صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: الرياض تتقرب لإسرائيل على حساب الفلسطينيين

الخبير قال إن هناك ترحيبا إسرائيليا متزايدا بالسياسية السعودية- واس

قال الكاتب الإسرائيلي بموقع محادثة محلية ميرون ربابورت إن "النظرة الفلسطينية للدور السعودي آخذة بالتراجع مع مرور الوقت، مقابل الترحيب الإسرائيلي المتزايد للسياسة السعودية الإقليمية المعتدلة في المنطقة، وبات الفلسطينيون يعتبرون العهد الجديد في السعودية قد تخلى عنهم في قضيتهم، لصالح إقامة تحالف مع إسرائيل بغرض تشكيل جبهة ضد إيران".


وأضاف ربابورت، وهو رئيس حركة "دولتان في وطن واحد"، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الصحافة الإسرائيلية باللغة العبرية تصف السعودية بأنها زعيمة المحور المعتدل، وأن السياسيين اليهود في إسرائيل من اليمين وحتى أقصى اليسار دون استثناء يستخدمون ذات المفردات عند النظر للسياسة السعودية".


وأوضح الكاتب أن "السلطة الفلسطينية كجهة رسمية تبدي حذرا شديدا في انتقاد السياسة السعودية علانية، حتى بعد أن مارس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضغوطه الكبيرة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بصفقة القرن التي عرضها على الفلسطينيين، وتتضمن دولة مجزأة، بدون القدس اللاجئين".


وأشار إلى أنه حين "تجرأ بعض الساسة الفلسطينيين، وانتقدوا السياسة السعودية، أعلنت السلطة الفلسطينية على الفور أن هذه مواقف شخصية لهم، ولا تمثلها، فالمملكة ما زالت حتى اليوم أكبر الدول الداعمة للسلطة، ورغم كل إخفاقاتها السياسة والعسكرية التي منيت بها في السنوات الأخيرة في العراق واليمن وسوريا، لكنها ما زالت الدولة السياسية الأقوى في العالم العربي".


الكاتب التقى ثلاثة من القيادات الفلسطينية الميدانية داخل الضفة الغربية ومن فلسطينيي الـ48، لمحاولة استكشاف مواقفهم من السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية.


عوني المشني أحد قيادات فتح بمدينة بيت لحم، قال إن "الغالبية العظمى في الشارع الفلسطيني ضد السياسة السعودية، خاصة بعد أن دعمت بصورة سرية صفقة القرن، وبعد أن تحدث ابن سلمان لزعماء يهود في الولايات المتحدة أن القضية الفلسطينية لم تعد تتصدر الاهتمام السعودي كقضية أولى في هذه الآونة، وإنما الصراع ضد إيران هو الأكثر أهمية".


وأضاف أنه "في حين لم يصدر نفي سعودي لهذا الكلام، فقد فهم الفلسطينيون أن المملكة مستعدة للتحالف مع إسرائيل للعمل ضد إيران، ودعم صفقة القرن التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك خرجت مظاهرات فلسطينية مزقت صورا لابن سلمان".


عضو المكتب السياسي للجبهة التقدمية للسلام والمساواة-حداش داخل فلسطين المحتلة رجا زعاترة، قال إن "النظرة الفلسطينية التقليدية للسعودية ليست حديثة العهد، بل تعود لما قبل سنة 1948، حين نشأ تعاون بين الأمير فيصل والحركة الصهيونية برئاسة حاييم وايزمان، وفي قمة كامب ديفيد 2000 طلب السعوديون من ياسر عرفات تقديم تنازلات في موضوع الأماكن المقدسة في القدس، وحين طلب عرفات من الملك عبد الله ذلك في رسالة رسمية، لم يجبه الأخير".


وأضاف أنه "بالعودة للتاريخ عند اندلاع مظاهرات يوم الأرض 1976، اكتشف السعوديون أن الفلسطينيين في إسرائيل ليسوا نوعا من العرب-اليهود، بل جزء من العالم العربي، يتظاهرون، وتخوفوا أن تصل المظاهرات للمملكة، وحينها قررت السعودية فتح أبواب الحج أمام الفلسطينيين من إسرائيل، رغبة منها في السيطرة عليهم، وبدأ الفلسطينيون يعملون في دول الخليج، وعادوا بالمال الوفير والإسلام الوهابي".

 

اقرأ أيضا: ليبرمان لـ"إيلاف" السعودية: قواسم مشتركة تربطنا مع الرياض

وأشار إلى أن "العهد السعودي الجديد بقيادة ابن سلمان، وتفوهاته الأخيرة جعلت الأمور أكثر رفضا من الجانب الفلسطيني، لأنه في اللحظة التي يقول فيها إن القضية الفلسطينية لا تتصدر أجندته، وأن الصراع الحقيقي في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة، فإن إسرائيل قد تكون جزءا من هذا الصراع، وتندمج فيه، في حين أن الفلسطينيين لا يمكن لهم أن يكونوا منخرطين في هذا الصراع".


أمين عام التجمع الديمقراطي "بلد"، مطانس شحادة قال إن "نظرة الفلسطينيين التاريخية للسعودية فيها إشكالية كبيرة منذ العام 1948، فقد اعتبروها جزءا من المشكلة، واليوم بات الأمر أكثر وضوحا، لأن السعودية لعبت أدوارا كبيرة في عدم تحقق الوحدة العربية، باعتبار أن كل وحدة عربية تهدد نظام الممالك القائمة في المنطقة، واليوم الأمور في عهد ابن سلمان باتت أكثر وضوحا".


وأضاف أن "دعم اليسار الصهيوني، كما اليمين، للسياسة السعودية، مرده أنهم لا يعرفون جيدا العالم العربي، وموازين القوى فيه، وإن كان الجمهور الفلسطيني يحب السياسة السعودية أو يكرهها، فهذا لا يهمها كثيرا، لأنها لا تحصي عدد مواطنيها، فهل تكترث بالفلسطينيين؟".