبوي وعادل- أ ف ب

ناشد أهالي الشباب المصريين المُحتجزين بدولة الكويت، الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، بسرعة التدخل لإيقاف ترحيل أبنائهم إلى مصر، داعين إياه للنظر بعين "الرأفة والقلق على حياة ومستقبل هؤلاء الشباب الأبرياء، وألا يسمح بقرار من شأنه أن يُدمر أُسرا وعائلات بأكملها".

وقالوا، في بيان لهم، السبت، بعنوان "رجاء ومناشدة إلى أمير الكويت": "نأمل وندعو الله ليل نهار أن يبدي سمو أمير الكويت الروح الأبوية في تعامله مع أبنائه هؤلاء، بل إننا نتوقع منه ذلك في أقرب وقت. كيف لا وهو حكيم المنطقة والأب الحقيقي لكل لشعوب منطقتنا".

وتابعوا: "نحن لا نتوقع من سمو أمير الكويت بحكمته البالغة إلا معالجة الأمر بحس إنساني وأبوي وعادل، وندرك جيدا أنه لن تنطلي عليه أي اتهامات مزيفة وباطلة لا أساس لها في بلد غابت عنه كل معاني العدل والإنصاف".

 

اقرأ أيضا: الكويت تعلن القبض على مصريين بتهمة الانتماء للإخوان (فيديو)

ودعوا الجميع إلى "سرعة التدخل والوساطة لدى سمو أمير الكويت والسلطات الكويتية، حفاظا على حياة هؤلاء الأبرياء الذين لم ولن يسيئوا إلى الكويت بأي صورة من الصور، ولا يكنون لها إلا كل حب وتقدير، حتى وإن تطلب الأمر محاكمتهم على أرض الكويت العادلة أو ترحيلهم لأي دولة أخرى على وجه الأرض بخلاف مصر".

وأضاف البيان: "عشنا في كنفكم سنوات. كنتم نعم السند وأهل الكرم لبناتنا وأولادنا، وكانت الكويت لنا دار خير تحملنا يوم أن طردنا الناس. عملنا على أرضكم بكل إخلاص وتفانٍ، وما عاملتمونا إلا بمقدار ما عاملتم به مواطنيكم الأكارم. آويتمونا يوم أن طردتنا بلادنا وفتحتم لنا بيوتكم يوم أن ضنت بنا بيوت أهلينا".

واستطرد قائلا: "نناشدكم برحم الدين، وصحبة الغربة، ونخوة العروبة. لا تسلموهم حتى لو حبستموهم لديكم فقضاؤكم أعدل، وعدلكم أقرب، وحكمكم أحكم"، مضيفا: "عندما تطلب الشفاعة من شفيع فيشفع، وعندما تطلب الوساطة من وسيط إنصافٍ فينصف، تتوالى الدعوات لمن شفع وتتعلق الأفئدة بمن توسط".

 

اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدين إجراءات الكويت بحق مطلوبين لقضاء السيسي

ونوه إلى أن "الدنيا كلها تعلم المآل الذي وصل إليه القضاء في مصر، حيث لا عدالة ولا إنصاف ولا رحمة ولا شفقة. تعلمون جيدا أن مصير هؤلاء - حال تسليمهم إلى مصر- سيكون بشعا للغاية، كما حدث مع آلاف غيرهم من خيرة أبناء الوطن، حيث سيكون التنكيل والتعذيب والقهر والإذلال مصيرهم".

وأوضح أن "حياة هؤلاء الشباب الثمانية ستكون معرضة للخطر الداهم سواء بالقتل البطيء والإهمال المتعمد الذي تعرض له كثيرون أو بالقتل بأحكام القضاء المصري (الإعدام) أو بالقتل المباشر والتصفية الجسدية التي يتعرض لها البعض أحيانا".

وأكمل: "نأمل أن تصادف تلك الكلمات قلبا يرى بنور الله يستجيب فيكون له مثل أجور من فزِع ومثل ثواب من شفع. لا تسلموهم للسيسي رجاء مهما كان السبب؛ فأهل الكرم لا يسلمون ضيف، وأهل العروبة لا يرفضون جوار".

 

اقرأ أيضا: الإخوان: لم يثبت على الجماعة يوما أي مساس بأمن الكويت

 

وسجلت زوجة الشاب عبدالرحمن محمد عبدالرحمن، مقطع فيديو حصلت "عربي21" على نسخة منه، قالت فيه: " نناشدكم بإنقاذه؛ لأن حياته سيتم تدميرها حال ترحيله إلى مصر. ارحموا أطفاله الثلاثة، وارحموا قلوبنا أنا ووالدته المريضة بالقلب والسكر".


وأوضحت الزوجة أن الأمور كانت تسير مع زوجها بدولة الكويت على ما يرام، إلا أن ما جرى مؤخرا بسبب اتهامه في مصر بأنه إرهابي يتبع جماعة الإخوان المسلمين رغم كونه لا يتبع لأي كيان سياسي، ولم يفعل أي شيء لأي أحد، بل أنه بشهادة الجميع يسعى دائما للخير، ولم يؤذِ أي أحد".


واستطردت قائلة:" مهما تحدثنا لن تشعروا عما بداخلنا. أناشدكم أن تكونوا رؤوفين به؛ لأنه شخص مظلوم تماما، ولا توجد أي أدلة ضده سواء فيديو أو صور أو أي شيء، فهو شخص نظيف فعلا، ويمكنكم السؤال عليه".


كما ناشدت والدة عبدالرحمن محمد عبدالرحمن أمير الكويت أن يرحم نجلها الذي أكدت أنه سافر للعمل هناك بعدما حصل على كافة الإجراءات القانونية والشرعية، مؤكدة أنه لو تم ترحيله للقاهرة ستضيع حياته وحياته أسرته وأولاده.

 

 


إلى ذلك، بعث منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية مناشدة إنسانية إلى أمير دولة الكويت وحكومتها وبرلمانها بأن ينظر "نظرة عربية أصيلة تنصف هؤلاء الأبرياء المستجيرين من ظلم طبقت شهرة قضاته السيئين الآفاق".


وقال- في بيان له السبت، وصل "عربي21" نسخة منه- :"لقد احتلت دولة الكويت بفضل قيادتها الحكيمة، وسياساتها الراسخة، وتقاليدها العربية الأصيلة مكانة في قلوب نخب الأمة أجمع، حتى غدت الكويت بقيادتها وحكومتها وشعبها موضع أمل الكثير من أبناء الامة وسط مدلهم الظلمات والأعاصير".


وأضاف:" لقد رأينا في منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية الذي يضم نخبة من علماء ومفكري الأمة من كافة الأقطار النبأ الأليم الصادر عن وزارة الداخلية الكويتية عن اعتقال ثلة من شباب الأمة من مصر ما أخرجهم من وطنهم إلا محاكم الظلم والاستبداد؛ فكيف يصدق ظالم في خائف، وكيف في تقاليد العرب يخذل المستأمن المستجير؟".


وأردف:" مما زاد في الريبة والشك في البيان الذي تم تمريره عبر وزارة الداخلية أن يوصم هؤلاء المستأمنون بالإرهاب على خلفية انتمائهم بزعم بيان الداخلية للإخوان المسلمين".


وتساءل:" متى كان الإخوان المسلمون، وهم بنية حيوية وفاعلة إيجابيا في خارطة المجتمعات العربية منذ قرن من الزمان يوصفون بالإرهاب إلا عند أنظمة الاستبداد والفساد؟".


واختتم بقوله:" نلفت في منتدى الفكر إلى أن الأمة في هذا الزمن العصيب أشد حاجة إلى حكمة سمو أمير الكويت يلم شعثها ويوحد كلمتها في مواجهة أعدائها المتربصين".